بقلم د. محمد إبراهيم البحيري
إن اليقين بالله نعمة عظيمة من نعم الله التي يغمر بها قلب المؤمن، فيجعله يسلم أمره لله في كل أحواله، ويرضى بفضله ومنِّه وعطائه.
وحري بنا في هذا المقام أن ندعو فلذات أكبادنا من طلاب الثانوية العامة، والأزهرية الذين يؤدون امتحاناتهم في هذه الأيام إلى الاستزادة من اليقين بالله وحسن الظن به؛ لأن في هذا ما يدفعهم إلى الأمل والتفاؤل وتحقيق النجاح والفلاح.
فلذاتِ أكبادنا!
لا شك أنكم قد أديتم ما عليكم، وأدى ذووكم ما عليهم على مدار العام، وحرص كل واحد منكم أن يبذل أقصى جهده على أمل النجاح والتفوق؛ لذا ينبغي أن يكون لديكم يقين لا يتزعزع في وعد الله لمن بذل جهده، وأحسن عمله بأنه لن يذهب عمله سدى، ولن يضيع أبدا؛ فقد قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”. (التوبة: 120) وقال أيضا: ” إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا “(الكهف:30).
من أجل ذلك أنصحك – عزيزي الطالب- أن تعلم بأنه إذا استعصى عليك سؤال، أو انفلتت منك جزئية من جوابك الصحيح ، فلا تجزع عليها، ولا تحزن على ما فاتك؛ حتى لا تؤثر عليك في الامتحان القادم الذي تستطيع من خلاله تعويض ما نقص من درجاتك، واعلم أن الخير كل الخير في اختيار الله تعالى، وأن التوفيق بيده وحده لأنَّ ما أصابَكَ لم يكُن ليُخطِئَك، وما أخطأكَ لم يكُن ليُصيبَكَ ، واعلَم أنَّ النَّصرَ معَ الصَّبرِ ، وأنَّ الفرجَ معَ الكربِ ، وأنَّ معَ العُسرِ يُسرًا.
طلابنا الأعزاء!
يا مستقبل الأمة الواعد ليكن عندكم من حسن الظن بالله تعالى، واليقين به ما يعينكم على الثبات والطمأنينة والإجادة، فالله تعالى عند ظن عبده به، فهو القائل في الحديث القدسي:” أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظُنَّ بي ما شاء”. رواه أحمد
ولله در القائل:
وإني لأرجُو اللّهَ حتى كأنني *
أرى بجميلِ الظنّ ما اللَهُ صانِعُ
فظنوا بالله خيرا- أبنائي الطلاب- تجدوا عنده الخير كله، واحرصوا على بر والديكم، واطلبوا منهم الدعاء دائما، ولا تنسوا- وأنتم في ذروة الامتحان- أن تكثروا من الاستغفار، فهو يفرج الهموم، ويزيل الكروب، ولو كانت مثل الجبال الرواسي، ويجلب لكم الخيرات.
والحذر الحذر من الانسياق وراء الشائعات، وما يذيعه المرجفون، فالاعتماد الاعتماد على الله أولا، ثم على أنفسكم، ولا يشغنلكم ما يثار هنا أو هناك من أخبار قد يكون إثمها أكبر من نفعها.
أسأل الله أن يجعل التوفيق حليفا لكم، وأن يقر أعينكم بالنجاح والفلاح.