حصلت الباحثة زينب صديق، عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر، درجة الدكتوراه، من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، عن رسالة بعنوان «تحليل الخطاب الأردي الإلكتروني لجماعات التطرف الديني».
تكونت لجنة المناقشة من أ.د سميرة عبد السلام عاشور، أستاذة اللغة والأدب الفارسي والرئيس الأسبق لقسم اللغات الشرقية وآدابها بجامعة الإسكندرية، مشرفا ورئيسا، أ.د يوسف السيد عامر، أستاذ اللغة الأردية وآدابها بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، مشرفًا، وعضوية: أ.د عبد الرحيم عبد الغني محمد، أستاذ ورئيس قسم اللغة الأبدية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، أ.د نها مصطفى محمود، أستاذ اللغة الأردية وآدابها بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر.
أكدت الباحثة في دراستها أن ظاهرة التطرف الديني والإرهاب الإلكتروني من أبرز التحديات الأمنية والفكرية التي تواجه المجتمعات المعاصرة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وتكمن خطورة هذه الظاهرة في قدرتها على استقطاب الشباب وانتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية؛ لذلك جاءت هذه الرسالة لدراسة الخطاب الأردي الإلكتروني لجماعات التطرف من خلال تنظيم حركة “طالبان” و”القاعدة” و”تنظيم داعش”.
وأشارت الدراسة إلى أن التنظيمات المتطرفة المختلفة قد سعت في اتخاذ اللغة الأردية لغة استراتيجية في نشر محتواها المتطرف لضمان سرعة انتشاره، والتأثير الكبير في قطاع عريض من سكان العالم، فاللغة الأردية هي لغة هندية عريقة، يبلغ عدد المتحدثين بها مايقرب من مليار متحدث في أكثر من (26) دولة حول العالم، لذلك تعد الأردية لغة استراتيجية مهمة في جنوب آسيا. وبالتالي كان توجيه خطاب متطرف باللغة الأردية له أهمية كبيرة لدى الجماعات المتطرفة.
هدفت الدراسة إلى الوقوف على ماهية التطرف الديني الإلكتروني الناطق باللغة الأردية، الذي يستهدف سكان شبه القارة الهندية، وبيان صور وأشكال الخطاب الأردي الإلكتروني المتطرف، وتوضيح المفاهيم المغلوطة والشبهات الشرعية والعقائدية التي تستند إليها الجماعات المتطرفة في الاستقطاب والتجنيد، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والرد على الشبهات الشرعية والعقائدية بالدليل العقلي والنقلي وفق مذهب أهل السنة والجماعة، وتحليل الآليات البنائية للخطاب المتطرف، من حيث الشكل واللغة والوسيلة والمضمون.
وتوصلت الدراسة إلى: قوة “الخطاب الإلكتروني” في التأثير على أرض الواقع، فهو يسهم في زرع أفكار التطرف وتغييرها، من خلال تغيير قيم الشعوب ومبادئها بشكل يهدد أمن الدول والمجتمعات واستقرارها، فالجماعات المتطرفة، من خلال الوسائل الإلكترونية، تمارس نشاطها الإرهابي من أي مكان في العالم؛ لتأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، كما بينت الدراسة سعي التنظيمات المتطرفة لتشويه نظرة الإسلام للمرأة، وإظهار الدين الإسلامي وكأنه دين ذكوري.
واقترحت الباحثة من خلال دراستها بعض التدابير لمكافحة الخطاب الأردي المتطرف المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حتمية تكاتف كل الدول؛ لوضع استراتيجية تحمي الشباب والأطفال من الفكر المتطرف، والتصدي للحملات الإلكترونية الموجهة، التي تستهدف العاطفة الدينية لدى النشء، وفي المقابل، دعم كل الحملات الإلكترونية التي تروجها المؤسسات الدينية الثقات مثل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من أجل نشر خطاب ديني وسطى مضاد يعزز ويرسخ مبدأ احترام التعددية والتنوع الثقافي والحضاري.
وجاء من مقترحات الدراسة: حوكمة جهود مكافحة التطرف العنيف عبر الإنترنت داخل كل دولة، وإطلاق مدونة قواعد سلوك لمكافحة خطاب الكراهية غير القانوني عبر الإنترنت، بالتعاون مع كل منصات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ لضمان سرعة التعامل مع طلبات إزالة المحتوى المنافي لقواعد سلوك مكافحة خطاب الكراهية، وإعداد برامج توعوية أو معارض أو أعمال فنية لتوضيح خطورة هذه التيارات في المدارس والجامعات، وفي القنوات التلفزيونية وغيرها، فالوعي أهم عامل في مكافحة هذه التيارات على المستوى الشعبي.