بقلم الشيخ سعد الفقي
كاتب وباحث
الأخبار المدسوسة والمكذوبة تجدها بغزارة على صفحات التواصل الاجتماعي والمؤسف أننا نصدق الكثير منها ونرددها دون وعي؟ منها علي سبيل المثال لا الحصر ما قيل أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أرسل وزيرا يطلب الشيخ محمد صديق المنشاوي للتلاوة في أحد الاحتفالات إلا أنه رفض هكذا قيل لماذا؟. الله ورسوله أعلم؟؟
وبعد التحقق تبين لنا أن الرواية مختلقة لا أساس لها من الصحة لعدة أمور أولها : أن سيدنا الشيخ المنشاوي كان من القراء المشهود لهم بالانضباط وحسن الخلق، وبالتالي ليس من المستساغ ولا المقبول امتناع قارئ القرآن عن افتتاح احتفال يحضره رئيس الجمهورية دون ظرف طارئ.
ثانيا: أن هؤلاء الكذبة وأذنابهم عجزوا حتى الآن عن إيجاد سبب واحد يدعوا مولانا لهذا المسلك الذي يقلل من قدره وما هكذا كان الشيخ المنشاوي.
ثالثا: أنه من خلال البحث يتبين أن جمال عبد الناصر الذي أنشأ اذاعه القرآن الكريم، كان يحترم ويقدر حفظه كتاب الله، وكانت توجيهاته بجمع القرآن الكريم بأصوات كبار القراء ومنهم الشيخ الحصري والمنشاوي والبنا والشيخ عبد الباسط إلخ.
والثابت أيضا أنه كان على علاقه طيبة معهم، وكانوا سفراء لدولة التلاوة في جميع البلدان العربية والإسلامية والأوروبية، ومازال أثرهم باقيا حتي الآن، بل أن رحلة واحده لقارئ منهم تعدل كثير من الرحلات في هذه الأيام فهم سفراء بحق.
رابعا: من خلال البحث فهناك اكثر من لقاء جمع بين جمال عبد الناصر والشيخ محمد صديق المنشاوي وفي حفلات كبيره موثقه بالصوت والصورة منها حفل الوحده مع سوريا عام ٥٩ ١٩ قرأ الشيخ المنشاوي في المسجد الأموي بدمشق بحضور ناصر وشكري القوتلي .
وفي عام ١٩٦٥ قبل وفاه المنشاوي ب ٤ سنوات تقريبا قرأ سوره الصف والفاتحه وأول سوره البقره في مسجد مولانا الامام الحسين بحضور جمال عبد الناصر وعبد السلام عارف رئيس العراق .
وفي عام ١٩٦٨ قرأ الشيخ المنشاوي في عزاء والد الزعيم جمال عبد الناصر.
وقد اكد الشيخ محمود صديق المنشاوي شقيق الشيخ لجريده الأهرام ( أن الرئيس جمال عبد الناصر دعا الشيخ محمد صديق المنشاوي للمشاركه في السرادق المقام لاحياء مأتم والده بالاسكندريه وبعد انتهاء الحفل طلب منه أن يبيت بالحجره المجاوره له وفي الصباح طلب منه عبد الناصر سماع فن الترتيل وقد أعجب بتلاوته وأصدر قرارا بتكليف الاذاعه بتسجيل المصحف الشريف مرتلا بصوته، وقد تم بالفعل وتوفي الشيخ المنشاوي بعدها بعام تقريبا.
رحم الله مولانا ورحم الله الزعيم الراحل ولا عزاء للكذبه المدلسون في كل زمان ومكان .