تأهيل الأئمة والواعظات.. تجديد الخطاب.. توحيد الأذان والخطبة
كتبت- إسراء طلعت:
ملفات عديدة وقضايا شائكة، وأمور هامة تنتظر د. أسامة الأزهري- وزير الأوقاف الجديد- وعليه أن يطرح رؤيته فيها ويبدأ في اقتحامها، وهو ما يحرص عليه الآن، ويبدأ بفقه الأولويات للعمل عليها خلال الفترة المقبلة، على رأسها العمل الدعوي وتأهيل الأئمة والواعظات وتحسين أحوالهم المالية، والنظر في شكواهم، باعتبارها الدور الأصيل للوزارة.
منذ أن أدى د. الأزهري اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووطأت قدماه الوزارة، عقد سلسلة اجتماعات مع قيادات الوزارة، من أجل الوصول إلى أفضل النتائج والحلول التي يمكن من خلالها تجاوز أى سلبيات حيث وجّه كلمة إلى العلماء والدعاة والخطباء والعاملين جميعا، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد العمل لتقديم العلم النافع، وما هو جميل وراق وفيه صالح الأئمة والدعوة، حتى نملأ وعي المصريين جميعا بالعلم والأمل والعمل والنجاح، ونجتاز بوطننا العظيم كل تحدياته، وتكون منابر المساجد وبيوت الله مصدر إشعاع ونور كما هو دورها العظيم عبر التاريخ.
أكد د. الأزهري مواصلة العمل وبذل أقصى الجهد في تطوير العمل الدعوي وتأهيل الأئمة والواعظات، وإعداد برامج دعوية خاصة بالشباب تراعى احتياجاتهم واهتماماتهم وتستجيب لتساؤلاتهم، وتحسين وحسن إدارة أموال الوقف، والتعاون مع كافة المؤسسات الدينية.
وجدّد وزير الأوقاف تأكيده على مواجهة التحديات التي يمر بها العمل الدعوي، والاستفادة من طاقات الدعاة بشكل صحيح، وأن نضع في الاعتبار القضايا التي تشغل المجتمع، وننشر القيم الدينية الصحيحة والأخلاق النبوية المحمدية العظيمة.
ومن الملفات المطروحة علي طاولة الوزير موضوع خطبة الجمعة وما يثار حولها من جدل بين مؤيد ومعارض، وكذلك الأذان الموحّد وفلسفته وكيفية تطويره، والتوزيع العادل لعمال المساجد، بالإضافة إلى المؤذّنين والبحث عن الأصوات الحسنة التي تبعث الطمأنينة في نفوس المصلين وتجذب الشباب.
كواليس اللقاءات
شهدت كواليس الأيام الأولى -التي لم تتجاوز الأسبوع- ترحيبا كبيرا من العاملين وقيادات الوزارة بالدكتور الازهرى، حيث توجّهوا بالشكر والتقدير للرئيس السيسي، على ثقته فيه ليواصل ما قام به الوزير السابق د. مختار جمعة، متمنين له وللحكومة الجديدة كل التوفيق والسداد، معاهدين الله أن يكونوا أوفياء لدينهم ووطنهم.
وكان في مقدمة المستقبلين: د. هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني، د. عبدالله حسن، مساعد الوزير لشئون المتابعة، د. محمود الفخراني، مساعد الوزير لشئون الامتحانات والتدريب، اللواء عمرو فاروق شكري الوكيل الدائم، د. نوح العيسوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، د. أيمن أبو عمر، رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، د. أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن، علاء حلمي، رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، أشرف عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للموارد البشرية، د. سمر إبراهيم محمود، رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية، رندا صلاح الدين محمود، رئيس الإدارة المركزية لنظم المعلومات والتحول الرقمي، ولفيف من القيادات الدينية والدعوية والسيدات الفضليات بالديوان العام، وبعض قيادات المديريات الإقليمية وأئمتها، كما استقبل تهنئات كثيرة من عدة دول حول العالم.
