الحفاظ على اللغة العربية.. أمانة في أعناقنا
د. حنفى جبالى: الأمن القومي العربي كلٌّ لا يتجزَّأ
مصطفى ياسين
شهدت “قُبَّة برلمان النواب” مناقشة وبحث عدد من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية الساخنة التى تعيشها الأُسر المصرية، بل الأمة العربية بأكملها، وتبارى فيها النواب- باعتبارهم ممثلى الشعب- للحديث باستفاضة وصولا إلى ما يحقق آمال وطموحات كلّ أفراد المجتمع.
ففي سابقة برلمانية جديدة، مجلس النواب يستغرق ١٢ جلسة عامة لمناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد من حيث المبدأ، تحدث خلالها نحو ٢٥٠ نائباً لعرض كافة الرؤى من مختلف الانتماءات الحزبية والمستقلّين، وبحضور الوزراء المعنيين وممثّلي الجهات ذات الصِلة، لتوضيح رؤيتهم حوله، وسط تأكيد أن مشروع القانون وثيقة قانونية تستلهم روح العصر ومبادئ الدستور وتعكس توجّه الدولة في بناء مجتمع يُعْلِي من شأن العدالة ويؤمن بحقوق الإنسان والمواطن.
وأكد المستشار د. حنفى جبالى- رئيس مجلس النواب-أن مناقشة مواد مشروع القانون تسير على نفس النهج من التأنّى والدقَّة لاستيعاب كافة المقترحات والآراء وفقا لأحكام الدستور والقانون
وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية وتوسعة مظلّة الأمان الاجتماعي وكفالة حقوق الفئات الأولى بالرعاية، وافق المجلس على مشروع القانون المقدّم من الحكومة بإصدار قانون الضمان الاجتماعي في مجموعه.
الأمن القومي العربي
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، أكد رئيس مجلس النواب، أن الأمن القومي العربي كلٌّ لا يتجزَّأ، وأن أمن واستقرار سوريا أمر حيوي لمصر، مشيداً بإدارة السيد رئيس الجمهورية بحكمة فائقة للتحديات الجسيمة التي تشهدها المنطقة.
ووصف العلاقة التاريخية الراسخة بين مصر وسوريا بقوله: إنها تجعل من أمن واستقرار سوريا أمراً حيوياً لمصر ومرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بأمن مصر القومي وبالأمن القومي العربي، لافتاً إلى أن موقف مصر من الأزمة الممتدة التي عاشتها سوريا الشقيقة كان- ولايزال- موقفاً تحكمه اعتبارات الحفاظ على الأمن القومي العربي ويستند إلى ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وضمان سيادتها على أراضيها ورفض التدخلات الأجنبية في شئونها واحترام خيارات الشعب السوري الشقيق.
وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أدار بحكمة فائقة التحديات الجسيمة التي تشهدها منطقتنا وأمّتنا العربية سعياً منه لحماية مصر من الوقوع في أتون الصراعات الإقليمية التي تهدد استقرارها.
وأعلن أنه من تحت “قبة مجلس النواب المصري” نُدين الممارسات الإسرائيلية السافرة في الجولان السوري المحتل والتي تمثِّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومحاولة مرفوضة لتكريس الاحتلال وتوسيع رقعته، لافتاً أن مصر تبنَّت موقفاً متوازناً تجاه الأزمة السورية وحرصت على الحفاظ على قنوات التواصل المفتوحة مع جميع الأطراف والقوى السياسية والاجتماعية السورية، كما احتضنت مصر الأشقاء السوريين بكل احترام ورحابة في مشهد يعكس أسمى معاني التضامن والتآزر.
وأكد “د. جبالى” أنه في ظل ما تواجهه حدودنا من تهديدات مباشرة وغير مباشرة يظل الجيش المصري سدّاً منيعاً يذود عن كرامة الوطن وسيادته بكل شجاعة وتفان، واضعاً نُصْبَ عينيه حماية كل شِبْر من أرض مصر وتوفير البيئة الآمنة التي تمكّن الدولة من التركيز على تنميتها ودورها الريادي إقليمياً ودولياً.
الضمان الاجتماعي والدعم
كان مجلس النواب قد استأنف مناقشة مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي، يهدف إلى تحسين شبكة الأمان الاجتماعي وتوسعة مظلّة الضمان الاجتماعي، وكفالة حقوق الفئات الأولى بالرعاية وتوفير أقصى حماية ممكنة لها كـ”ذوي الإعاقة والمسنين والأيتام”، وتبنّي منهج الدعم المشروط بهدف الاستثمار في البَشَر وتحسين مؤشّرات التنمية، من خلال إلزام الأُسر المستفيدة بمتابعة برامج الصحّة للأم والحامل والأطفال، بالإضافة إلى التحقّق من تعليم الأطفال وانتظامهم في المدارس أو الجامعات، كما يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بتبنّي قواعد الاستهداف وتحديد مستوى الفقر للأسرة من خلال معادلة اختبارية تقيس مؤشّرات الفقر وآليات الاستحقاق، فضلاً عن تمكين المرأة المصرية من زيادة المشاركة في سوق العمل وتحسين رعايتها الصحية والإنجابية.
وشهدت الجلسة مناقشات موسعة ومستفيضة بشأن مواد مشروع القانون، حيث رفض المجلس مقترحاً بحذف مرتكبي جرائم ختان الإناث والزواج المبكّر والتعدي على الأراضي الزراعية من حالات وقف الدعم النقدي الوارد بمشروع قانون الضمان الاجتماعي الجديد بحجّة أن ذلك يعدّ ازدواجاً فى العقوبات.
وأوضح د. جبالي أن التعدّي على الأراضي الزراعية وختان الإناث والزواج المبكر من الأمور المجرّمة بقوانين أخرى وقد أقسم جميع النواب قبل اكتسابهم العضوية على احترام الدستور والقانون، مضيفاً أنه لا توجد ازدواجية في العقوبات على هذه الجرائم لأن رفع الدعم عن المخالفين للقانون ليس عقوبة، وأكد أن الدعم الموجود في هذا المشروع بقانون دعم استثنائي توجيهي من الدولة للمواطن غرضه الرئيسي التنمية وليس دعماً مطلقاً، مشدّداً على حرص مجلس النواب الدائم على مصلحة المواطن المصرى في إطار الالتزام بأحكام الدستور.
يوم الفُصْحَى
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أكد د. جبالى، فيها أن العربية الفصحى سِحْرٌ أودعه الله فى كلمات تنبض حياة وتفيض نوراً، فهى لغة حملت بين طياتها بياناً ما بعده بيان، لغة كانت ولا تزال حاملة لرسالة السماء فى الأرض، مؤكّداً أن الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية جسيمة، وعلينا أن نعيد الاعتزاز بها ونشجّع أجيالنا على التحدّث بها والتمسّك بها في كل مناحي الحياة، وعلينا أن نعي جيداً أنها إرثنا الذي نفاخر به، كما أنها أمانة في أعناقنا، نحملها للأجيال القادمة.
ورُفعت الجلسة العامة، على أن يعود المجلس للانعقاد صباح الأحد 29 ديسمبر.