عقدت وحدة التوعية الفكرية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، ندوة تثقيفية تحت عنوان: «الإنترنت العميق والمخاطر الإلكترونية: المشكلات والحلول»؛ إيمانًا بأهمية التصدي للقضايا المجتمعية الحيوية، وتعزيزًا للحوار البناء في مختلف المجالات الفكرية والثقافية.
حظيت الندوة برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر.
وحضر الندوة، الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، والدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة، والدكتور أحمد علي عبد الحافظ، نائب رئيس جهاز الاتصالات، والدكتور فياض عبد المنعم، وزير المالية الأسبق، والدكتور عادل فهمي البيومي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور عطية السيد، وكيل كلية التربية بالقاهرة للدراسات العليا والبحوث.
وفي كلمته، أشار فضيلة الدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية، إلى أن جهود العلماء يجب أن لا تنفك عن قضايا الواقع بكل جوانبها؛ صيانة لهويتنا العربية والإسلامية، من كل ما يحاول اجتذابها، والواقع الافتراضي الذي فرضته الطفرة التكنولوجية الذي وصل إليها العالم أحد هذه القضايا التي باتت جزءًا مهمًّا من حياة الناس وبخاصة الشباب، وهو ما يفرض على الدعاة حتمية الالتحام بكل الأفكار التي تطرح في هذا الواقع وتصويب مسار الشباب في التعامل معها، والعمل على توجيه عقولهم وفق المنهج الإسلامي السديد، الذي يؤمن بإعمال العقل وفق ضوابط تحميه من الطيش أو القفز فوق دلالات المنطق، وتقديم خطاب توعوي ودعوي على المنصات الإلكترونية المختلفة، بما يناسب أدواتها التي أصبحت تجذب الشباب.
وقال الجندي: إن الحضارة الإسلامية برزت بفضل عزيمة شبابها وحماسهم، فبنوا نهضة عظيمة شهد لها التاريخ، وألهمت الحضارات اللاحقة، فكان شبابها قاطرة للنهضة والتقدم، وهو ما يوضح الهدف من وصية رسولنا الكريم بالشباب، والعمل على حمايتهم وصيانتهم، وأنتج هذا المنهج النبوي في التعامل مع الشباب جيلًا مشرقًا من العلماء والمفكرين، الذين أبدعوا في مختلف المجالات وخلّدوا أسماءهم في صفحات التاريخ.
وبين الجندي أن تنظيم ندوات كلية الدعوة الإسلامية ينبثق من هذا المنهج الذي جنى العالم ثماره في أجيال من الشباب استطاعوا أن يقدموا للإنسانية جهودًا في مختلف المجالات، وهو ما يحتم علينا دراسة القضايا التي تمس الشباب، وتسليط الضوء على التهديدات التي يتعرضون لها من جراء التعامل مع هذه القضايا، وتوعيتهم بمخاطرها وتعزيز القيم الإسلامية والأخلاقية في كل خطوة يخطونها في حياتهم؛ حتى لا يكونوا عرضة لمحاولات التشويش على عقولهم من خلال أفكار ضارة تسعى أن تقتلع جذور هويتهم الإسلامية من داخلهم بدعاوى براقة، وهي في حقيقة الأمر تضمر لهم كل خبث وسوء، مشددًا على ضرورة تركيز الدعاة في خطاباتهم الموجهة للمجتمع بصفة عامة وللشباب على وجه الخصوص، على مخاطر التعامل مع الواقع الافتراضي، ونقل أفكار وعادات غريبة إلى قيمنا وثقافتنا.