كتب- محمد الساعاتى:
أحيت أسرة القارئ الإذاعى الشيخ محمد محمود الطبلاوى [١٩٣٤-٢٠٢٠] شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق ونقيب القراء السابق، ذكرى رحيله الرابعة، أمام مقبرته وداخلها بسيدي عمر بن الفارض بالأباجية بالقاهرة، بحضور العديد من محبى ومريدى السيخ الطبلاوى وقراء القراء.
قال المحاسب إبراهيم الطبلاوى (نجل الشيخ): تحرص الأسرة على إحياء ذكرى رحيل الوالد بتلاوة القرآن والدعاء إلى روحه الطاهرة بحضور العديد من تلاميذه ومحبيه ومقلدى مدرسته فى تلاوة القرآن.
وقال الشيخ حسين الإسكندرانى- بمجلس إدارة نقابة القراء والمحفظين-: رغم مرور أربعة أعوام على رحيل الشيخ الطبلاوى إلا أننا نشعر أنه ما زال يعيش بيننا، وذلك بصوته العذب وتلاواته المنتشرة داخل مصر وخارجها.
وأكد الإسكندرانى، أن الشيخ الطبلاوى كما كان صاحب مدرسة فى تلاوة القرآن، فإنه كان صاحب مدرسة أخرى متميزة، تكمن فى نصرته للضعفاء والمساكين، حيث كان لا يترك المظلوم إلا ويعيد إليه حقه الضائع وخاصة أصحاب المعاشات بنقابة القراء عندما كان نقيبا للقراء والمحفظين.
ويؤكد الإعلامى راضى سعيد، أن من أهم ما كان يميز الشيخ الطبلاوى، غيرته على كتاب الله، حيث كان لا يقبل المجاملة فى القرآن، ولذا فقد استفادت من تلاوته الأجيال الجديدة، لكونه صاحب مدرسة فريدة، استطاعت أن تفرض نفسها بقوة بين مدارس الكبار أمثال المشايخ الأعلام: محمد رفعت، مصطفى إسماعيل، الحصرى، عبدالباسط عبدالصمد، محمد صديق المنشاوى، البنا، وغيرهم.
وكان الحضور قد أجمعوا على تميز مدرسة الشيخ الطبلاوى وقوة صوته العذب وطول النفس، مما جعله يؤثر فى قلوب مسلمى الأرض، وجعل مدرسته الفريدة باقية حتى اليوم وستظل بإذن الله.
وعن مفاجأة الذكرى الرابعة كشف الشيخ طه الإسكندرانى (مدرب أصوات) عن مفاجأة احتفالية هذا العام والتى تكمن فى أن الحضور بعدما سعدوا بتلاوات من المشايخ الحضور- محمد الطبلاوى (نجل الشيخ)، حسين الإسكندرانى، خالد الطبلاوى، إسلام الطيب وغيرهم، فوجئوا بتلاوات عديدة تتلى عليهم بصوت الشيخ الطبلاوى رحمه الله (عبر الساوندات الحديثة) التى أحضرها أحد المحبين، وهنا تعايش الحضور مع صوت الشيخ وسط استحضار صورته من الذاكرة مصحوبة بذكر مآثره ومواقفه مع كل واحد منهم.
الطبلاوى فى سطور:
كان المرحوم الشيخ محمد محمود الطبلاوي، توفى فى الخامس من مايو ٢٠٢٠م الموافق للثاني عشر من رمضان، عن عمر يناهز ٨٦ عاما بعد رحلة عطاء ثرية قضاها فى رحاب القرآن الكريم وعلومه.
ويعد الطبلاوى أحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم، حيث تربع على عشر التلاوة لعدة عقود؛ تتخطى الستين عاما.
ولد الشيخ محمد محمود الطبلاوي يوم 14 نوفمبر 1934م بحي ميت عقبة بالجيزة، وتعود أصوله إلى قرية صفط جدام التابعة لمركز تلا بالمنوفية.
أتم حفظ القرآن وتجويده وعمره 9 سنوات، وذاع صيته في تلاوة القرآن حتى أصبح من أشهر قراء القرآن في عصره.
تميز بموهبته وصوته الحسن الذي استحسنه الناس منذ كان في عمر الصبا، وكان الشيخ الراحل حريصاً على مجالسة ومزاملة مشاهير القراء الذين أصبح واحدا منهم.
شارك في تحكيم مسابقات دولية في حفظ القرآن من كل دول العالم، وحصل على وسام من لبنان تقديرا لجهوده في خدمة القرآن، وخدمة أهل القرآن وأعضاء نقابة محفظى وقراء القرآن بوصفه نقيبهم وشيخهم.