ملفات هامة
من الملفات العديدة التي تعتبر فى أولى اهتمامات د. الأزهرى ، على رأسها الإمام وتوفير كل الإمكانات لأداء رسالته الدعوية، وتحسين وضعه المادى والصحي، بالإضافة إلى إعمار المساجد، وملف إعادة هيكلة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية واستعادة دوره التنويري، وتجديد الخطاب الديني والمساهمة في تطوير الثقافة والوعي الوطني والمجتمعي، ونشر الخطاب الديني المعتدل، على النحو الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي، ملف المرأة لتمكين واعظة وقيادية بالأوقاف، التمكين للشباب في العمل القيادي والدعوي بالوزارة، ونشر العلم الشرعي بين المسلمين في العالم.
المؤتمر الـ 35
كما يعد المؤتمر الدولي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية المقرر عقده أغسطس المقبل، من أولى الملفات التي سيضع فيها بصمته، حيث قرر المجلس عقد المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين يومي 25 و26 أغسطس تحت عنوان: “المؤتمر الدولي الأول للواعظات.. دور المرأة في بناء الوعي” في إطار إعلان وزارة الأوقاف 2024 عامًا للواعظات؛ نظرًا لأهمية دور المرأة في العمل الدعوي.
.. وفي أول أسبوع له:
يشهد احتفالات الهجرة النبوية.. ويتفاعل مع أحد الأئمة على مواقع التواصل الاجتماعي.. وافتتاح مساجد جديدة
حرص د. أسامة الأزهري، على الانخراط فى الأنشطة الدعوية منذ أول يوم له فى الوزارة، حيث شهد مع د. عبدالهادي القصبي- شيخ مشايخ الطرق الصوفية- احتفال الطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد، بمسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه) ومن قبله بيوم شهد احتفال الوزارة بمسجد السيدة زينب، بحضور د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة، د. شوقي علام مفتي الجمهورية، د. علي جمعة رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، د. يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، اللواء إبراهيم عبدالهادي نائب المحافظ للمنطقة الغربية، د. محمد أبو هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الحديث بجامعة الأزهر وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب.
وهنأ د. علي جمعة الدكتور الأزهري، على ثقة القيادة السياسية، وتعالت صيحات الجمهور بالتكبير مهنئين فضيلته.
كما حدد د. الأزهري، موضوع خطبة الجمعة القادمة، كأول خطبة في عهده، وجاءت بعنوان: “لا تحزن إنا الله معنا”.
كما أعلن عن افتتاح 10 مساجد يوم الجمعة القادمة.
وتفاعل “الأزهري” مع عاشور أبو العلا- أحد الأئمة المتميزين بالأوقاف- خلال تعليق عبر صفحة الوزارة الرسمية عبر «فيس بوك»، قائلا: «أين أنت الآن يا شيخ عاشور، أنا أذكرك جيدا، أظنك فيما أتذكر أنك تتقن اللغة الإسبانية، وأين مكانك الوظيفي الآن عندنا في الأوقاف؟ وكم لغة تتقن غير اللغة العربية؟ وكم تعرف من الأئمة والخطباء يتقنون لغة أو أكثر غير اللغة العربية”.
أضاف في تعليقه: «خذ وقتك وحضِّر لي الإجابة على هذه الأسئلة وسأجعل مكتبي يتواصل معك لتأتي إليّ وأسمع منك عن قرب؟ أحتاج إلى كل صاحب موهبة وإبداع من الأئمة والخطباء وكافة أبناء الأوقاف وأنا داعم لكم حتى تنوّرا الدنيا وتملئوا الوطن نورا، تحياتي ودعمي لك».
.. وتطرح السؤال الصعب:
ماذا يريد الأئمة من الوزير الجديد؟
نقابة للأئمة.. التأمين الطبي.. الخطبة المكتوبة.. الصكوك.. الدعم المالي
تحقيق- محمد الساعاتي:
رغم مرور أيام قليلة على تولي د. أسامة الأزهري مسئولية قيادة وزارة الأوقاف، إلا أن مطالب الأئمة كثيرة، أهمها زيادة الدعم المادي والتأمين الصحي والخطبة الموحدة والصكوك وضرورة إنشاء نقابة للدعاة لتكون وسيلة للتواصل مع الوزير والرأي العام.
