كتب مصطفى ياسين
أقامت جمعية “فكر واعمل” سهرة رمضانية من اروع ما تكون كـ”مسك ختام” لشهر رمضان المبارك، حيث استضافت عددا كبيرا من علماء ورجال الدين الاسلامي والمسيحي، ومختلف فئات وطوائف المجتمع، على “المائدة الوطنية”، بمقرها بتقسيم يمانى، النزهة الجديدة.
وأدار القس د. رفعت فكرى، رئيس لجنة الحوار بسنودس النيل الانجيلى، حوارا وطنيا ممتعاً بين الحضور، بدأه بالتأكيد على أن النسيج المصري قوى بوحدة المصريين جميعاً، وتمسكهم برباط المحبة والتسامح والعيش المشترك، فأظلهم السلام والطمأنينة، ورسخ قيم ومبادئ المواطنة وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى.
استعرض القس باسم فكرى، مدير الدار، أهداف الدار، موضحاً أنها تعمل على تمكين المجتمع، خاصة أصحاب الفرص الأقل في الحياة الكريمة، اقتصاديا واجتماعيا وصحياً وثقافياً وروحيا، ومساعدتهم للمطالبة والحصول على حقوقهم الإنسانية بما يضمن استدامة التنمية المجتمعية.
مضيفا: قيمنا الجوهرية هى: الولاء والانتماء، الاحتراف، النزاهة والشفافية والمساءلة، تكافؤ الفرص، الاستدامة، ونسعى للوصول إلى مجتمع متطور يسوده الأمل، يتمتع فيه الإنسان بكامل حقوقه، ونستهدف خدمة كل الناس، أطفال وشيوخ ونساء، بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون أو حتى الجنسية.
واكثر المستهدفين هم سكان المناطق الريفية والمهمشة، لتمكين المرأة ومساعدة المعيلة والشباب، من خلال الدورات التدريبية المختلفة.
التطبيق العملى
أكد الشيخ عبدالله شلبى، مدير المساجد بأوقاف القاهرة، أن مصر ستظل قوية وفي رباط إلى يوم الدين، كما بشرنا سيدنا رسول الله، لأننا نعيش المحبة والتسامح والسلام تطبيقا عمليا فى حياتنا اليومية، لا نعرف الفرقة أو التناحر أو الفتنة الطائفية والمذهبية التى ندحضها بمجرد بثها من الأعداء، لأننا نمتلك الوعى والإدراك بقيمة وطننا الحبيب.
أيده الشيخ طارق عبدالبصير، أوقاف القاهرة، موجها الشكر للجميع، مؤكداً أن مصرنا الغالية عصية على الانكسار بفضل رعاية الله وحفظه، ووعى شعبها العظيم، وهذا هو الرهان الحقيقي الذي يضمن الاستقرار والأمن المجتمعى.
ووصف الشيخ شاهر عشرى، أوقاف ملوى بالمنيا، اللقاء بأنه يوم جميل تعانقت فيه العمائم البيضاء مع السوداء، لترسم لوحة مصرية جميلة في حب الوطن، مستشهداً بوصف الشاعر (الناس بالناس من عجم وعرب)، فها نحن لبعضنا وكلنا مصريون.
وأشار الشيخ خالد، أوقاف القاهرة، إلى أننا طول عمرنا كمصريين رجل واحد، مدللا بدور الجمعية التى تقدم خدمات ومساعدات لكل الناس بغض النظر عن الدين، فكلنا نسيج واحد لا نفرق بين احد.
موائد المصريين
وقال القس بولا فؤاد، كاهن كنيسة مارجرجس بالمطرية: بسم الإله الواحد الذي نعبده جميعا، ما احلى ان يجتمع الكل معا، على الموائد الرمضانية التي تجمع كل المصريين وكان صاحبها وأسسها البابا شنودة الثالث، الراحل، وأصبحت عادة لقاء أبناء الوطن الواحد بحب وإخلاص، ولذا نؤكد دوما أن الدين للديان والوطن للجميع، وإن الاختلاف لا يوصلنا للخلاف أبدا.
