بقلم:خالد الشناوي باحث في الدراسات الفكرية والسياسية
قتال لا يهدأ، وبطولات ممتدة على طول الحدود لدحر الإرهاب الأسود، الذى حاول فى غفلة من الزمن النيل من عزيمة شعب لا ولن يقهر ما بقيت ودامت الحياة! على مدى السنوات الماضية اكتسب الجيش المصري اليد العليا في المعركة ضد الميليشيات الإرهابية التي وجدت ملاذا آمنا في شبه جزيرة سيناء واستطاع جيشنا الباسل وضع العديد من الفصائل الإرهابية في موقف دفاعي وأبرزها أنصار بيت المقدس. بالاضافة إلى الميليشيات الإرهابية المسلحة التي كانت محتمية في المعقل الرئيسي في جبل الحلال، وكذلك منطقة جبل عامر… ولا شك أن هذه المرحلة خطرة، وقد تصبح هناك هجمات احتمالية من هذا التنظيم اللعين ….. ويدل أسلوب تنظيم داعش الجديد في الحرب، على أنه يتأقلم مع التغييرات والهزائم التي تكبدها خلال السنوات الماضية. لا سيما أن تنظيم الدولة (داعش)يتطور ويتكيف مع الهزائم التي مُني بها في كل من العراق وسوريا ومصر ووجب علينا التحذير من أن تحوله إلى اللامركزية يجعله أكثر انتشاراً وخطورة! كما نلفت _ هنا_ نظر المجتمع الدولي إلى أن سقوط ما يسمى دولة الخلافة في العراق وسوريا لا يعني أن تنظيم داعش لم تعد لديه سلطة؛ بل العكس من ذلك”. وعلى الرغم من تحقيقنا الانتصار تلو الآخر على تنظيم داعش في ميدان المعركة، فإن التنظيم يتأقلم مع انتصاراتنا”وأن المعركة لم تنته على الإطلاق، إنها مجرد مرحلة جديدة” ! ان الانتصار الميداني والعسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي وبقدر أهميته يجب أن يمتد لينال من كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة بل ومن كافة الأذرع التي لم تعد خفية في مساندتها ودعمها لتلك التنظيمات لضمان بقائها على مدار السنوات الماضية سواء بالمال او بالسلاح أو بالغطاء السياسي و الإعلامي أو بتوفير الملاذ الآمن! وبعيدًا عن الأسباب التى تساعد على انتشار الإرهاب الدولى فقد طرأت فى الحقبة الأخيرة مستجدات عديدة زادت كثيرًا من أخطاره ومضاعفاته الدولية ، منها على سبيل المثال : ضلوع العديد من الدول والحكومات مع منظمات الإرهاب الدولى , والتكاثر السرطانى لخلايا وشبكات الإرهاب، والتقدم التكنولوجى الكبير الذى استفادت منه هذه المنظمات فى نطاق الاتصالات وجمع المعلومات والتزود بمعدات فنية متطورة . وكلها منظمات إرهابية ظلامية التكوين ولا تعرف ديانات ولا أوطانا ! وبهذا نرى أن الارهاب ما هو الا منتج لحالة تطرف كان سببها عدم تطوير خطابات دينية او سياسية تحولت لأفكار متطرفة كان يمكن مواجهتها بأدوات المجتمع المدنى الفكرية والاجتماعية والثقافية والفنية فهذه هى المسئولية التى تتحملها النخبة فى أي دولة وهى قيادة عملية التنوير، وبناء الوعي، خاصة في مرحلة ما بعد الاهتزازات السياسية الكبرى او فى اوقات التحديات الكبرى . كونها تعد في مقدمة القوى الناعمة لأي دولة، دفاعًا عن مصلحتها الوطنية، في إطار بناء أمنها القومي . لابد من رصد وتشخیص مؤشرات الإنذار المبكر فى المجتمع , بحكم انتشار مؤسسات المجتمع المدنى فى كافة انحاء الوطن واحتكاكها اليومى بالمواطنين والاحداث , وقدرتها على رصد التغييرات التى تعطى مؤاشرات انذار لتنامى الافكار المتطرفة . وبقى السؤال المتبادر الى مجتمعنا الدولي:مَن مَوّل؟ مَن خطّط؟ مَن هيّأ؟ مَن برمج؟ مَن وضع الخطة؟ ألا يُعتبَر هؤلاء المجرم الأول والمسؤول الأول عن كل عمليات التدمير الأسطوري لعالمنا العربي والإسلامي؟ مَن سيفتح ملفاتهم بشفافية، وأوأوراقهم بوضوح؟ ومَن يتمّ تقديمهم لمحاكمة عادلة؟ وأين يجب أن نحاكمهم، إذا كانت كل المحاكم الدولية تحت إمرة الشرير الأول الذي مهّد لخراب مدننا الجميلة والتاريخية؟ لكن ألم تلاحق أميركا أعداء لها في القارات الخمس؟ ألم يؤسّس الموساد خليّة اصطياد النازيين بحُجّة الهولوكوست؟ ألم تعمد فرنسا إلى معاقبة رؤساء أفارقة وما إلى ذلك؟ متى يتحرّك الضمير القانوني الدولي والأحرار في العالم أجمع؟ ويعلنون عن ملاحقة كلّ مموّلي الإرهاب في العالم العربي، ومن بعد ذلك محاكمتهم محاكمةً تاريخية ليكونوا عِبرةً للأجيال المقبلة، ولراحة أرواح الذين ذُبحوا من الوريد إلى الوريد، وهم بمئات الآلاف، إن لم نقول باتوا ملايين في عالمنا العربي والإسلامي؟