الثقافة والإعلام جسر الشعوب نحو السلام والاستقرار العالمى
القوى الناعمة ثورة روحية.. يقودها “الوعى”
أوصى خبراء الدبلوماسية والفكر والسياسة بضرورة تعزيز تبادل البرامج الثقافية والفنية بين الدول، ودعم المبادرات التعليمية التى تروج للتنوع الثقافي، وإنشاء مراكز ثقافية مشتركة لتعزيز الحوار بين الشعوب، مع تشجيع المشاريع الإعلامية التى تعكس التنوع الثقافي وتسهم في بناء جسور التفاهم، وتطوير سياسات تدعم الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته من التهديدات.
جاء ذلك في ختام فعاليات الملتقى العالمي الخامس للدبلوماسية الثقافية، الذي عقد تحت شعار “أفضل الممارسات في الدبلوماسية الثقافية”، بمشاركة عدد من الشخصيات العربية والأجنبية، بأحد فنادق القاهرة.
ركزت الجلسات على كيفية استخدام الثقافة كوسيلة لتحقيق السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وكيف تسهم الفنون والآداب والموسيقى فى تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، والتأكيد على أن الدبلوماسية الثقافية ليست مجرد وسيلة ترفيهية بل هى أداة قوية لتحقيق التفاهم والسلام العالميين، وخطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
قضية الوعى
أكد اللواء طارق المهدي، وزير الإعلام المصري سابقا، أن الدبلوماسية الثقافية هى المحرك الرئيس للدول والتبادل المعرفي والثقافي والعلمي، والتجار قاموا بهذه المهمة في السابق، مشيراً إلى أن الإعلام والثقافة في المجتمع العربي يحتاج لنخبة جديدة ننشئها ونتعاون معها، مؤكداً أهمية قضية الوعى لأن الفعل الإنسانى لم يفقد تاثيره، ومطلوب تعزيز الفهم الصحيح المتبادل للأفكار والمعلومات وتدعيم العلاقات الدولية.
أوضح أن مصطلح الدبلوماسية الثقافية أداة غير معرفة حتى الآن، بالرغم من أن دورها فى تحسين العلاقات مهم جداً، كما أن الإعلام دوره اساسى وجزء أصيل من ادوات التفاهم والتنوير، لكن الإعلام بدون ثقافة فهو فراغ، كما أن الثقافة بلا إعلام تصبح اسيرة الجدران، ونحن لدينا تراث غنى يجتذب العالم أجمع علينا استثماره.
نفى “المهدى” وجود إعلام محايد أو مستقل أو موضوعى مائة بالمائة، لكن محايد بشياكة، محددا سمات الإعلام الحق تتمثل فى: الموضوعية والحياد والدقة والعدل والمهنية، والواقع أن المشهد الإعلامي يواجه مشكلات كثيرة، أهمها الانسياق نحو الإثارة، وفي عصرنا الحاضر يتسم بالعولمة التي أزالت الحواجز وأخفت المعلومات.
أوضح أن الدستور المصري يتحدث عن الإعلام الحر المستقل الذى يحقق التقدم ويرشد الحوار وهو أمن قومى، لكنه فى الواقع يحتاج إلى ميثاق شرف للعمل، لذلك فالوعى مهم جدا لأن غياب الحقيقة والتشويش يضر الجميع، ونحن لدينا نموذج يحتذى بما نملك من قيم ومبادئ دينية وقومية واخلاقية. واصفا القوى الناعمة بأنها عبارة عن ثورة روحية.
نتائج إيجابية
وتحدث الأديب أحمد محمد باديب، الرئيس الفخري للملتقى، عن ذكرياته مع الزمن الجميل، وكيف أنه تعلم أساليب الدبلوماسية الثقافية من رموز مصرية، بقوله: كنت تلميذا للبارعين: د. أسامة الباز ود. عصمت عبدالمجيد. وتعلمت اننا يجب ان ننزل إلى المستوى الذى يفقهه الناس، وإن كانت كلمة دبلوماسية غريبة، وبها ركاكة، فهى تعنى التفاوض، موضحاً أن كل حضارة أعطت معنى مختلفاً لكلمة ثقافة، فهى بمعنى ثقف الرمح اى جعله مستقيما لإصابة الهدف، اى ننشئ ابناءنا للوصول إلى هدف وجودهم في هذا الكون.
