للمسلمين، ومركز إشعاع حضارى للعالم كله.. لا نقول هذا الكلام تباهياً وافتخاراً، ولكننا فقط نذكر بأن القرآن الكريم ذكر اسم مصر أكثر مما ذكر أى مكان آخر ومنًّ عليها بنعمة الأمن والأمان والاستقرار..
انظروا إلى قول الله تعالى فى سورة يوسف «فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .»
وأوصى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأهل مصر خيراً.. ووصف أهلها بأنهم خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط إلى يوم القيامة.
نقول هذا لا لكى نمن على الإسلام أو على الأمة الإسلامية والعربية بل الله سبحانه وتعالى يمن علينا أن هدانا.. وإنما ذكر لأننا ننسي، ولأننا أحيانا فى غمرة المشكلات أو الهجوم نتجاهل حقائق التاريخ بل وحقائق القرآن الكريم وهى الحقائق الإيمانية الباقية أبداً والتى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
إن الرباط الذى يربط مصر بمحيطها العربى والإسلامى والأفريقى هو رباط وثيق لا ينقطع ولا يبلى لأنه رباط الرسالة والنور، رباط التاريخ والمستقبل.. رباط المباديء الباقية وليست المصالح الزائلة، وإذا كانت هناك بعض الغيوم التى ظللت سماء العلاقات بين مصر وأخواتها فى أفريقيا وغيرها فإن السياسة الحكيمة التى تبنتها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى قد قشعت هذه الغيوم المتراكمة وأتاحت لضوء الشمس أن يخترق الحجب وأن يسمح لزهور المحبة أن تنمو ولعلاقات الأخوة أن تزدهر فى جو صحى وصحيح.
إن ما يسعى إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من التضامن المصرى مع أفريقيا هو تحقيق الريادة لمصر فى بناء جسور التواصل الإنسانى وإيمانها الكامل بأن التواصل والحوار هما الركيزة الأساسية للسلام والأمن العالمى الذى نسعى لتحقيقه.. وليس أدل على ذلك مما نشاهده الآن على أرض مصر من بناء جسور التواصل الإنسانى ليس مع أفريقيا فحسب ولكن من القمة العربية الأوروبية إلى منتدى الشباب العربى الأفريقي. إلى منتدى شباب العالم.. إيماناً من قيادتها بأن التواصل والحوار هما الركيزة الأساسية فى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمى وإقرار سبل الحوار بديلاً عن الصدام.
وإذا كان من حقنا أن نتفاءل بالعلاقات الطيبة بين مصر وأفريقيا ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.. فلنا أن نتفاءل خيراً بمكانة القاهرة الكبيرة وسط الأشقاء الأفارقة لبناء علاقات الثقة والتعاون مع الأشقاء فى القارة السمراء وهو ما بدأت مصر تجنى ثماره بشكل كبير فى كافة المجالات.
قال تعالي: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم .» صدق الله العظيم