حوار: محمد الساعاتى
أكرمنى ربى بالمجيئ إلى مصر الأزهر، هبة النيل، للمشاركة فى معرض الكتاب الدولى بالقاهرة بكتبى الأربعة، ضمن أعلام وعباقرة الكتاب فى العالم، منها ما طبع بدار الحديث والمكتبة التوفيقية بالقاهرة ومنها ما تمت طباعته بدار طيبة الخضراء بمكة المكرمة.
بهذه الكلمات بدأنا الكاتب البنجلاديشي سماحة الشيخ الأديب د. عريف الدين معروف- رئيس جامعة اقرأ- وفيما يلى نص الحوار.
*ما هى المؤلفات التى تشارك بها فى المعرض؟
** الإسلام رسالة الأمن والسلام، ألا يا عين إبك، لحظة الوداع الأخير، وفيات الصحابة، الذى كتبته بأسلوب إيمانى، وروائع من أشعار الصحابة، وطبعت أعمالى فى المكتبة التوفيقية بالقاهرة ودار طيبة الخضراء بمكة المكرمة،
كتابى الأول يتناول موقف الإسلام من الأمن والسلام، حيث نرى ونشاهد الصراعات التى انتشرت فى الدول الإسلامية، من خلال ظهور بعض الفرق والأحزاب، وبينت فيه أن الإسلام هو دين الأمن والسلام، وهو دين الألفة والمحبة والوعى والوفاق، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال؟ فقال أنها تكمن فى: المحبة، وكذا ورد فى الحديث الشريف: (ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء).
فالإسلام يهتم بالرحمة والشفقة بأى مخلوق كان، وها هى القصة المشهورة التى تحكى أن رجلا من أهل الفسق والفجور دخل الجنة فى كلب سقاه- وهنا يجب أن نتأمل القصة جيدا، لما أشفق الرجل على كلب، قضى الله سبحانه وتعالى له بالجنة.
الأمن والسلام
* بماذا ترد على من يصفون الإسلام بالتشدد؟
** أقول لهم: الإسلام ليس دين حرب وقتال وشجار وخصام كما تفهمون، نعم الإسلام فيه جهاد ولكن ليس معنى الجهاد كما يفهمه أعداء الإسلام والمسلمين حين قالوا: إنه دين إرهاب وفساد وتفجيرات، والرسول الكريم رجَّح موقف الأمن والسلام، وصلح الحديبية يبين ذلك.
وظاهر الأمر وقتها كان يعد إهانة للمسلمين ولكن الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله”، والإسلام كما هو معروف دائما ما يرجح بيئة وكفة الأمن والأمان.
نعمة كبرى
* من قدوتك؟
** أقولها بكل فخر واعتزاز: قدوتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شرف الله تعالى الدنيا كلها، الإسلام والمسلمين قاطبة بوجود هذا النبى العربى الأمين، الذى أرسله المولى ليكون رحمة للعالمين (وما أسلناك إلا رحمة للعالمين)، ونحمد الله تعالى على وجود هذه النعمة الكبرى فى حياتنا، ليكون رسولنا الكريم خير مثال للمسلم الحق وخير قدوة لدعاة الإسلام جميعا، الذين أطمع فى كرم الله تعالى بأن أكون واحدا منهم.
الأزهر زاهر
*وماذا تقول فى الأزهر؟
** الأزهر زاهر، وفى هذا أقول كما قال الإمام الشافعى- كل الناس فى الفقه عيال على أبى حنيفة، وأنا أقول: كل الناس عيال على الأزهر فى العلم.
ورغم أننى تعلمت الدراسات الإسلامية بجامعة بنجلاديش إلا أننى أعشق الأزهرالشريف من الصغر.
حيث شرفت بالاستزادة فى العلم من علماء مصر الأجلاء أبناء الأزهر الشريف، أمثال مولانا د. أحمد الطيب، الذى يعد شيخا للإسلام والمسلمين، بحق لما يحمل بين جنبيه من وسطية واعتدال وعلم وصدق بيان وطيبة العلماء وسماحة وصفاء ونقاء لا تدل إلا على سماحة الإسلام.
كما شرفت بمقابلة د. شوقى علام- مفتى الجمهورية- قبل شهرين فى (أبوظبى) فى مؤتمر حول تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة.
وأعتبرالشيخ الإمام محمد الشعراوى ظاهرة لن تتكرر، فهوخارج المنافسة، حيث سبق عصره بتمكنه فى تفسير القرآن الكريم واللغة العربية، وأحب د. محمد سيد طنطاوى- شيخ الأزهر السابق، رحمه الله- لبساطته فى التفسير، كما أحب د. محمود حمدى زقزوق- وزير الأوقاف السبق، عضو هيئة كبار العلماء- لفهمه الواسع والمستنير فى مؤلفاته النافعة.
فى جوف الكعبة
* ما هى أسعد لحظات حياتك وشعورك وأنت فى جوف الكعبة وزيارة الرسول؟
** من أسعد لحظات حياتى يوم أن حصلت على المركز الأول فى القرآن والتفسير فى مسابقة إيران العالمية، كما شاركت فى مصر 1997م وحصولى على المركز السادس بالمسابقة العالمية، وأتذكر فى تلك الرحلة أننى زرت الأهرامات وبهرت بها، كما ازدات سعادتى عندما شاهدت الأزهر الشريف على الطبيعة، وحين دخلت المرصد العالمى بالأزهر ذهلت بكل شئ بداخله، إبهار وإعجاز ونظام بديع يستحق أن يكون مزارا عالميا.
ولا أنسى يوم قمت بزيارة الحرمين الشريفين ودخلت جوف الكعبة، وزيارتى لسيدى رسول الله، حيث كان شعور لا يوصف- وهنا بكى- وتوقف ثم أكمل: فكل مؤمن له شعور مستقل،
واستشعرت أنى مع حضرة النبى ومع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
التلاوة المصرية
* وأخيرا، هل تتابع دولة تلاوة القرآن المصرية؟
** نعم، نتابع قراء مصر القدامى والجدد بشغف، حيث نشاهدهم على الطبيعة من خلال دعواتنا لهم، إضافة إلى متابعتنا الدائمة لأعلام التلاوة المصرية حيث أعشق الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد الذى أعتبره عشقى الأول، كما نحب السيد متولى والشيخ راغب مصطفى غلوش وغيرهم.