كتب- محمد الساعاتى
كانت حياة الشيخ محمد متولى الشعراوى- إمام الدعاة- حافلة بالمصداقية والموضوعية معا، سواء كان ذلك على المستوى الدعوى أو الشخصى، من خلال معايشته مع أهل بيته أو مع الجيران، وكذا الأصدقاء والمريدين والمحبين.
فكم كان الشيخ حازما وحاسما مع أهل بيته وأبنائه من خلال توجيهاته كولى أمر لا يقبل عن الطريق المستقيم بديلا، وكم كان صريحا مع متابعي خواطره الفياضة، حيث لم يدع مناسبة تمر إلا ويفتح النار على الفساد والمفسدين.
وحين قبل الوزارة جاهد وناضل من أجل أن يزيح الفساد والفاسدين، ونجح فى منع وجود نساء سافرات متبرجات داخل ديوان الوزارة، ومع مرور الوقت يدخل الشيخ فى مواجهات طاحنة مع الفاسدين الذين حاولوا إبعاده، لكنهم لم يتمكنوا لأنه كان قويا بالله.
وحين عاشت مصر أحداث 17و18 يناير، المعروفة بحريق القاهرة والأمن المركزى، ووصفها الرئيس السادات بانتفاضة حرامية- نجد الشيخ الشعراوى يأمر سائقه بأن يوقف السيارة، حيث كان متوجها للتليفزيون لإلقاء بيان للأمة، وينزل الشيخ الشعراوى من السيارة ويقول لمن يكسرون المحلات: ما ذنب أصحاب هذه المحلات؟ اتقوا الله وعودوا إلى دياركم وأعمالكم، وفى إحدى المرات يعلن الشيخ الشعراوى- كما روى ولده المرحوم عبدالرحيم الشعراوى-: سمعت والدى رحمه الله وهو يعلنها صراحة: على الناس أن يعلموا أنهم سيُعرضون على ربهم الذى سيحاسبهم على كل ما فعلوا من فساد وإفساد وتدمير للنفس والمال والعرض والوطن، ثم اختتم الشيخ: والله لو كان الفساد رجلا لقتلته بيدى.
رحم الله الشيخ الشعراوى، رحمة واسعة، وإلى لقاء آخر، فى العدد القادم، إن شاء الله.