“عقيدتي” ألقت السؤال الصعب على الأئمة: ماذا تريدون من الوزير الجديد؟
الشيخ محمد عبداللطيف علي، إمام وخطيب مسجد سيدي علي البيومي بالقاهرة، يطالب بإنشاء نقابة للأئمة “الدعاة” يتم من خلالها المطالبة بحقوقهم، وتقديم الخدمات اللازمة، وتحسين الوضع المالي للإمام، ليتمكن من التفرغ لمهمته الدعوية، والاهتمام بالتأمين الطبي، ورفع مستوى الخدمة الطبية التي تقدمها مستشفى الدعاة، والعمل على توفير الأدوية، وإعفاء الأئمة من جمع الصكوك؛ حفاظا على صورتهم أمام الناس، وتوفيق أوضاع الأئمة المنتدبين والمغتربين بما يناسب ظروفهم الأسرية.
دعم الأئمة
ويناشد الشيخ محمد عوض، إمام وخطيب جامع البنات بالعتبة، بالاستمرار في دعم الإمام علميا بمنحه لدرجتى الماجستير والدكتوراه ومدّه بالمكتبات الإلكترونية أو الورقية، إضافة إلى زيادة المرتبات وقيمة البدلات للأنشطة الدعوية من الموارد الذاتية للوزارة، واختيار القيادات الدعوية والإدارية وفق الكفاءات الإدارية والعلمية بعد اجتياز اختبارات ولجان تنمية بشرية تضمن قدراتهم علي القيادة وتحمّل المسئولية من مدير إدارة الي وكيل وزارة مركزية، وتفعيل اللامركزية في المديريات وإتاحة الفرصة لوكلاء الوزارة في اتخاذ القرار المناسب حسب ما تقتضيه الحاجة والمجتمع وإلغاء مركزية القرارات في النقل وفرش المساجد وغير ذلك مثل تشكيل إدارة تدريب في كل مديرية تعمل علي رفع كفاءة الإمام بما يتناسب مع كل مجتمع وبيئة كل حسب متطلباته، ويتم متابعتها من إدارة مركزية تعمل علي توفير الأدوات والمواد العلمية والمدربين، وكذلك الاهتمام بجودة الزّيّ الازهري الذي يسلَّم من الوزارة للإمام للحفاظ علي المظهر العام للوزارة، وإنشاء فروع لمستشفي الدعاة في الوجه القبلي والبحري مما يسهل علي العاملين الإستفادة من الخدمات، ويزيد من الدور المجتمعي للوزارة، واستثمار وتنمية المشروعات والشركات التابعة للوزارة لزيادة الدخل والدور الوطني لهذه الشركات وذلك وفق افكار جديدة خارج الصندوق لتتحول الي دور إنتاجي وفيها تفاصيل، وفتح منافذ للتواصل مع الوزير مع عامة الائمة لضمان نشر روح العدالة وروح الفريق بين أبناء الوزارة لتحقيق أكبر نجاح لأهداف المرحلة الحالية، وزيادة دور الوزارة في المدارس والجامعات والمجتمع لنشر الفكر الوسطي والحفاظ علي الأجيال القادمة من الإنحرافات وتحقيق أهدافنا من تجديد الخطاب الديني.
نقابة للائمة
ودعا الشيخ فراج عبدالمعبود، مدير المساجد الأثرية بجنوب القاهرة، لإنشاء نقابة خاصة بالأئمة لتكون لهم كلمة فاعلة من خلالها وتحافظ على حقوقهم وفعاليتهم في المجتمع، وتحسين أوضاعهم من خلال وضع مناسب مالياً يتماشى مع متطلبات الحياة الصعبة، وإطلاق الإمام من قيوده في مجال الدعوة لإصلاح المجتمع بما يراه مناسبا في كل زمان ومكان، بالإضافة إلى زياده الدورات والتدريبات التي تؤهل الإمام لأن يكون في أحسن حال ووضع علميا وثقافيا، والحصول على معاش مناسب يتفق مع رسالته ويحافظ على كرامته ولا يهينه في نهاية عمره، وتوزيع القوافل والخطب الخارجية في الأماكن المميزة كالبترول وغيرها على جميع الأئمة.