وكنا فى السعودية صغاراً نخرج فى رمضان لنستمع للراديو، أمام المنزل، وقصص ألف ليلة وليلة من أجمل الأعمال الإذاعية وهى من الأساليب الدبلوماسية الثقافية لتوصيل رسائل للحكام، وأيضا كتاب كليلة ودمنة، ليحسن تعامل الحاكم مع شعبه، هى فطرة عربية، وللأسف لم نستخدمها جيدا وتؤثر فينا.
وأكد “باديب” أن التفاوض ليس صراعا وإن بدا كذلك، وأفضل تفاوض سلكه الرسول عندما منعه أهل قريش من الحج، لكننا للأسف الشديد لا نفقه ثقافة التفاوض، وفى العصر الحديث برزت مفاوضات الكيلو ١٠١ فكانت طويلة ورجال مصر عظماء فى هذا الإطار، كانوا أعظم الناس فى التفاوض، مشيراً إلى أن العرب استخدموا المجاز لجعل الحوار سلميا ليؤدى نتائج إيجابية.
الطرح الدبلوماسي
وطرح السفير محمد جمال الدين البيومي، مساعد وزير الخارجية سابقآ، عددا من الأسئلة مثل: من هو الدبلوماسي؟ مجيبا بأنه: هو مثقف يعرف شيئا عن شئ يتحدث عنه الناس. ويعرف كل شئ في مجال تخصصه.
واجاب عن التساؤل: هل الدبلوماسية هي فن الكذب؟ بقوله: الدبلوماسي لا يكذب لكنه يستخدم الأسلوب الدبلوماسي الجذاب لشرح قضيته ويحعل السامع يقبل بوجهة نظره حتي وإن خالفت مصالحه. بل يقول المثل الإنجليزي:” أن الدبلوماسي هو من يستطيع أن يقول لمحدثه (إذهب إلي الجحيم) بأسلوب يجعل السامع يسأل عن متي تبدأ الرحلة”؟!
وعن تاريخ بدء الدبلوماسية والتفاوض؟ أشار السفير البيومى إلى أن ذكر أول حالة للتفاوض ورد في القرآن الكريم عندما طلب سيدنا موسي- عليه السلام- من قومه أن يذبحوا بقرة، فظلوا يماطلون في أمره بحجج واهية عن شكل البقرة ولونها، وشددوا علي الله فشدد عليهم حتي صارت البقرة المطلوبة هي الأندر والأغلي. ولو أنهم أطاعوا أمر الله من أول مرة لوفت أي بقرة عن أمر الله.
ثم جاءت دبلوماسية “أحمس” قائد الجيش المصري الذي خرج لطرد الهكسوس من اللاذقية. ثم دبلوماسية صلاح الدين الأيوبي الذي خرج بجيش المسلمين لطرد الغزاة الصليبيين من فلسطين. ثم دعا نابليون يهود أوروبا لاحتلال فلسطين وأن يكونون عملاء الغرب في المنطقة وينفذوا مطلب فصل المشرق العربي عن مغربه. ومن وقتها والجيوش العربية تحارب وتقاوم هذا الاحتلال الاستيطاني الغريب. مؤكداً أن التفاوض لابد يخرج منه الجميع كسبان وليس واحد الى صفر، مشيراً إلى أن إسرائيل التى أنشئت بقرار للأمم المتحدة هى نفسها لم تفعل قرار وجودها بإقامة دولتين!
استطرد السفير “البيومى”: أما الدبلوماسية الثقافية، أو ما نسميه “القوة الناعمة” فتتمثل لدينا في دور الأزهر الشريف لنشر الدعوة الإسلامية، خاصة وأنه يستضيف أكثر من ٤٠ ألف وافد من مختلف الجنسيات، هم في الحقيقة سفراء لنا في بلادهم، وكذا دور الكنيسة الوطنية.
وذكر “البيومى” عدة مواقف حدثت خلال عمله الدبلوماسى، منها: السفير الروسي في احدى دول أوروبا قال لى فى أحد الاحتفالات: الغرب يحسدكم كعرب! فسألته: لماذا؟ اجابنى: لأنكم كسفراء عرب عندما تجتمعون تفهمون بعضكم لأنكم تتحدثون لغة واحدة رغم أنكم ٢٢ دولة عربية، أما هم فلا توجد لغة تجمعهم!
