أقام مسجد “شباب أهل الجنّة” بالتجمّع الأول، احتفالاً كبيراً من حافظات القرآن، تكريما لانضمام أحدث السيّدات لعضوية “الخيريّة”، مصداقا للحديث الشريف “خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه”.
ارتدت “دعاء” الوشاح الأزرق الذي يحمل الآية الكريمة “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” وخرجت على الحاضرين على أنغام أنشودة يا حامل القرآن بكلماتها المؤثِّرة:
يا حامل القرآن قد خصك الرحمن
بالفضل والتيجان والروح والريحان
يا دائم الترتيل للذكر والتنزيل
بُشراك يوم رحيل ستفوز بالغفران
يا قارئ الآيات في الجمع والخلوات
تزهو بك السماوات وتنتشي الأكوان
تقول الداعية م. عبير أنور– الواعظة بالأوقاف، مسئولة تحفيظ القرآن لسيدات المسجد-: أتمَّت “دعاء جمال”، إحدى تلميذاتي بالمسجد حفظ القران كاملا مجوَّداً لتكون الحادية عشرة في ترتيب الخاتمات: فاطمة فرج، أميرة حسانين، مروة العشري، نعيمة ناصف، فتحية طايل، صباح صالح، أماني وهبة، ناني الألفي، نادية جودة، إيناس المهدي.
واستقبلتها الحاضرات بالتصفيق والدعاء. جلست “دعاء” لتقرأ سور القرآن الأخيرة ثم تتبعها بالفاتحة وأول البقرة، أدامه الله علينا جميعاً موصولا غير مقطوع، ووجدت الفرصة سانحة للحديث عن فضل حفظ القرآن وكيف أنه غاية ووسيلة في نفس الوقت، فهو هدف نعدّ له العدّة ونشحذ له الهمم وننشيء الجداول ونحتمي ونستعين بالرفقة القرآنية، ولكنه وسيلة لما له من أثّر على القلب والسلوك، فحفظ القرآن، وإن كان فضلا وليس فرضا، إلا أنه يعين المؤمن على أداء الفرض من تلاوة صحيحة وفهم وتدبُّر وعمل، ومع معاهدة القرآن يتغيّر القلب ويتخلّى عن أمراضه إن وجدت، وهذا هو الهدف الأسمى “إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”، ويصبح لوقت الإنسان قيمة فهو مرتبط بحفظ وتدبّر وجدول زمني ومعلّمة وصُحبة قرآنية وحتى إن لم يحفظ القرآن فلابد له من حال معه كتلاوة مستمرة أو تدبّر وعمل.
ثم طلبتُ من “دعاء” أن تحدِّث الحاضرات عن رحلتها مع القرآن كيف بدأت؟ وبما استعانت؟ وما هي نصيحتها لهن؟ فقالت إن والدتها- رحمها الله- كانت حافظة لكتاب الله ولكن لم تحفظ دعاء القرآن في حياة الوالدة بل تزوّجت وأنجبت وكان من عادتها أن تُهاتف والدتها لمدّة ساعة يوميا ولمّا انتقلت الوالدة إلى رحاب الله تعالى وأحسّت بالفقد والافتقاد عقدت العزم على أن تخصّص تلك الساعة لحفظ سورة البقرة، ثم أتت إلى المسجد وواصلت الحفظ حتى جاء يوم الحصاد.
أضافت: ان النيّة الصادقة وراء كل نجاح.
مشاركة جماعية
تستطرد م. عبير: تأثّرت الحاضرات كثيرا ورأيت الدموع في أعينهن حتى أن البعض منهن جاءتني لنبدأ رحلة حفظ القرآن. وشاركت بعض الزميلات بكلمات موجزة وشديدة الفائدة.
فتحدّثت نبيلة حسان، عن أهمية الاستمرار لتحقيق اي هدف حتى لو بخطوات صغيرة ولكن منتظمة.
وقالت هالة تركي: إن وجودنا في هذا المجلس رزق كبير وفضل من الله وليس مهارة أو شطارة منّا ولكن علينا الحفاظ عليها والاستمرارية بشتّي الطُرق ومقاومة للشيطان. ونكون في زيادة ولو بآية لأنه من لم يكن في زيادة فهو في نقصان وكلّنا محتاجين دعواتنا لبعض بالفتح إن شاء الله.
وقالت منى محمود: إذا أردت أن تعرف عند الله مقامَك فانظر فيم أقامَك، لازم نحرص على تعاهدنا لكتاب الله ولابد أن تجتمع الخاتمات في حلقات مراجعة خاصة بهن للحفاظ على المراجعة والتثبيت والاستزادة من العلم “لا أبرح حتى أبلغ”.
بينما أكدت راندا نبيه، أنه من فضل الله رزقنا حب القرآن فلابد من المداومة والاستمرارية ولو بالتلاوة والفهم والتدبُّر.
وتحدّثت مروة سمير عن مقرأة القرآن التي نتشارك فيها جميعا عبر تطبيق زوم والتي كان لها فضل كبير في تحسين التلاوة والتواصل بين الزميلات.