من عجائب هذا الزمان ما نراه بشكل مبالَغ فيه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من تصوير الشخص نفسه أمام الكعبة أو في مناسك الحج! وهذا مناف تماما لمقاصد الحج والعمرة؛ حيث إن من أعظم مقاصد الحج تعظيم الشعائر والمقدسات التي أمر الله بتعظيمها قال تعالى في سياق آيات الحج: “ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”.
وهذه الفتنة التي انتشرت حوّلت الحرم المقدّس إلى مزار سياحي، وساحة للاستعراض ولفت الأنظار! بدلاً من أن يكون بقعة مقدّسة معظّمة تُسكب فيها العبرات، وتخضع فيها الرقاب، وتخشع فيها القلوب وتتدبر في آياته الألباب!
ومن مفاسد هذا الفعل ضياع الإخلاص في هذه العبادة؛ وإلا فقل لي بربك: ما القصد من وراء هذا الذي نرى من تصوير الشخص نفسه في هذه البقاع المباركة أو تصوير نفسه وهو يرفع يديه بالدعاء أو وهو يسجّل مقطعاً مرئيا يدعو فيه لفلان أو لفلانة ثم ينشر ذلك على مواقع التواصل؟!
إن رسول الله قال: “أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل” حسنه الألباني.
اعلموا عباد الله أنه كلما كان العمل في السر كلما كان أدعى للقبول. قال صلى الله عليه وسلم :”من استطاع منكم ان يكون له خبء من عمل فليفعل”. وقال في السبعة الذين يظلّهم الله في ظل عرشه يوم القيامة :”…ورجل أنفق نفقة لم تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه”.
قال الثوري:” كل شئ أظهرته من عملي لا أعده شيئًا.
لعجز أمثالنا عن الإخلاص إذا رآه الناس!.
فاستقيموا يا عباد الله على الإخلاص، وعظّموا ما عظّم الله وكونوا على القصد الذي أراده الله من هذه البقاع الطيبة المباركة.
محاسب محمود سعيد برغش
كفر الباجور، المنوفية