وذات مرة عندما كنت سفيرا بإحدى الدول الأفريقية دعانا سفير إسرائيل لاحتفال دون تعريفنا بمناسبته، وخلال الاحتفال قال إن المناسبة هى خروج موسى عليه السلام من مصر، فأسقط فى يدى، خاصة مع وجود وزير الخارجية الذى طلب منى الرد، فتقدمت وشكرت السفير الاسرائيلي لاحتفاله بذكرى خروج مواطن مصري ولد وتربى فى مصر، وسافر بصحبة مصريين، وسألته: لكن ما علاقتك أنت به وانت بولندى وقنصلك روسى؟ ومديرة مكتبك هولندية؟ ولم يولد أى يهودى من المسئولين الكبار في الأرض العربية المحتلة؟!
وقال “البيومى”: للأسف الشديد كثير منا يشعر بالدونية ويعطى الآخر مكانة لا يستحقها على حساب أنفسنا وتاريخنا وتراثنا! فلابد أن يستشعر كل واحد منا علو ورفعة تاريخه وتراثه ورقى قيمه ومبادئه، خاصة حينما يتحدث مع الآخر، وهذه حقيقة وليست ادعاء.
وهذه أهم عناصر الدبلوماسية الثقافية التي تعنى الاعتزاز بشخصيتى وتراثى وحضارتى.
جسور التواصل
ورغم الظروف الطارئة التى غيبت د. عبدالحميد الرميثي- أمين عام الملتقى والرئيس التنفيذي للهيئة الدولية للتسامح- لوفاة زوجته، إلا أنه حرص على توضيح أن الملتقى هدف إلى تقديم نماذج حيَّة وتجارب عملية على جدوى الدبلوماسية الثقافية والتي تعني بناء جسور التواصل بين الثقافات والجنسيات والمجموعات المختلفة بناء على الاحترام المشترك مع عدم المساس بالقيم الثقافية والمجتمعية لأي مجموعة.
أضاف: في ضوء هذا التعريف فإن الملتقى ضم خبرات وقامات مميّزة خاصة من العالم العربي في مختلف المجالات ومنها الأدب والفن والاقتصاد والسياسة والأعمال من الدول العربية والأجنبية.
الدبلوماسية الاقتصادية
وخُصِّصت جلسة كاملة للحديث عن الدبلوماسية الاقتصادية، واتخذت منظّمة البريكس نموذجا، لتعظيم الاستفادة من عضوية بريكس، والمردود الثقافي، تجربة روسيا، وترأستها د. ندى مغيث، فأشار النائب ياسر زكى، وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، إلى الأزمات العالمية التى أثرت على العالم أجمع ومنها كورونا، والصراع الروسى الأوكراني والعدوان الإسرائيلي على غزة، مستدركا: وسط هذا تخرج إلينا منظمة بريكس، والتى بدأت منذ ٢٠٠٩، لتعيد التوازن الدولى، ومصر تطمح للاستفادة منها فى تنمية مواردها وتوفير العملة الصعبة بتخفيف الضغط على طلب الدولار، ومصر تمثل للبريكس إضافة بثرواتها وموقعها كبوابة افريقيا فهى ليست عالة على البريكس، وتسعى للتمويل منخفض الفوائد، لمشروعاتها القومية المتعددة وتأمين الاحتياجات الاقتصادية والسياحية وتنشيط الصادرات.
منظمة بريكس
وأعربت Olga Makeeva ، الممثل العام الرسمي لبريكس قلوبال في روسيا، عن سعادتها بانضمام مصر للمنظمة، مشيرة إلى أنها السبب فى الاتفاق والمحبة بين الدول الأعضاء ودليل تقاربها يحقق النجاح، داعية إلى تشجيع الشباب في تفعيل دوره فنيا ورياضيا معلنة وجود تبادل ثقافى روسى مصرى فى هذا الإطار.
وقالت: نجتمع يدا واحدة لإكمال طريق بريكس لتقدم كل دولنا، ونحن لن نترك مصر أبدا لأنها لها مكانتها الأعلى في كل شئ فى المنطقة، ويقع عليها الجانب الأكبر في تحقيق الأمن الثقافى.
وأكدت “Olga Makeeva” أن العلاقة بين كل الدول الأعضاء في البريكس ستكون أقوى مستقبلا، فالموقف التاريخى فى البشرية والعالم يتغير ويعاد تشكيله من جديد، ونحن علينا بالتالى أن نشارك فى صنعه ليكون لنا مكاننا ودورنا.
التعاون الفنى
وعرض، Sergei Volchansky لجانب من الفن الروسى، ومتاحف روسيا، مشيراً إلى أن التعاون الفنى بين مصر وروسيا يأتى لاستكمال طريق التعاون وتبادل الخبرات والمنافع، فالثقافة هى أقصر وأوثق طريق للتعاون والوصول إلى علاقات أفضل بين الناس والأمم.
