بقلم: جهاد شوقي السيد
مع بداية العد التنازلي لحضور الضيف العزيز على قلوب الأمة الإسلامية، شهر الرحمة المغفرة والقلوب الطيبة، شهر رمضان الكريم، تبدأ البيوت المصرية للتجهيز لهذا الشهر وحصر احتياجات الأسرة في هذا الشهر حتى يتسنى لهم استضافه الأحباب والأقارب وصلة الرحم والتجمع حول المائدة ومشاركة الطعام بعضهم البعض، فشعب المصري يتصف بالكرم حتى في ظل الأزمات المالية الساحقة والمتتالية ولكن كما تقول الأم المصرية بالغه العامية “ربنا ما يقطعها عاده” فتتحمل الأسر الضغوطات المالية حتى تنعم بالجو الأسري والترابط في هذا الشهر.
ونجد التجار على الجانب الآخر تستعد ولكن ليس للشهر الكريم، بالاستغلال جيوب المصرين وتنظيفها من المال، متحججين بأن الأسعار في زيادة علي الجميع ولكن… إذا كانت السلعة تمت زيادتها بنسبة ٢% -على سبيل المثال- فنجد التجار تضاعف هذه الزيادة بنسب تتخطاه ٢٠%.
وفي محاولة للالتفاف علي هذه المؤامرة، تحاول الأسر المصرية الاستعداد قبل الشهر الفضيل بمده كافيه، للهروب من جشع التجار، ولكن نجد الأسعار من بداية شهر رجب في زيادة متسارعة، حتى يمارس التجار هوسهم بتضييق الخناق على الأمة المصرية ككل، ونجد هذا العام أيضا تجهيزات من الدولة في توفير السلع بالمجمعات الاستهلاكية حتى لا يحدث أزمات في بعض السلع كما حدث العام الماضي من أزمة اختفاء السكر قبل رمضان.
ولكن يجب أن تقوم الدولة بواجبها الرقابي والمهم جدا في هذه الأيام، وتتصدى لجشع التجار، وألا تكتفي بفتح الأسواق البديلة فقط، فلم يعد في استطلاعنا تحمل الأعباء الاقتصادية وحدنا، وترك هؤلاء التجار ينهشون جيوب المواطنين.
وعلي التجار أن يعلموا أننا نعيش في وطن واحد وفي دائرة مغلقة فعندما ترتفع الأسعار عليهم وعلى الشعب فلن يجد الشعب حلا إلا الابتعاد عن الشراء، فتصيب سلعهم الركود والعطب ولن يحصل أحد على نفع من وراء هذا، فعلينا أن نتحلى ببعض الأخلاق والنزاهة.
فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة للرجل السمح في معاملاته اليومية، حيث قال في الحديث الشريف: “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشتري، وإذا اقتضى” رواه البخاري.
وقد كثرت الأحاديث الشريفة التي تحث التجار علي الأمانة ،فقد قال النبي صلي الله عليه “لا يحل لأحد بيع شيئا إلا بين ما فيه، ولا يحل لأحد يعلم ذلك إلا بينه ” وايضا “من غشنا فليس منا” وعلينا الاستعداد للشهر الكريم بالأخلاق الحميدة وليس الجشع والغش.