بقلم الدكتورة نادية قطب
مدرس الإذاعة والتليفزيون بإعلام بنات الأزهر
تؤثر الظروف الاقتصادية بشكل كبير على قرار الشباب المصري بالهجرة إلى الخارج، والحقيقة أن العلاقة طردية ما بين الظروف الاقتصادية وموضوع الهجرة، فكلما تحسنت الظروف الاقتصادية والمعيشية قلت نسبة الهجرة، والعكس صحيح كلما ساءت الأوضاع الاقتصادية زادت نسبة الهجرة ومحاولة الفرار للبحث عن مستوى معيشي أفضل وتحقيق الاستقرار المالي، حيث يسعى الشباب لتحقيق الاستقرار المالي بعيدا عن الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد مما يعزز فكرة الهجرة كخيار لتحقيق طموحاتهم.
والحقيقة أن الهجرة للخارج رغم ما تحققه من فوائد مادية للشخص، إلا أنها تؤثر بشكل خطير وعميق على هوية الشباب، حيث يواجه الشباب تحديات في الحفاظ على هويتهم الثقافية والعادات والتقاليد التي تربوا عليها، بالإضافة إلى خصائصهم العقائدية، أثناء التكيف مع الثقافات الجديدة. مما يؤدي إلى تأكل الروابط مع الوطن، ويزيد من خطر شعور الاغتراب وعدم الارتباط العاطفي أو الثقافي بالوطن؛ فيصبح فريسة سهلة للقيام أحيانا بأعمال ربما تضر بمصالح الوطن لصالح الدولة التي يعيش فيها.
ولذلك يقع على عاتق الدولة دور كبير في توفير فرص العمل البديلة للشباب لاستيعاب الاعداد الكبيرة التي يستقبلها سوق العمل كل عام وإيجاد برامج فعالة للاستفادة من الثروة البشرية بشكل يحقق النمو الاقتصادي للدولة بدلا من تركهم فريسة في أيدي الشركات التي تتكسب الملايين من ورائهم.