الحقوق المالية
وطالب الشيخ إسلام محمد فهمي، إمام مسجد الصحابة شارع قلادة يعقوب، إدارة أوقاف الساحل وروض الفرج، بضرورة بحث إلغاء الخطبة الموحدة؛ لأن فيها حجرا على الإمام في علمه، كما أن وقت الخطبة قصيرٌ جدًا، وضرورة عقد اجتماع شهرى مع الأئمة ومديري الإدارات وعمل دورات مكثفة في التخريج ودراسة الأسانيد، والفقه والتفسير والحديث والتأصيل الفقهي وعلم المواريث، وإلغاء الاستقطاعات التي تفرض على الأئمة، وعدم تأخير البدلات.
الخطبة الموحدة
يؤكد الشيخ أحمد محمد عبدالعزيز، إمام وخطيب مسجد سيدي عبدالكريم الأحمدي بالقاهرة، أهمية إعادة النظر في الخطبة الموحدة لتنافيها مع طبيعة التنوع الشديد للأمة ودقة ذلك، ورفع الحرج البالغ عن الأئمة فيما يتعلق بموضوع الصكوك تحديدا وسائر الأمور المادية، فنحن دعاة لا جباة، ونرفض التشهير بالأئمة في مسألة المخالفات ونشر ذلك على الملأ بما ينعكس سلبا على الأداء الوظيفي وسمعة الإمام، وأرى أن اشتراط التعيين خارج المحافظة تعسفي ويتنافى مع طبيعة الدعوة إذ كل نبي يُبعث في قومه، وأرى أن الاختبارات مبالغ فيها ولا تمُتُّ للدعوة بصِلة، كما أن الدورات التدريبية والتي هي مجرد (تستيف) أوراق وإضاعة للوقت والجهد وإهدار للمال العام، وإنما الخير فيها أن تكون مركّزة وبفترة مناسبة ويتم فيها تدريس مواد تضيف للأئمة علميا ومهاريا وثقافيا وحضاريا وتنويريا، وننادى باستمرار المسابقات المتنوعة كالقراءة الحرة ونحوها مع العدالة والإنصاف في تحكيمها، وسرعة صرف مستحقاتها، والأفضل أن تكون المسابقات مقصورة ومحصورة في أبناء الوزارة ولا تقبل الدخيل لضمان تكافؤ الفرص، كما أن توقيت الخطبة بعشر دقائق غير مناسب مع جلال الموقف، كما يحلم الأئمة بضرورة صرف تابلت حديث لكل إمام مزوّد بمكتبة معرفية وحضارية متميزة تعينه على الإلمام بقضايا عصره ومشاكل المحيط الذي يمارس فيه الدعوة، ونرجو الاهتمام بمكاتب الأئمة في المساجد وتناسبها مع عمل الإمام وصورته وأن تكون من خالص إنفاق الوزارة حتى لا يكون لأحد على الأئمة فضل ولا منّة، مع مراعاة الارتقاء بالزّيّ الأزهري المصروف للأئمة في الأوقاف فهم صورتها وسفراؤها ومظهرها عند العامة والخاصة.
رجاء وأمنية
ويطمح الشيخ محمود شحتة الطرشوبى، بإدارة أوقاف السنبلاوين بالدقهلية، أن يتم إنصاف الحاصلين على مؤهلات أثناء الخدمة بتعديل وضعهم الوظيفي، وهو شخصيا تم تعيينه بالأوقاف كخادم لبيوت الله، وبحمد الله حصل على مؤهل عال، وقام بالتقديم للوزارة للحصول على التسوية، وعندما ذهب الإمتحانات بجامع النور فوجئ بأن الامتحانات أعدت كما كنت سأحصل على الدكتوراه، علما بأنه يقوم بإلقاء خطب الجمعة بانتظام .