بقلم الدكتور: هاني تمام
أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر الشريف
بعد الإعلان عن وقف الحرب في غزة ظهرت لنا بعض الأمور المهمة الواضحة التي ينبغي التنبيه عليها.
١) قوة وصلابة شعب فلسطين وجهادهم ودفاعهم عن أرضهم وتمسكهم بها رغم المعاناة الشديدة التي عاشوها طول الفترة السابقة ، وهذا باعتراف الأعداء أنفسهم.
٢) بعد تنازل العدو عن غطرسته وموافقته على انتهاء الحرب رغم التصريحات العنترية السابقة، فهذا دليل واضح على هزيمته وخيبته وانتصار شعب غزة، وقد اعترف العدو بذلك، فقد كانت خطته تهجير أهل غزة والاستيلاء على أرضهم، وهو ما لم يحصل بفضل الله تعالى، ومهما حدث من خسائر في هذه الحرب إلا أن مخطط العدو كان أعظم وأخطر من ذلك بكثير، فلله الحمد على كل حال.
٣) ظهر لنا وبوضوح كامل ، شرف ونزاهة رئيسنا الوطني المحترم الرئيس ( عبد الفتاح السيسي) أكرمه الله وأعزه، الذي عرف أبعاد الموضوع من البداية، وكان وما زال هو العقبة الكبرى أمام حلم الأعداء حيث قال بوضوح تام أمام العالم كله وفي تحدٍ واضح وصريح ( لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة مهما حدث ) مع كثرة الإغراءات التي عُرضت عليه ، وشدة التضييق على مصر وشعبها من كل الجوانب ، وهذا دليل واضح على قوته ونزاهته وثقته في الله تعالى ، وقد اعترف أهل غزة أنفسهم بالفضل والجميل للرئيس السيسي ودره الكبير في وقف الحرب ، وهم أدرى الناس بهذا الأمر من غيرهم، فلا مزايدة في هذا الأمر.
وسيشهد التاريخ بهذا الموقف النبيل العظيم للرئيس السيسي ويخلده بحروف من نور، مهما حاول المغرضون التشكيك فيه والنيل منه ، فما كان لله دام واتصل.
٤) اليقظة التامة والنزاهة الكبيرة والحرفية العالية لجهاز المخابرات العامة والحربية في التعامل مع هذه القضية، فمما لا شك فيه أن حروبا شرسة وضغوطا وجهودا كبيرة كانت وما زالت تحدث في أروقة المخابرات حتى نصل لهذه النتيجة، ولهذه الأجهزة فضل كبير ودور عظيم في وقف نزيف الدم وانتهاء الحرب وعدم التهجير، فلهم منا كل شكر وتقدير.
٥ ) دور مصر العظيم بقادتها وأجهزتها وشعبها في القضية الفلسطينية ودعمها وعدم التخلي عنها مهما حدث منذ بدأت وحتى الآن، وجهود مصر في الماضي والحاضر لا ينكرها إلا جاحد، وستظل مصر هي الدرع الواقي وخط الدفاع عن فلسطين حتى يأذن الله بالفرج.
٦ ) فضل الله الكبير علينا أن أنعم علينا بجيش مصر العظيم الذي مدحه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي جعله الله سدا منيعا وحصنا حصينا للدفاع عن البلاد والعباد ضد أي معتدٍ أو غاصب، فما كان لهؤلاء المجرمين وغيرهم ممن يقف بجانبهم من القوى العظمى السكوت عن مصر وشعبها لولا معرفتهم بقدر جيشنا العظيم.
وأخيرا : لم يشكر الله من لم يشكر الناس ، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.
كل الشكر والتقدير لكل من ساهم في وقف هذه الحرب وتخفيف المعاناة عن أهلنا في غزة وعدم تهجيرهم من وطنهم.
حفظ الله مصر وشعبها
حفظ الله الرئيس السيسي
حفظ الله أهل غزة وعوضهم بالخير ونصرهم