أشار إلى أن هذا العام كان مميزا فى مصر، حيث التقى الصيامان معا، رمضان والصوم الكبير فى ١١ مارس، التقينا فيه على الحب فعلا وعملياً وليس بالكلام فقط، فالدين هو المعاملة، من يحب ربنا يحب أخيه الإنسان، وإلا كيف تحب رينا وانت لم تره، وفى ذات الوقت تبغض أخيك وهو امامك؟ فمن يعرف رينا يجد فيه الرحمة، موضحاً وجود ٣ اركان مشتركة فى الأديان: الصوم والصلاة والصدقة، وكلها نقدمها لله الواحد.
أضاف: وفى هذه الأوقات لا ننس إخوتنا فى غزة وهم الأولى بالزكاة والرعاية. ولتحيا مصر بأزهرها وكنيستها، مسلميها ومسيحييها، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤسس دولة المواطنة.
تماسك مصر
وأكد د. أسامة القوصى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، هذا الجمع بالتنوع المتناغم وهو سبب تماسك مصر وعدم سقوطها، خاصة مع وجود الجيش الوطنى المصرى، مستشهداً بمقولة الرئيس السيسى أننا طول ما نحن يد واحدة فنحن قوة. مطالباً كل فرد فى موقعه أن يحافظ على الوطن، محذرا من أن الجائزة الكبرى التي يسعى الأعداء للنيل منها وإسقاطها هى مصر، لكن الله يحرسها ويحميها، وقد منح أهلها الصدق والإخلاص في حبها والدفاع عنها.
وقال القس عطية، من جمعية فكر واعمل: الإنسان هو صورة الله فى الأرض، والله محبة، ولذا يجب أن نحب الجميع ونعمل تحت سقف المحبة.
ثقافة المحبة والاحترام
وأكدت أ.د. نيفين مكرم ،مدير مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي بمعهد التخطيط القومي، أن المحبة هى أفضل شئ يحقق الأمن والاستقرار والطمأنينة، لذا نحتاج عقد جلسات مشتركة لمزيد المعرفة، لأن الجهل هو سبب كل المشكلات.
ودعت د. ميرفت العمارى، استشارى نفسى وإدمان، إلى نشر ثقافة احترام الآخر وحبه لأنه أساس الحياة الكريمة.
وأشارت أميرة ألبير، مدربة إرشاد نفسى، إلى الدور المهم الذي تقوم به الدولة بسعيها لتشغيل العقل من خلال الفكر التطوعي، لعمل تغيير على أرض الواقع. نظراً لحاجتنا الشديدة لهذا الفكر. فاتحاد العقول هو حصن منيع ضد مخططات الأعداء.
“حاجة تانية”
وأكد الكاتب الصحفي مصطفى ياسين، مدير تحرير عقيدتى، أن شهر رمضان فى مصر فعلاً “حاجة تانية”، وليس مجرد أغنية، فالمحبة والموائد المشتركة التي يتجمع حولها المصريون، مسلمون ومسيحيون، والروح والأجواء الرمضانية الروحانية صناعة مصرية بامتياز.
وأشاد بأهمية نشر ثقافة الفكر التطوعي والخدمى من خلال منظمات المجتمع المدني باعتبارها أساس تقدم الأمم، لأن المجتمع المدني الذراع الثاني المساند للحكومة في تحقيق التنمية المستدامة، وهذا ما يدعو إليه ويشجعه الرئيس السيسى لبناء الدولة المصرية الحديثة وانطلاقها نحو الجمهورية الجديدة.
أوضح بولس، مسئول المبنى، أن الجمعية هى نبت فكرة القس د. توفيق جورج، ونسعى لإقامة مراكز مجتمعية فى كل مكان، وهذا المقر يقدم الخدمة لألف أسرة اسبوعيا، ونتعامل مع كل الناس حتى غير المصريين، فيوجد سودانيون، والمبنى خدمى متكامل، مكون من ١٢ طابقا، يضم قاعات تدريب على كل الحرف، فسياستنا “نعطى سنارة لا سمكة”.