الشيخ: عبدالرحمن علام.. من علماء الأزهر والأوقاف
فضل الله -جل جلاله- بعض الشهور على بعض ، وبعض الأيام على بعض ، وبعض الليالي على بعض ، ومن الشهور الفاضلة عند الله جل جلاله شهر رجب .
*أولا : يكفي هذا الشهر تقديرا وتعظيما أنه من الأشهر الأربعة الحرم التي حرم الله فيها القتال ، وصدق الله القائل:( إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )
*ثانيا : سميت بالأشهر الحرم لحرمتها ومنزلتها ومكانتها وقدرها عند الله جل جلاله ، وقد بينها الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )
*ثالثا : سبب تحريم هذه الأشهر الأربعة ليتمكن المسلم من أداء الركن الخامس في الإسلام
وهو الحج ، والقيام بسُنة العمرة.
فحرم الله القتال في شهر ذي القعدة للسير إلى فريضة الحج،
وحرم الله القتال في شهر ذي الحجة للقيام بمناسك الحج.
وحرم الله القتال في شهر المحرم للرجوع إلى أوطاننا بسلام بعد أداء شعائر الحج على المنهج النبوي والهدي المحمدي.
وحرم الله القتال في شهر رجب لأداء العمرة في وسط العام.
*رابعا : شهر رجب مملوء بالرضا والقرب والود والحب ،
ولقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
(إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها، عسى أن تصيبكم نفحة من نفحات ربكم فلا تشقوا بعدها أبدا) رواه الطبراني من حديث محمد بن سلمة مرفوعا .
*خامسا : شهر رجب له قدر عظيم ، وشأن جليل ، ومكانة عالية ، ومنزلة سامية ، ويكفي هذا الشهر تكريما وتبجيلا أنه شهر البركات والدعوات ،. فلقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لنا فيه بالبركة والنماء والفضل والعطاء ، فعن أنس قال : ( كان رسول الله إذا دخل رجب قال : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان )
*سادسا : شهر رجب من الأشهر الممنوحة بالنفحات الإلهية والتجليات الربانية ، والتي يضاعف الله فيه الأجر للعابدين الطائعين ، ويزيد فيه الثواب للذاكرين الشاكرين‘.
وجدير بالمسلمين أن يتقربوا إلى الله فيه بأنواع العبادات وصنوف الطاعات.
*سابعا : الصيام
سُنة ، في هذه الأشهر ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ( صوم من الحرم وأترك – قالها ثلاثا – ) أخرجه أبو داود عن مجيبة الباهلية عن أبيها
وقال الفقيه سفيان الثوري : الأشهر الحرم أحب إلي أن أصوم فيها .
وكره ، الصحابي عبد الله بن عباس أن يصام رجب كله ، .
وكان ابن عمر ، وابن عباس يريان أن يفطرا منه أياما ، حتى لا يكون كشهر رمضان صوما كاملا ، ويؤيد ذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها : ( ما رأيت رسول الله استكمل شهرا قط إلا رمضان )..وللحديث بقية