معارض فنية
واقترحت Inga Bashkirova السماح بإقامة معارض فنية متبادلة بين البلدين مصر وروسيا، لتكون مركزاً عالمياً للاطلاع على الفنون المختلفة للبلدين، مؤكدة أن روسيا ترحب وموافقة على إقامة معارض فنية مصرية على أرضها بل فى الأماكن التاريخية والثقافية المهمة، ليطلع الخبراء والزوار من مختلف أنحاء العالم على الفن المصري، وفى المقابل ننتظر اتخاذ خطوة مماثلة من جانب مصر، بما يخدم مصالح البلدين، ويرسخ للتفاهم بين الشعبين، كنموذج يحتذى للشعوب الأخرى، خاصةً الدول الأعضاء في البريكس.
البعد السياسي
واستعرض السفير اليمنى محمد الربيع، أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية سابقا، جانباً من البعد السياسي العربي فى الدبلوماسية الثقافية، وكيف نبنى واقعنا العربى بالانتقال من الماضي إلى الحاضر وصولاً للمستقبل. مشيراً إلى أن الحوار هو اللغة التى أوجدها الله منذ خلق الإنسان، وعلمه ما لم يعلم، مؤكداً أن مفردات الإسلام بمنتهى العقلانية والحرية تتعامل مع الإنسان مباشرة دون وسيط، والقرآن الكريم دستور محكم آياته صالحة لكل زمان ومكان. ولغتنا العربية وطن يتساوى فيه الجميع، وميدان للمباراة والتنافس فى مجمل العلوم والآداب، وعلماؤنا أضاءوا ظلام أوروبا، حتى جاءت العولمة وأغرقت تاريخ أمتنا بتقديم اللغات الأجنبية في كل شئ حتى العلاقات الاجتماعية وبدت العربية غير أساسية في التعليم وهى لغة القرآن. ويجب ان تسود لغتنا، فالمواطن الألمانى مثلا وغيره يعتز بلغته، فى المقابل نحن ينتابنا استحياء عند الحديث عن لغتنا وتراثنا!
واستدرك “الربيع” قائلاً: لكننا نحتاج للتمييز بين الدبلوماسية الناعمة وبين التعامل الوحشى الإسرائيلي مع الفلسطينيين، ولمثل هذا أمرنا رينا بقوله: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل…”، فنحن نحتاج قاعدة قوية من الإعداد، نريد الوحدة العربية الشاملة، وفى هذا السياق نحيى مصر العروبة والتاريخ التي حاربت لعيش العربى حرا.
خريطة زراعية
وأكد د. اشرف عمران، رئيس المجلس العربي للأمن المائى والغذائى، أن الأمن المائي والغذائي، هو إحدى الأولويات والأسلحة والأمن القومي، فى ظل استيراد سلع بأكثر من مائة مليار دولار، ووجود تغير المناخ وتسببه فى مجموعة مشكلات كبيرة، لذا نحتاج خريطة زراعية لتحقيق الأمن الغذائي، محذرا من ارتفاع درجة الحرارة ٥ خلال مائة عام، ما يؤدي إلى ارتفاع مياه البحار والمحيطات حتى ٥ متر، منبها إلى أن العناد مع الطبيعة يسبب التصحر والجفاف، والحل في الزراعة الرقمية وتحديد القدرة المائية والسنوات، فالمخزون الاستراتيجي على الأقل لازم يكفى ٦ اشهر، وللأسف الشديد فالاحتياجات المائية للعرب جميعا تحت خط الفقر المائى، مشيراً إلى أن الأمل متعلق بافريقيا ٣٠ مليون كم، و٦٠ بالمائة صالحة للزراعة فهى التنمية المستدامة للمستقبل وتحتاج للاستثمار العربى. والشواطئ العربية والإفريقية هى الأهم ومليئة بالخيرات والثروات، ولدينا ابحاث ولكن دون تنفيذ، خلال سنتين يمكن تحقيق اكتفاء ذاتي لمصر من القمح، بشرط خلق تعاون عربى افريقى مهم جدا، إنشاء صناديق عربية للاستثمار الافريقي، التكامل العربى بمبدأ الكل في واحد، والاهتمام بالبحث العلمي.
