بقلم: طارق الشامي/ مستشار إعلامي
يحتفل المصريون خلال هذا الشهر بيوم “عيد الأم” وهو تقليد سنوي جميل ولكننا نرجو أن يكون الاحتفال بالوالدين كل يوم بل كل ثانية وليس كل سنة.
وإذا كان الشئ بالشئ يُذكر، فلماذا لا يحتفل المصريون بـ”يوم الأب” وهو احتفال عالمي اجتماعي، يُشبه يوم الرجال الدولي، باستثناء أنه يختص لتكريم الآباء، ويتم الاحتفال به في أيام مختلفة في أنحاء العالم، تحتفل بهذا اليوم العديد من الدول الغربية ولا تحتفل به العربية، ونادراً ما تحتفل به الدول الإسلامية، ولكن شُهرة هذا اليوم أكثر انتشاراً في غيرها من البلدان، حيث تم تحويله ليوم ديني في بعض منها.
في البلدان الكاثوليكية يُحتفل بـ”عيد الأب” منذ القرون الوسطى في 19 مارس، حيث يوافق عيد القديس يوسف النجار، وقد تم الحفاظ على تاريخ 19 مارس في بعض البلدان، حيث أصبح تقليداً موروثاً، وخصوصاً في أمريكا اللاتينية، بعد أن جاء به الغزاة الأسبان والبرتغاليون، فيما تبنت غيرها من البلدان عيد الأب المعتمد في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يوافق 3 يونيو ابتداء من عام 1912.
وتُعبِّر شعوب الغرب في هذا اليوم عن عرفانها بالجميل وتقديرها للآباء بتقديم الهدايا وبطاقات التحية، وتم الاستقرار عليه في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة وكندا، في الثالث من شهر يونيو ، وفي أستراليا يُحتفل به عادة في الأول من سبتمبر.
نحن هنا لا نعترض علي فكرة “عيد الأم” وضرورة التكريم الدائم لها ولكننا يجب أن نؤكد ان الأم لها شريك في الحياة لا يقل دوره عن دورها في تربية الأولاد والإنفاق عليها وعليهم باعتباره واجب شرعا، فإذا كانت هي “ملكة البيت” فهو “ملك العمل” ولهذا يجب ألا نبخسه حقه في التكريم وخاصة أن الله كرمهما معا حين قال “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورً”.