ذكرها صراحة فى القرآن.. ورسولنا وصف جندها بـ”خير أجناد الأرض”
حوار- محمد الساعاتى:
أقامت مؤسسة الشيخ محمد متولى الشعراوى احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف حضرها كبار قراء القرآن والعلماء والمنشدين والمداحين، حيث صادف يوم الاحتفالية أن نال الشيخ سامى الشعراوى (نجل إمام الدعاة) التكريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف.
شهد رواق الشيخ الشعراوى بالسيدة نفيسة رضى الله عنها بالقاهرة، تظاهرة حب وزحفا جماهيريا كبيرا من علماء الأزهر وآل الشعراوى ووفد مجمع البحوث الإسلامية الذين حرصوا على حضور احتفالية المولد النبوى الشريف للمشاركة وتقديم التهنئة للشيخ سامى الشعراوى عقب تكريم الرئيس له بوصفه أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق.
وبمناسبة بلوغه سن التسعين عاما ورغم أنه من الذين ينكرون الذات ولا يميلون للتصريحات الصحفية والإعلامية إلا أن “عقيدتى” التقت الشيخ سامى الشعراوى وحاورته فى التالى:
* صف لنا شعور فضيلتكم لحظة التكريم وماذا كنت تقول لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء التكريم؟
** شعور لا يوصف فقد كان الجو بديعا لكونه اليوم الذى يجعلنا نتعايش مع عبق سيدنا رسول الله صلى الله وسلم، فى اليوم الذى شهد مولده، حيث أرسله الله تبارك وتعالى ليكون نجاة لنا وللعالمين، ليخرجنا من الظلمات إلى النور، وصدق الله القائل: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” ومما جعل الفرحة تتضاعف أن وافق التكريم يوم مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.
** والله وجدتنى أدعو لسيادته كما كان يدعو مولانا الشيخ الشعراوى (والدى) رحمة الله عليه: أعطاك الله فوق آمالك وأكثر مما يخطر ببالك، فليُعِنْك الله على أن تتحمل، كما دعوت الله له من القلب أن يسدد خطاه على طريق الحق، فقد وعد الله تعالى النصر لمن ينصر دينه، مصداقا لقوله فى كتابه العزيز: “ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز” وأضفت: جزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء اللهم آمين.
تواريخ هامة
* نود التعرف على حياة الشيخ سامى الشعراوى؟
** شرفنى ربّى بأبوة مولانا والدى الشيخ محمد متولى الشعراوى، حيث ولدت ٢١-٩- ١٩٣٤م بدقادوس ميت غمر دقهلية، وحفظت القرآن فى سن مبكرة والتحقت بكلية اللغة العربية عام ١٩٥٥م وتخرجت فيها عام ١٩٥٩م وحصلت على العالمية التربوية، وعينت مدرسا للغة العربية بالأزهر.
شرفت بالمشاركة فى بعثة الأزهر للتعريب بدولة الجزائر منذ عام ١٩٦٤م وظللت لمدة ثمانية أعوام وعدت للبلاد ١٩٧٢م، كما تم اخيارى للمشاركة فى بعثة الأزهر بالسعودية من ١٩٧٢ حتى ١٩٧٧م، وعقب عودتى للبلاد عينت موجها للغة العربية لمدة ثلاث سنوات حتى ١٩٨٠م، وفى نفس العام تم تعيينى مديرا عاما لمنطقة الجيزة الأزهرية.
وفى عام ١٩٩٣م عينت وكيلا لقطاع المعاهد الأزهرية.
وتم تعيينى أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية بدرجة وكيل أول وزارة فى الفترة من ١٩٩٦ حتى ١٩٩٩م.
* تردد ان فضيلتكم كنت شديدا أثناء رحلتكم العملية بالأزهر فما قولكم فى ذلك؟
** أبدا والله، البعض كان يفهمني خطئا، وأتذكر حينما توليت منصب أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن غالبية الطلبات التى كانت تأتيني يود أصحابها السفر (الابتعاث) للخارج، فكنت أوضح لهم: اسمه مجمع (البحوث) وليس مجمع (البعوث).
شهادة التاريخ
** ماذا تقول فى الرئيس السيسى؟
** تعلمت من والدى وشيخى إمام الدعاة ألا أقول إلا الحق دون أدنى مجاملة، وأرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يعمل إلا لصالح الوطن والمواطن وللأمة، وسيشهد التاريخ بعد عمر طويل على تلك الانجازات والمبادرات التى قدمها لمصر والأمة الإسلامية وللقضية الفلسطينية.
يهتم بالعلماء
وعلى المستوى الشخصى، لا أنس يوم أن أمر الرئيس السيسي الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة الاهتمام بترميم ضريح والدى الشيخ محمد متولى الشعراوى (إمام الدعاة).
مما يؤكد أن الرئيس السيسي رغم مسؤولياته الجسام على الصعيد الدولى والداخلي إلا أنه يعمل جاهدا على تكريم العلماء وأهل القرآن.
الدعاء سهم المؤمن
* نصيحة تبعث بها لمن كثر بينهم الشقاق والخلاف من المصريين؟
** أقص عليهم ما حدث مع هذه السيدة التى طلبت منى أن أقول لها دعاء تواجه به من ظلموها؟ فقلت لها: إن سهم المؤمن هو الدعاء للأعداء بالهداية، فدهشت السيدة وقالت: كيف أدعو لمن ظلموني بالهداية؟ فجاءت اجابتى تلقائيا: لأننا لو ظللنا ندعو على الأعداء (كفانا الله شرهم) لازدادوا شقاء ولنالنا منهم المزيد من الأذية، ولنا فى سيدنا رسول الله الأسوة الحسنة عندما دعا لقومه: (اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون).
التجلّى الإلهى
* وختاما، مستقبل مصر كيف تراه وماذا تقول فى جندها؟
** لا أرى فى مستقبل مصر الأزهر إلا الخير بإذن الله تعالى، بلد حباه الله تعالى بأزهره الشريف وأبناء وعلماء مخلصين ورئيس عف اللسان، يسابق الزمن من أجل أن تصبح فى مصاف الدول المتقدمة.
ويكفينا شرفا كمصريين أن الله تعالى قد تجلى على أرضها وجعلها تعرف بين الأنام بالأزهر قِبلة العلم، ومسقط تلاوة القرآن الكريم والإنشاد الدينى.
أما عن جند مصر فيكفيهم ما قال به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جند مصر خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط إلى يوم القيامة”.