بقلم الداعية
الدكتورة نيفين مختار
أذكركم ونفسى بأننا فى أيام فضائل، أيام عيد الأضحى المبارك وقد فارقنا منذ سويعات يوم عرفات الذى تفضل الله علينا فيه بالنفحات والبركات، ودائما نجد الله تعالى يعطينا من واسع فضله وإحسانه، مازلتم تكبرون عقب الصلوات وتحمدون الله أن تفضل عليكم بهذه النفحات العظيمة، افرحوا وكبروا وهللوا واشكروا الله تعالى على عطاياه وهداياه لنا وهذه النفحات الغير عادية والأجواء الروحانية والتى هى فضل من الله علينا، تحتاج منا إلى رد الجميل، نعم أقول رد الجميل، فنحن بتلك الأخلاق التى نعيش بها فى هذا الزمان إلا من رحم الله أصبح الكثير مستهتر بالدين وبأوامر رب العالمين.
فكون الله تعالى يفسح لنا الطريق إلى نفحة بعد أخرى كى نتوب ونرجع ونصحح أخطاء ارتكبناها فهذا هو الجميل بعينه، ويجب رد الجميل، ولأن الله سبحانه غنى عنا ولا يحتاج منا أى شيء لذا كان رد الجميل بأن نسير على طريق الاستقامة ونهتدى بهدى النبى صل الله عليه وسلم، ونترك كل الصفات السيئة التى مازالت تحيط بنا، وأصبحنا نوعى الناس وندلهم على الطريق ثم نجد أن الكلام ليس له صدى وكأنك كما يقولون( تنفخ فى كيس به خرق ).
رد الجميل عباد الله على عطاياه لنا أن نلتزم بالأوامر، فكيف وهناك كثيراً من الناس ينامون عن صلاة الفجر بحجة أنهم لديهم عمل فى الصباح ولا يستطيعون أن يقوموا فى مثل هذا الوقت فيأجلون صلاة الفجر ولا يصلوها إلا قضاء !!! وهذا فيه مخالفة لأوامر الله الذى بين لنا أن الصلاة لها وقت محدد طلبه الله أن تأتيه فيه وليس كما تختار أنت الوقت كى تقابل الله فيه، وإذا تأملت تجد أنك رفضت مقابلة الله فى الموعد الذى حدده لك، هل هذا هو رد الجميل؟؟ لقد قال سبحانه (فَإِذَا قَضَیۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ كِتَـٰبࣰا مَّوۡقُوتࣰا).
رد الجميل أن نتقرب له بالاكثار من العبادات فمثلا من لم يكن له ورد بالليل فليبدأ بركعتين فى جوف الليل ويسأل الله أن يكون من حزبه المفلحين ويعاهد الله ألا يقطع هاتين الركعتين إلى أن يتفضل الله عليه ويأخذ بيده فيزداد وتكون صلاة قيام الليل هى قرة عينه، رد الجميل أن نبر والدينا ونمتثل لأوامر الله الذى جعل شكر الله مقرون بشكر الوالدين فقال سبحانه { وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰلِدَیۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنࣲ وَفِصَـٰلُهُۥ فِی عَامَیۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِی وَلِوَ ٰلِدَیۡكَ إِلَیَّ ٱلۡمَصِیرُ } أرأيتم من لم يشكر والديه فكأنما لم يشكر الله !!!
ولن أطيل عليكم ولكن هذا جانب ضئيل من رد الجميل، وهناك جانب أخر وهو البعد عن النواهى التى أمرنا ألا نفعلها، يا أمة المصطفى انظروا إلى كم العرى الموجود هذه الأيام، قالت لى واحدة لم أعد أقدر على ابنتى، قلت لها اعترضى ثم أضعف الإيمان أبدى استيائك وادعى الله لها بالهداية، لكن الصمت الغريب من الآباء وشدة تطاول الأبناء يجعلنا نخاف جميعا من الله من هذه السلبية وهذا الصمت المتكرر.
علينا رد الجميل بألا نترك أنفسنا نلهث وراء الدنيا ونعبث بأوقاتنا ونلهو يوما بعد يوم إلى أن يجرى العمر ونحن لا نشعر بل هناك من يتفنن فى تضيع الوقت، أقول لكم مهما عملنا من أعمال فلن نوفى نعمة واحدة من نعم الله علينا، فما بالكم أن الله بحسنة واحدة نفعلها يضاعفها لنا لكى نفوز، الله لا يريد منا شيء بل نحن المحتاجين إلى عطفه وحنانه ورضاه علينا ، يا ربنا لم أرى منك إلا كل جميل ولم أشعر إلا بكل تفضيل، نفحاتك علينا كثرت وخيرك إلينا نازل، وأقول لك يا حبيبي أستغفرك وأتوب إليك وسنسعى جاهدين إلى مرضاتك وإلى رد الجميل.