تحقيق: سمر هشام
ونحن نحتفل بيوم الشهيد، الذى ضحّى فيه القائد عبدالمنعم رياض، بروحه دفاعا عن الوطن، ومازال أبطال مصر من رجال القوات المسلَّحة والشرطة، بل من مواطنيها الشرفاء كذلك، يواصلون المسيرة والعطاء دفاعا عن الدين والوطن والعِرض، يأتى من يُشكِّك فى شهادتهم وجهادهم لله، من أتباع الجماعات الإرهابية المُضَلِّلَة، لكن علماءنا يقفون لهم بالمرصاد مؤكدين أن أبطالبنا شهداء، بل فى أعلى مراتب الشهادة.
في البداية يقول الشيخ عادل أبو العباس- من علماء الأزهر-: إن النبي صلى الله عليه وسلم حفظ الأوطان وأمن المدينة المنورة من أول يوم هاجر إليها، وبنود وثيقة المدينة كان هدفها الأسمى المحافظة على المدينة داخلياً وخارجياً، ومعلوم أن ما يحدث من عمليات إرهابية يضيع من خلالها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، وهذا الجندي الذى يدافع عن وطنه ويحمى ترابه ويؤدى مهامه التي كُلِّف بها لاشك أنه يقوم بأسمى عمل، وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “عينان لا تمسَّهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”.
ويؤكد الشيخ أبو العباس أن حفظ الأوطان هو العين الحارسة لأبنائه عن طريق هؤلاء الجنود، فمن ماتوا في سبيل عملهم وفى الوقت الذى يؤدون فيه واجبهم فهم شهداء يحملون راية الشهادة العظمى دون جدال، لأن مدافعة المعتدى والذود عن تراب الوطن حراسة في سبيل الله، وكذلك البرئ الذى كان يمشى في الطريق أو يمر من أمام الحدث فهو شهيد، لأنه قد يكون خرج للُقمة العيش وإعانة أولاده وإطعامهم فكان هلاكه شهادة في سبيل الله، وقد كثَّر النبي عدد الشهداء في هذه الأمة حتى أنه جعل المدافع عن ماله ضد المعتدين عليه شهادة، فقد (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ. قال: أَرَأَيْتَ أن قتلني؟ قال: فأنت شهيد) وإعلانه صلى الله عليه وسلم أن المرأة تموت في نفاسها شهيدة، والمبطون شهيد، وان الرجل يقع عليه الهدم أو يموت غريقا فهو شهيد، فما بالنا بمن يقف على خط المواجهة مدافعا عن الوطن وعن ترابه وعن أبنائه؟! لا يشك أحد أنه في أعلى درجات الشهادة وهو ينال رتبة المحارب في سبيل الله.
أوهام الإرهابية
ويشير الشيخ شعيب صقر- منسق عام شباب الدعاة بأوقاف كفر الشيخ- إلى أن الجماعات الضالة والخارجين عن تعاليم الاسلام الوسطي السمح غرَّرت ببعض الشباب وأوهموهم أن من يموت في سبيل تلك الأفكار الضالة والجماعات الخارجة فهو شهيد! وهذا كذب وتضليل من تلك الجماعات، حيث أن من يموت من هؤلاء ليس بشهيد وإنما منتحر قاتل عجَّل بنفسه الي جهنم، وإنما الشهادة الحق لا تكون إلا لمن يدافعون عن الأرض والعِرض والدين، متمثلين في رجال الجيش والشرطة البواسل، حيث هؤلاء ينالون شرف الشهادة كل يوم بنص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حيث أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- عن هؤلاء الجماعات الضالة وحلفائها فقال: “من قاتل تحت راية عمية يدعو لعصبة أو ينصر عصبة فقُتل، فقتْله جاهلية”.
وفي حق الشهداء وأمثالهم من رجال الجيش والشرطة يقول صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله) وقوله: “إذا فتحتم مصر فاتخذوا منها جندا كثيرا فهم خير أجناد الأرض، وهم في رباط إلي قيام الساعة” كل ذلك وغيره يؤكد أن الشهادة شرف لا تناله تلك الجماعات الضالة التي حذَّر منها النبي إنها تخرج في آخر الزمان، وإنما ينال شرف الشهادة فقط رجال الجيش المصري الان ورجال شرطتها البواسل الذين يضحّون بأنفسهم كل يوم في مواقف لا نستطيع أن نوفيهم حقهم في كتابتها، ولكن هنيئا لهم الاستشهاد في سبيل الله، وهنيئا لهم بُشري النبي صلى الله عليه وسلم.