جسور التواصل
ودعا المستشار عاطف الوهيبى، لتبادل الخبرات والتجارب من خلال الدبلوماسية الثقافية لبناء جسور التواصل والتعاون بين الشعوب، متعجباً من كون التفاهم الثقافي أصبح من التحديات المعاصرة رغم أننا قرية صغيرة بفضل الشبكة العنكبوتية التي أزالت الحواجز وقربت المسافات!
ومن الكويت شارك عضو مجلس أمناء الهيئة الدولية للتسامح رجل الأعمال محمد علي النقي، بالحديث عن التجارة ودورها فى تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب.
التجسير الثقافي
وأشار د. حسن السعدى، استاذ التاريخ والآثار بآداب اسكندرية، إلى أن التاريخ يعد من مصادر القوة الناعمة ومن ثم التجسير الثقافي للدبلوماسية إذا توقف تناوله كعلم تفاؤلى مقتصراً على الأخبار الطيبة، إذ أن الاعتراف بالتحديات التى لا تسقط بالتقادم مثل جرائم التصفية العرقية أو استخدام الأسلحة المحرمة وغيرها من شأنه يفضى للإعتذار أو التعويض تليها مرحلة التعايش السلمي.
منصات للحوار
وأكد زين العابدين أمين، أن الدبلوماسية الثقافية تلعب دورا مهما فى تعزيز الهوية الثقافية للشعوب، ودعم العلاقات بين الدول، وبناء جسور علاقات أقوى وأكثر استقرارا، فهى منصات للحوار والتعاون تعزز الاحترام المتبادل وتقلل من احتمالات نشوب الصراعات العالمية كما نشاهد اليوم ونكتوى بنارها.
قوافل العقيلات
ووصف عبدالرحمن العطيشان، السعودية، التجارة والثقافة بأنهما صنوان، مستعرضاً تاريخ قوافل العقيلات وكانت أكبر تجارة فى منطقة نجد السعودية، وكان لها دور كبير فى التعارف والتواصل بين الشعوب، وكيف انتهت بتغيرات العصر الحديث ولم يواكب مسئولوها المتعاقبون تطورات ومتطلبات العصر فاندثرت تجارتهم.
العروبة والإسلام
واستعرض الخبير التربوي د. كمال مغيث، لمكانة العرب والعروبة فى الغناء، ولماذا يغنى المصريون كثيرا، مشيراً إلى أن العروبة هى أصل الاسلام، وأن الاسلام مكون أساسي للعروبة، التى هى وحدة جغرافية واحدة، وأن الأدب والفنون والغناء هو المكون الأساسي للاتحاد العربى كما حدث في الاتحاد الأوروبي، اعتمادا على عنصرين المصلحة الاقتصادية ثم الثقافة العامة، أصبح الاتحاد الأوروبي دولة واحدة. محذرا من الصراعات والشعارات السياسية التى تؤدى إلى نتائج خطيرة.
كما خصصت جلسة حول دور الرياضة في تحقيق الرقي والسلام، ترأستها د. أمنة فزاع، رئيس جمعية المرأة الأفريقية، تحدث فيها: د. رشيد الحمد، السعودية، عن رياضة التنس كتجربة عملية لتحقيق التفاهم والتعاون بين الشعوب.
وأكدت د. كوثر زغلامى، تونس، أهمية دور الشباب في بناء جسور الدبلوماسية الثقافية في عصر التكنولوجيا.
وأشارت د. ابرار منشي. إلى العالم المعاصر ووسائل الاتصال الحديث التى أزالت الحواجز ورسخت التعاون والتفاهم بين الأمم.
“لقاء العمالقة”
وعبَّرت د. ليلى االبلوشي- نائب أمين عام الملتقى وعضو مجلس أمناء الهيئة الدولية للتسامح- عن سعادتها بانعقاد الملتقى الخامس في عاصمة المعز وقلب العالم العربي، وما ميّزه باعتباره “لقاء العمالقة” بسبب الحضور المميّز للقامات العربية في مجالات القيادة والاقتصاد والأعمال والأدب، ولذلك فإنه علامة فارقة في مسيرة مؤتمراتنا للدبلوماسية الثقافية.
المكرمون
وفى ختام الملتقى تم تكريم المشاركين بمنحهم شهادات تقدير، وهم: اللواء طارق المهدي، د. كمال مغيث، السفير محمد البيومي، السفير اليمنى محمد إسماعيل الربيع، د. أشرف عمران، النائب ياسر زكي، Olga Makeeva
Inga Bashkirova, Sergei Volchansky، د. رشيد الحمد، د. كوثر الزغلامي، مصطفي ياسين، شريف الزهيري، علي بن سعيد المقبالي.