بقلم الدكتور: أيمن محمد عبدالكريم
إعلامي وأكاديمي متخصص في السيرة النبوية
سخرت المملكة العربية السعودية كافة الإمكانات وجندت كل القدرات والوزارات والهيئات المعنية والمؤسسات الخيرية والأهلية لإنجاح موسم حج 1445هـ في موسم يشهد تطورًا استثنائيًا ضمن تجربة تحويلية تدعمها مخرجات رؤية السعودية 2030 في عامها الثامن عبر مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، تحقيقاً لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان أيدهم الله – لتنظيم أكبر تجمع بشري للحجاج على وجه الأرض.
كما استقبلت المملكة الحجاج القادمين من الخارج والداخل بأكثر من مليوني حاج في مساحة ضيقة، حيث تسهم وزارة الداخلية السعودية، إلى جانب وزارة الدفاع، ووزارة الصحة، ووزارة التجارة، وهيئة الأمن السيبراني، والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة العامة للإحصاء، وأمانة منطقة مكة المكرمة، ومطار الملك عبد العزيز الدولي، وشركة سار للخطوط الحديدية، وشركة المياه الوطنية، والشركة السعودية للكهرباء، وعدد من الجهات الحكومية، التي تحشد طاقاتها البشرية والرقمية في إدارة الحشود وتنظيمها.
وتشهد المشاعر المقدسة، خلال هذه الأيام، أعمال وتجهيزات واستعدادات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، لحج هذا العام 1445، حيث انتهى تجهيز المخيمات وتزويدها بالاحتياجات الضرورية كافة لينعم ضيوف الرحمن بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء من الطمأنينة والروحانية.
وتُواصل القطاعات الحكومية والأهلية، المعنية بخدمة الحجاج وضيوف الرحمن، جهودها وفق الخطط التشغيلية بهدف توفير كل ما يحتاج إليه الحاج وجهزت أمانة العاصمة المقدسة عدداً من الفِرق الميدانية، التي تعمل على مدار الساعة للإشراف والمتابعة على أعمال صيانة الطرق والإنارة بالإضافة للأرصفة والمرافق العامة للتأكد من سلامتها واستخدامها بكفاءة عالية، ونُفّذت اختبارات الجودة للطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة تحت إشراف مهندسين متخصصين وفِرق فنية مؤهلة.
في حين أكملت شركات الطوافة استعداداتها لنقل ضيوف الرحمن وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لهم حيث جُهِّزَت مخيمات حديثة بمواصفات عالمية تتميز بالعزل للضوء والحرارة ومقاومة للحريق، وواقية من الأشعة فوق البنفسجية، وترتبط كل خيمة بنظام تبريد خاص، كما تتوفر بها وسائل الأمن والسلامة للتمديدات الكهربائية، والخدمات المساندة، إضافة إلى توفير الخدمات الصحية، والنوعية في الوجبات الغذائية، وطريقة تقديمها للحجاج، وذلك ارتقاءً بمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.
كما تواصل شركات الطوافة فرضيات التأكد من أنظمة تشغيل النقل الترددي في المشاعر المقدسة وتقوم الهيئة العامة للطرق، وبالشراكة مع عدد من الجهات ذات العلاقة، بالتوسع في تجربة تبريد الأسطح الإسفلتية.
وفيما يتعلق بإدارة الحشود صحياً فقد جُهزت وحدة التموين الطبي بأكثر من 10 آلاف صندوق يحتوي على عشرة ملايين قطعة من المستهلكات الطبية، بالإضافة إلى وجود رصيد احتياطي يقدَّر بـ5 ملايين قطعة طبية في نقاط الإمداد تُشكّل مبادرة «طريق مكة»؛ إحدى مبادرات وزارة الداخلية، دوراً حيوياً في تسهيل إجراءات دخول الحجاج المملكة العربية السعودية، وهي ضمن مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن.