“حالة حضارية خاصة”.. تجمع البلدين وتميزهما عن العالم
كتب مصطفى ياسين
أكد السفير المغربى بالقاهرة، محمد آيت وعلي، أن العلاقات المصرية المغربية أكبر من كونها مجرد علاقات تاريخية أو تجارية أو حتى سياسية ودبلوماسية، فهى حضارية وثقافية متجذرة، ولكل منهما خصوصيته المتفردة التى تميزه وتجعله حالة خاصة جداً، وتحديداً في العمق والإطار الأفريقى، لذا نصف مصر والمغرب بأنهما كـ”جناحى طائر”، تستطيع أفريقيا كلها التحليق بهما في السماء على كل المستويات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، وكذا السياسية.
وهذا ما نشهده من توجيهات قيادة البلدين الشقيقين، جلالة الملك محمد السادس، والرئيس عبدالفتاح السيسى، حفظهما الله، وتترجمه كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وعلى رأسها وزارتى الخارجية فى البلدين.
أشار إلى أن المغرب كدولة عريقة أقامت علاقات دولية متواصلة على مدى ١٢ قرناً، ولديها تراث زاخر فى كل مجالات الحياة وتنوع حضاري غير مسبوق.
واستشهد السفير المغربى بجولاته ولقاءاته المتعددة مع مختلف وزراء الحكومة المصرية لتوطيد العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن التعاون والتبادل التجاري فيما بين البلدين الشقيقين شهد قفزات متلاحقة فى الفترة الأخيرة، نظراً لعمق وخصوصية العلاقة الأخوية بين الزعيمين.
وأكد السفير المغربي، فى لقاء خاص مع “عقيدتي”، أن تكامل البلدين (المغرب ومصر) وتكاتفهما يجعلهما كـ”جناحين” ترفرف بهما افريقيا، قائلا: لقد كلفت بدفع هذا التعاون فى كل المجالات، خاصةً الصناعة فهى القاطرة للسياسة والعلاقات، ووجدت رغبة وتوجها فى وزارة الخارجية فى البلدين للتعاون وأن نكون نموذجا للتضامن والتكامل وليس التنافس، فعلينا الاهتمام بالتجارة والصناعة لدعم العلاقات، وسفارتنا مفتوحة لكل مجد.
وأشاد السفير المغربى بالقاهرة، بما أنجزته مصر من خطوات ناجحة جدا لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة فى إقليم غير آمن، وهى آمنة مستقرة، لديها بنية تحتية متكاملة متطورة، وذات الشئ حدث فى المملكة المغربية بما حققه لها الملك محمد السادس من قفزة نوعية ممتازة ومكانة متميزة محلياً وإقليميا ودولياً، حتى صارت تصنع أكثر من ٧٠٠ ألف سيارة للتصدير سنوياً، بمعدل سيارة في الدقيقة، فضلاً عن تصنيع الأجزاء الدقيقة للطائرات بنسبة ٢٠بالمائة من صناعة أي محرك ببصمة “صنع فى المغرب”، كما صار المغرب هو المستثمر الثاني بعد الصين افريقيا.
أوضح أن المغرب لديه ١٧ مطارا دوليا، وأكبر ميناء بحري على البحر الأبيض المتوسط فى طنجة، والذي يعد الرابع عالميا والأول أفريقيا، ونطمح هذه السنة لتصل إلى ١٧ مليون سائح سنويا في مجال السياحة.
واستشهد السفير المغربى على عمق العلاقات بين البلدين بامتلاء مقاعد الطائرة يومياً فى رحلتين للخطوط الملكية المغربية وخطوط مصر للطيران، في ظل تحقق الأمن والاستقرار والبيئة الحاضنة للاستثمار. فضلاً عن أن الخطوط الملكية المغربية تغطى مطارات جل الدول الأفريقية.
فيما يخص المجال الفني والثقافي، أضاف السفير المغربي: المجتمع الوحيد الذي يقبل أن يلمع نجم أحد غريب عنه هو المجتمع المصري، والأمثلة كثيرة في هذا المجال خاصةً الفن، ومنهم: نجيب الريحاني، فريد الأطرش، وردة الجزائرية، سميرة سعيد، أصالة، عبدالسلام النابلسي، وغيرهم كثير.
فضلاً عن كونه مجتمعا متسامحا متعاونا محبا للخير، فحتى الفقير والمعدم في مصر تجده متعاطفا مع مأساة الغنى الغريب! وليس حاقدا ولا ناقما عليه. فهو مجتمع طيب صبور لديه قدرات خاصة فى الإبداع والعزيمة، أخرج للعالم أعلاما فى مختلف المجالات مثل: قراء القرآن الكريم، وكذا العلماء والفنانين، حتى رموز الصوفية في مصر، معظمهم وفد من المغرب.
والمجتمع المغربي قريب الشبه جدا من المجتمع المصرى فى هذا الإطار، فالمجتمعان مشغولان كل فرد بحياته ومستقبله، وليس النظر إلى الآخر. بعكس مجتمعات أخرى.