خلق الله سبحانه آدم عليه السلام؛ ليكون خليفة في الأرض ولعلم الله سبحانه أن خلافة آدم فى الأرض لم تنجح إلا بوجود زوجة له تكون ركنا ركينا وحصنا حصينا فى نجاح خلافته، خلق له زوجته حواء، وكى يعلّم الله آدم عليه السلام قدر حواء ولكى يحبّها ويزرع فى قبله حبّها خلق له حواء من جسده ليدرك بنو آدم جميعا رجالهم ونساؤهم حقيقة قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). فآدم وحواء فى الأصل نفس واحدة.
والمرأة ركن ركين فى بناء المجتمع فهى نصف المجتمع، وتساهم بدور كبير فى تربية وبناء النصف الآخر.
ولقد كرّم الإسلام المرأة وأعلى من مكانتها ورفع من شأنها. فلقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها دين سواه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال) وخير الناس خيرهم لأهله، والبنت المسلمة فى طفولتها لها حق الرضاع والرعاية والتربية والإحسان لها وعدم إيثار الأولاد عليها، وهى فى نفس الوقت قُرَّة العين وثمرة الفؤاد لوالديها ولإخوانها.. وقد قال رسول الله: (مَن لا يَرحم لا يُرحم، من كانت له أنثى فلم يَئِدْها، ولم يُهِنْها، ولم يُؤثِر ولدَه عليها أدخله الله عز وجل وتعالى بها الجنة). وقال (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه) ومعنى جاريتين أى بنتين.
وإذا كبرت فهى المعزَّزة المكرّمة التى يغار عليها وليّها ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها يد بسوء ولا لسان بأذى ولا عين بخيانة. وإذا تزوّجت يكون ذلك بكلمة الله وبميثاقه الغليظ، فتكون فى بيت زوجها معزّزة مكرّمة مصونة، واجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكفّ الأذى عنها وتلك وصية الله تعالى فى قوله: (وعاشروهن بالمعروف)
ووصية رسول الله (اتقوا الله في النساء…) وقوله (استوصوا بالنساء خيرا).
وإذا كانت أمًّا كان برّها واجبا وحقا لها قرّره الله فى شرعه وكان عقوقها كبيرة من الكبائر التى تلحق بمن يرتكبها عقاب الله له فى الدنيا والآخرة. حيث قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهن).
وجاء رجل إلى النبي يسأل: من أحق الناس بحسن صحابتى يا رسول الله؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (أبوك).
وجاء رجل إلى رسول الله يريد الجهاد فى سبيل الله فقال له: ((أمّك حيّة؟)) أى هل أمّك على قيد الحياة؟ فقال الرجل: نعم. فقال له صلى الله عليه وسلم: (الزم رجلها فثمّ الجنّة).
وللمرأة الدور الأكبر فى بناء الأسرة واستقرارها والمحافظة عليها والارتقاء بها.
فأساس النجاح لأى أسرة هو التنظيم الجيد لكل الأمور الهامة والضرورية لكل أفراد الأسرة، حتى تبنى وتتكون أسرة مستقرة وناجحة ونافعة للفرد والمجتمع.
والمرأة تحمل على عاتقها أعباء استقرار الأسرة وتنظيم ما يجب تنظيمه وترسيخه كى توفر للأسرة دواعى الأمان والأستقرار والنجاح والرقى.
فنحمل على عاتقها أعباء تربية الأبناء وتعليمهم والتأسيس الغذائى والرعاية الصحية لكل الأبناء وتتنقّل فى توزيع اهتماماتها بين جميع أفراد الأسرة حتى تغطى الجميع بكل انواع الاهتمام والحب والعطاء ولا تطمئن ولا تنام حتى توقن أن أمور كل فرد فى الأسرة باتت مستقرة وليس ذلك فحسب بل حتى تطمئن على غد كل فرد من أفراد الأسرة وهل أدى ما عليه وما يتطلب منه فى بداية غده فتراه تقوم بتحضير دروس الصغير، وتنظّم ملابس الكبير التى سيرتديها فى الغد بل حتى ما يجب إصلاحه من علاقات للأبناء سواء فى مدارسهم أو جامعاتهم تشرف عليه قدر استطاعتها وتحث الزوج على الذهاب إلى مكان المشكلة التى تتعلق بأى ابن او بنت من الأبناء، ولقد عرضت علي الكثير من المشاكل الأسرية التى كنت بحمد الله سببا فى حلِّها ولاحظت شيئا فى غاية الأهمية، أن معظم المشكلات كان سببها أن الزوجة تريد تحقيق شئ ما للابن أو للبنت ولكن الزوج يأبَى أو يؤخّر ما تتمنّاه الزوجة لولدها أو لابنتها!
من هنا ندرك مدى الدور الكبير الذى تقوم به المرأة فى بناء الأسرة واستقرارها ونجاحها.