رأيت احد المسؤولين في الوحدات المحلية باحدى المحافظات، أيا كان امرأة او رجلا، لا يفرق كثيرا والحدث او بالفعل تعطي هاتفها لاحد العاملين معها وهي تسير وراء سيارة القمامة ولا عامل يسير خلفها ويصبرها حتى ترفع هذه الصور على صفحاتها او صفحتة الوحدة المهنية التي ترأسها ليشاهدها رؤساؤها ويشيدون بعملها أو موظف يعمل لارتداء رئيسه في العمل ينافق وينقل اخبار زملائه لمن يرضي رئيسه!
ولكن هل هذا ما وصى به الرسول عليه الصلاة والسلام؟ فقد قال “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، أخرجه أبو يعلى والطبراني، وقد صححه الألباني في الصحيحة نظرا لشواهده.
وقد أسنده أبو يعلى في مسنده فقال: حدثنا مصعب، حدثني بشر بن السرى، عن مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها. وهكذا سند الطبراني إلا أن شيخه المباشر اسمه أحمد وقد روى أحمد عن مصعب إلى آخر السند.
فالإسلامُ يَعتبرُ إتقان العملَ وسيلةً من وسائل المسلم للرزقِ الحلالِ، بل إنّه عبادة خالصة؛ فالدين الإسلامي يدعو المسلم إلى العمل والانطلاق، وعدم الفتور والكسل، فعلى المسلم أن يكون إنساناً إيجابيّاً ينطلق في هذه الدنيا نشيطاً طالباً الرزق من الله وما يُعدّه له من الخير الكثير، وهذا الخير لا يأتيه إلا بالعمل المُتواصل، وأن يستشعر المسلم مُراقبة الله تعالى في كل خطوة يخطوها في عمله، وأن يُؤدّي العمل الذي بين يديه على أتمّ وجه وأحسن حال، فالعمل في الدين الإسلاميّ عبادة، وقد أخبر بذلك الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وذكره رسوله -عليه الصّلاة والسّلام- بكل أنواعه ومُختلف مجالاته المُباحة، وهذه العبادة يُؤجر عليها المسلم إنْ قام بها وأدّاها بحقّها، وأخلص في عمله بكل ما آتاه الله من قوّة وعزيمة صادقة.
لقد ضمن الله للعاملين أن يجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون، وتعهد أن يضاعف لهم الثواب من ضعف إلى عشرة إلى سبعمائة ضعف. قال تعالى :((ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون..)). وقال: « إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا..» (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها..).
قال الله -تعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا). وقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ). وقال: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ).