د. أسامة الأزهرى: تجدُّد صفحات الأخوة والمحبّة.. المصرية السنغالية
كتب- مصطفى ياسين:
أكّد العلماء والدبلوماسيون المشاركون فى المؤتمر الأول للطريقة المُريدية السنغالية، للتعريف بالعلامة المجدِّد الشيخ أحمد بمبا إمباكي (توفى 1927م) مؤسِّس الطريقة المُريدية- والذى احتضنه مركز صالح كامل، بجامعة الأزهر- أن رجال الصوفية كانوا خير سفراء لنشر الإسلام الصحيح في ربوع القارة السمراء، وأجمعوا على نبذ العنف والتطرف، مُطبِّقين المنهج النبوي الشريف، عقديا وسلوكيا، ما جعلهم تجسيدا واقعياً للدين الحنيف، قولا وفعلا.
كانت “دائرة خدمة الخديم” فى مصر قد حرصت على انعقاد مؤتمرها الأول بمصر الأزهر، باعتبارها قِبْلَة العالم الإسلامى، وهذا يضمن النجاح للانطلاق إفريقيا وعالمياً، خاصةً مع الحرص على تواجد التمثيل الرسمى والبرلمانى والدبلوماسى والصوفى، فى لقاء أخوى أداره المفكّر السنغالي البروفيسيور محمد غالاى أنجاى- مدير معهد المحراب الإسلامى ببروكسل- الذي أوضح أن الطريقة المُريدية تمدّ يد التعاون والتنسيق مع جميع الطرق الصوفية المصرية، من أجل نشر التصوف الإسلامى الصحيح الذى يهدف بالأساس إلى تعريف الناس بالإسلام النقى البعيد عن التطرف والعنف والإرهاب، مُعلناً أن هذا الملتقى لن يكون الوحيد بل سيتم تنظيم مثل هذه المتلقيات بشكل دائم، وفى حضور عدد كبير من الشخصيات الصوفية الدولية التابعة للطريقة المُريدية.
ارتباط دينى وتاريخى
وصف د. أسامة الأزهرى- المستشار الدينى لرئيس الجمهورية- “المُريدية” بأنها طريقة صوفية رائدة فى أفريقيا والعالم، فهي من أكبر الطرق التي تحمل للشعوب طُهر الإسلام ومعنى المحبّة والعمران والحماية للأوطان، فكان الإمام أحمد بمبا إمباكى، مما عُرف عنه الولاية والتعلّق بالجناب النبوى، وصِفته الخديم، لتمسّكه بمواريث النبوّة، وجهاده بمقاومة الاستعمار الفرنسي، حتى أجرى الله له كرامات كبيرة وكان له الفتح والسداد وجمع الهِمَم على الله ورسوله، ولم يزل ميراث المُريدية متواصلاً حتى انتقل إلى السيد محمد المنتقى لنشر العلم والعرفان.
وأكد “د. الأزهرى” أن البلدين- مصر والسنغال- ارتبطا تاريخياً ودينيا، وكان الرئيس جمال عبدالناصر عظيم الحب للسنغال، فالسنغال فيها الشيخان الكبيران أحمد بمبا إمباكى وإبراهيم نياس، وقد زارها الشيخ جاد الحق على جاد الحق- شيخ الأزهر الأسبق- والتقى علماءها وأهلها.
أضاف: وإذ تتجدّد اليوم صفحة جديدة من صفحات الأخوة والمحبّة، فيؤكّد ١٠٠ مليون مصرى أنهم أشقّاء للسنغاليين، ويجتمع كلانا على الدعاء بأن يتجلّى الله بالفرج والنصر العاجل على أشقائنا الفلسطينيين فى مواجهة العدو الصهيوني اللعين.
سفراء الإسلام
وأشار د. أسامة العبد- رئيس جامعة الأزهر سابقا، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب المصرى- إلى دور الشيخ أحمد بمبا إمباكى، فى مواجهة الاستعمار الفرنسي ونبذ العنف والفرقة، والمسارعة لتحصيل العلم، مختتما بالدعاء لأشقائنا الفلسطينيين بالنصر على أعداء الدين والإنسانية. مؤكّداً أن الصوفية هم الذين نشروا الإسلام الصحيح في قارّة أفريقيا بسلوكهم وتعاملهم المجسِّد لقيم ومبادئ الشريعة والمنهج النبوي الشريف.
جهاد ودعوة
وأفاض السيد شيخنا امباكى- المبعوث الخاص للخليفة العام للطريقة المريدية، والقنصل العام لجمهورية السنغال بجدّة- في الحديث عن سيرة السيد الشيخ أحمد بمبا إمباكى، وجهاده ضد الاستعمار الفرنسي حتى تم نفيه إلى الجابون، ولم يتخل عن دوره الدعوى والإصلاحي.
كما ألقى كلمة الخليفة العام، الشيخ محمد المُنتقى امباكى، حول دور الشيخ أحمد بمبا إمباكى، في نشر العلم وتعاليم الإسلام فى العالم نفعا للإنسانية جمعاء، والبحث في الفكر الإسلامي المستنير، والتواصل الثقافي والحضاري، وإحياء تعاليم الإسلام ونبذ الفرقة والبدع.
سبيل العلم والدعوة
وتحدّث في المؤتمر الشيخ مخلف العلى القادرى- الداعية مدير دار النور القادرية للنشر والتوزيع- عن “الشيخ أحمد بمبا إمباكى ورحلة المعاناة فى سبيل العلم والدعوة والإصلاح”، واستعرض أستاذ شيخُنا امباكى عبدالودود- المنسّق العام بإدارة مدارس طوبى بمجمع الشيخ أحمد الخديم- جانباً من”دعوة الشيخ الخديم التجديدية وأثرها فى المجتمع السنغالى”، مؤكّداً أن دعوته قامت على أركان ثلاثة: العلم النافع والعمل الصالح والأدب المُرضِى، وأثّرت فى أتباعه، وكان مبدأه الكسب الحلال أساس النجاح دنيا وآخرة.
تجانس وترابط
وسلَٓط الشيخ محمد يحيى الكتّانى الأزهرى- إمام بالأوقاف، مؤسّس رباط العلم بالإسكندرية- الضوء على “مكانة الجناب النبوى الشريف وأثره فى معارف الشيخ الخديم”، الشيخ يوسف سى سفانى الأزهرى- باحث دكتوراه بكلية أصول الدين، قسم الحديث- صفات “النقد الذاتى فى تصوّف الشيخ أحمد بمبا”.
وأشار السيد أحمد محمد حافظ التيجانى- شيخ الطريقة التجانية- إلى التجانس والترابط التيجاني- المُريدى لخدمة الدعوة الدينية الصحيحة ونشرها بين الشعوب العربية والإسلامية، والإفريقية خاصةً، وتفنيد الاتهامات والاباطيل الموجَّهة زوراً وبهتانا ضدّ الدين الحنيف.