بقلم الدكتورة أسماء جلال
استاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر
اليوم السادس من يناير تحل ذكري ميلاد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، -حفظه الله- العالم الرباني مستنير الفكر، الداعي إلى قيم الإسلام السمحة والوسطية المعتدلة.
تميز فضيلته بعقيدته المعتدلة وفكره الإصلاحي الذي لا يميل إلى التشدد ولا يقبل التفريط، حيث عمل على ترسيخ قيم العقل والانفتاح على الآخر، وقاد جهودًا حثيثة لنشر السلام والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان، فضلًا عن المساهمة في ترسيخ ثقافة العيش السلمي ونبذ الأفكار المنحرفة والمضللة، والتي تبلورت في “وثيقة الأخوة الإنسانية” من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقع عليها فضيلة الإمام الأكبر والكنيسة الكاثوليكية، والتي أكدت على أهمية قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام والحفاظ عليه والتصدي لخطاب الكراهية والتمييز، ووقف الصراعات والحروب.
وكذلك تضامن الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر مع الفضية الفلسطينية بعد حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة عقب عملية «طوفان الأقصى»، وبعد وقوع أحداث السودان الدموية دعا فضيلته إلى بذل المزيد من جهود علماء السُّودان وشيوخه وحكمائه للإسهام في حقن الدّماء، وتوحيد الصّف، وجمع الشمل، وإخماد نار الفتنة، والحفاظ على السودان ومقدراته.
وانطلاقًا من أن الإسلام رسالة عالمية؛ احتضن الأزهر طلاب العلم من مختلف دول العالم وشتى بلدانه، وقدم جهودًا كبيرة في سبيل دعم الطلاب الوافدين ورعايتهم، وإمدادهم بالعلوم العربية والشرعية، وعمل على نشر منهجه الوسطي من خلال طلابه الذين يعدون بعد تخرجهم سفراء الأزهر إلى بلدانهم.
وقد حرص فضيلته على تقديم الدعم المالي والصرف على المنح الدراسية للمستحقين منهم، وغير ذلك الكثير من المواقف النبيلة التي خلدت اسمه واستحق فضيلته لقب “إمام السلام”. حَفِظ اللهُ الإمامَ الأكبر ورعاه، وبارك في علمَه وعملَه ومسعَاه، وأيَّده وسدَّده.