تمر علينا ذكرى مولده كل عام ، نحتفل به ونتذكر اخﻻقه الحميدة ، وافعاله العظيمة ومواقفه الخالدة ، انه رسول الحق والهدى محمد بن عبدالله الصادق اﻻمين ، النبى اﻻمى الكريم ، الذى بلغ الرسالة وادى اﻻمانة وجمع الناس على كلمة سواء ، ادبه ربه فاحسن تاديبه ، علمه واوحى اليه بالقران والراى السديد قال عنه( وماينطق عن الهوى ان هو اﻻ وحى يوحى)، جاء يطبق شرع الله فى ارضه فرق بين الحﻻل والحرام ، ووضع اسس المعامﻻت ، جاء باﻻسﻻم الدين الوحيد الذى جمع بين الدين والدنيا فى دساتيره الخالدة فهل حفظ المسلمون تعاليم اﻻسﻻم وهل يكون احتفالنا به بأكل الحلوى والتهانى ونصب حلقات الذكر واﻻنشاد ، ان المسلمين اليوم وفى هذه الظروف الصعبة محتاجون للتأسى برسولهم الكريم محتاجون للتوجه الى الله ليس بالدعاء فقط ولكن بالعمل يقول تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وكل يوم يرددون تعاليم اﻻسﻻم ولكن ﻻيعمل كثير منهم بما يحفظون ، فكثير منهم يعلم دينه نظريا يصلى ويصوم ويزكى ، ولكن هل يطبق الجميع هذه التعاليم فى الحياة اننا نرى بعضهم ببغاوات يقولون وﻻ يفعلون ، السرقة حرام ونراهم يسرقون ، البغى حرام ونراهم يبغون ، والنفس التى حرم الله قتلها نراهم يقتلون ، والكذب يقولون ، وفعل ما حرم الله يرتكبون ، فهل لنا مجير ونصير ، اننا نشهد عصرا تنتهك فيه الحرمات باسم الدين والدين منهم براء ،
ان احتفالنا بمولد الهدى شئ عظيم واﻻقتداء به فى العمل شئ اعظم فهكذا يريد الله ورسوله ان يكون المسلم مؤمنا بقلبه قائما بعمله من اجل رفعة دينه واعﻻء كلمة ربه فى اﻻرض ، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة) ، افﻻ تعقلون ؟ ! كم نحن فى حاجة ملحة للعمل الجاد المثمر ، كم يحتاج المسلمون الى كلمة سواء بينهم ، ان اﻻمم تتكالب عليهم ، تنهش اوصالهم ، وكثير منهم غافلون او فلنقل متغافلون ، ان الصحوة الحقيقية وجبت اﻻن لنصرة ديننا والذود عن اسﻻمنا ، ولن يكون اﻻ بالعودة الى صحيح الدين والتمسك بثوابت الدين فى القران والسنة الصحيحة ، وكل ما عدا ذلك من اجتهاد الفقهاء والعلماء يؤخذ منه ويرد ، كم نحلم بمجتمع راق مستنير فكره معتدل ورأيه سديد ، نحلم بعقول لم يجرفها التخلف والجهل ، ﻻ يؤثر فيها الفكر المتشدد ، عقول ﻻ يؤثر فيها نزغات الشيطان الرجيم من اﻻنس والجن ، اننا محتاجون ﻻستكمال ثورتنا الفكرية على اساس من الحق متين ، فهل علمتم يا اولى اﻻلباب وهل وعيتم الدرس ، ان عدو اﻻسﻻم واضح ظاهر امام الجميع ، يحارب العقول واﻻرزاق ، يحاول سرقة اﻻوطان ، ولوﻻ جيشنا العظيم حامى حمى الوطن لكنا اﻻن فى وضع مهين ولكن نحمد الله ان ابناء هذا الوطن يحفظون كرامته ويرعون حدوده من كل غاشم اثيم .
فلنجعل هذه المناسبة تجديدا للعهد مع الله ورسوله نحق الحق ونزهق الباطل ونحاسب الفاسد ونربط على الصالح ونعز من يخدم اﻻسﻻم والمسلمين ، ونعلى شأن ازهرنا الشريف حامل لواء اﻻسﻻم والمدافع عن وسطيته فقد وصف الله امته بقوله:( وكذلك جعلناكم امة وسطا) ، وليتحرر المسلمون من الغلو والتشدد ويتبعون الحق فى القول والعمل ، وﻻيعطون الفرصة لمن يشوه الدين باﻻباطيل وزيف الكﻻم ،( فالحﻻل بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات ) كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فمن يشتبه عليه امر واستفتى قلبه ولم يفته فليسأل اصحاب الفتوى وﻻ يفتى بغير علم ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين