محمد نوار:
الإذاعة المصرية ” صوت الوطن والمواطن ” والتاريخ خير شاهد
“المسلماني” يتملك رؤية طموحة لتطوير شامل..ونحن معه لتنفيذها
إلغاء الإعلانات بإذاعة القرآن ومنع العرافين من إعلامنا..قرار جرئ
لدينا 8 شبكات تقوم بدورها التنويري الوطني في الداخل والخارج
خطة شاملة لتطوير شبكة القرآن الكريم الأوسع انتشارا وتأثيرا
تراثنا الإذاعي عظيم.. وتصدينا بالقانون لمحاولات سرقته
أنا امتداد لجيل من رواد وقادة الإذاعة الخالدة بخلود مصر الأزهر
حوار
جمال سالم
محمد الساعاتي
يعد الحديث مع الرائد الإذاعي الكبير محمد نوار ممتعا.. فهو يتحدث بالوقائع والأرقام حول مسيرة الإذاعة المصرية العريقة، وفوق هذا يعتز بعمله الإذاعي وقيادته لإذاعة تمثل ” صوت الوطن والمواطن” عبر التاريخ منذ 1934 عندما أنطلقت بصوت الشيخ محمد رفعت، والجملة الشهيرة للإذاعي الكبيرة احمد سالم ” هنا القاهرة ” حتى الآن.. فهو معترف بجهود من سبقوه وأنه جاء ليكمل البناء التاريخي ليظل أسمه محفورا بجانب رواد الإذاعة وقادتها عبر التاريخ.. التقه ” عقيدتي” وأجرت معه هذا الحوار من القلب وطرحت عليه كافة القضايا الحيوية، فماذا كانت ردوده؟!
تشكل الإذاعة شريكاً أساسياً لكل نجاح وإنجاز تحققه الدولة، فتقوم بنقل الخبر بكل مصداقية من خلال جنودها الذين يسعون دائما إلى أن يكونوا داخل الحدث ونقله أولاً بأول، ورغم التاريخ العريق إلا أن مستقبل الإذاعة واعد وحققت دوراً كبيراً خلال الخمس سنوات الماضية فى أفريقيا، وذلك بعد أن تم بث ترددها على الأقمار الصناعية fm، بدول أفريقيا، وذلك بتوجيهات رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ونعمل فى المستقبل بشكل كبير على الوصول الى دول آسيا، ورغم ذلك فإن هدفنا تطوير كل محطات الراديو أولاً بأول بأقل التكاليف الممكنة».
الإذاعة المصرية بدأت بدورها التنويرى والتثقيفى عام ١٩٣٤، حتى جاء الرئيس جمال عبد الناصر وقدم كل الدعم المالى والمعنوي، واستمرت لسنوات طويلة وهى تعمل على حشد الشعب خلف القيادة السياسية، وأصبحت الإذاعة وخصوصاً «صوت العرب» صاحبة دور كبير فى تحرير الدول العربية حتى وصلت فى تغطيتها إلى أمريكا اللاتينية وآسيا، وعندما جاء بث التليفزيون عام ١٩٦٠، توقع الكثير أن دور الإذاعة سوف يتراجع، ولكن ما حدث هو العكس وظلت فى الصدارة وأصبحت منارة المستمع، وقمنا بتغطية كل المحافظات.
الإذاعة المصرية الآن تمتلك ثمانية شبكات، ولا يوجد لها منافس، فهى رائدة على مر العصور، وتظل أهم شبكة فيها وأكثرها استماعاً هى إذاعة القرآن الكريم التى يتابعها أكثر من ستين مليون مستمع، وتحقق أعلى نسبة إعلانات بين كل محطات الإذاعة، رغم تقنين الإعلانات بها، وقمنا بتجديد الخطاب الدينى الذى يذاع بها.
** تم خلال شهر فبراير الاحتفال عالميا باليوم العالمي للإذاعة ، فماذا تمثل الإذاعة بالنسبة لكم؟.
** يحتفل باليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، وهو اليوم الذي أعلنته منظمة يونيسكو في عام 2011 بعد أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا في 14 يناير عام 2013، والاحتفال بهذا اليوم العالمي للإذاعة يذكرنا بعراقة الإذاعة المصرية التي قاربت القرن إلا سنوات قليلة حيث أنشئت عام 1934، وقامت خلال تاريخها المديد والعظيم بأدوار تثقيفية توعوية وتنويرية وترفيهية، وعايشت وسجلت تاريخ مصر في السراء والضراء، فهي سجل مسموع وتراث عظيم لتاريخ الوطن المصري والعربي والإسلامي، منذ أن بدأت ب” هنا القاهرة” بهذه الجملة الشهيرة للراحل أحمد سالم، انطلق أثير الإذاعة المصرية في 31 مايو عام 1934، بصوت القارئ العظيم محمد رفعت، وكانت أول الأسماء التي شاركت في هذا اليوم كوكب الشرق أم كلثوم والفنان الراحل محمد عبدالوهاب والشاعر علي الجارم، وحرصت كل القيادات السياسية في كل العصور على دعم الإذاعة المصرية بشكل لا متناهى “مادى ومعنى” وكل أنواع الدعم لأنها ” صوت الوطن والمواطن”
تاريخ الوطن
** تؤكدون أن الإذاعة المصرية سجل لتاريخ الوطن، فنرجو عرض أمثلة أخرى لذلك؟.
** هذا تاريخ إذاعي عظيم نفخر به، فمثلا عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 حرص قادتها على إعلان قيامها من خلال ميكرفون الإذاعة ، وجاء الرئيس جمال عبدالناصر ومعه رجال الثورة الذين أدركوا قيمة وأهمية الميكروفون حيث امتد تاثيره خارج إطار مصر وانتقل إلى المنطقة العربية والقارة الإفريقية بل وأمريكا اللاتينية، بالتالي تعدى الحدود بما يفوق الخيال في هذا التوقيت، وهذا يؤكد أن الإذاعة المصرية كانت دائما وأبدا مصاحبة للوطن وتاريخه في كل مراحلها، فمثلا عندما بدأت حرب 1948 إلى ثورة يوليو 1952 إلى العدوان الثلاثي إلى حرب اليمن إلى حرب الاستنزاف إلى أن جاءت حرب أكتوبر المجيدة، وكان الدور المهم والأكبر للإذاعة المصرية في هذه الحرب التي أعادت الثقة لمصر والشعب والمواطن، وكل هذه الوقائع وأكثر حتى اليوم تراث مسجل يجسد تاريخ مسموع لمصر العظيمة
كتيبة الإعلام
** تؤكدون أن الإذاعة المصرية تعد من أهم جنود كتيبة الإعلام المصري في مساندة وإظهار جهود الرئيس السيسي في معركة البناء في الجمهورية، نود إلقاء الضوء باختصار على هذا الدور؟.
** نحن الآن في المرحلة الأهم والدور الأكثر أهمية لأنه منذ أن تسلم القائد الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر في 2014 وتقع على عاتقنا المهام الأكبر وهي الوقوف بجانب وبجوار القائد في معركة البناء، إذ نقف بجانبه دائما وننقل على الهواء مباشرة افتتاح المشروعات القومية العملاقة والإنجازات، مما يؤكد أن الإذاعة المصرية كانت ومازالت وستظل منارة ترسم تاريخ الأمة الإذاعة المصرية التي تحولت إلى منارة الإعلام لترسم تاريخ الأمة، ومازالت أسماء البرامج الشهيرة تتعلق بالأذهان العديد من الأجيال مما يؤكد أن كل الأجيال كانت ومالزات وستظل مرتبطة بالإذاعة كمصدر للمعلومة والتعلم رغم وجود وسائل حديثة
أؤكد بكل فخر واعتزاز أن للإذاعة المصرية دور كبير في دعم القيادة السياسية بمساعدة الرئيس السيسى فى مشروعاته فى الجمهورية الجديدة، حيث بدأ منذ توليه المسئولية قيادة سفينة الوطن وسط أمواج عاتية داخليا وخاريجيا، واستطاع بشهادة الجميع عالميا تحقيق نهضة عمرانية وصناعية، ونحن كإذاعة نقلنا هذه المشروعات ونتابع استمرار المشروعات والنتائج الإيجابية لها، والدور الثانى أن تظل فى دورها فى التنوير والتثقيف والتوعية للمواطنين.
كنا وما زلنا دائمًا بجوار الرئيس السيسي، ننقل على الهواء مباشرة افتتاحات المشروعات القومية العملاقة والإنجازات، نحن الوسيلة الوحيدة التي تتابع المشروع على مدار أيامه ولا نكتفي فقط بنقل افتتاح مشروع أو حدث، لكن نغطي التطورات من خلال 8 شبكات إذاعية، ونساند وندعم القائد، وهناك صناعات ثقيلة مثل الحديد والصلب والسيارات وغيرها ولكن الصناعة الأهم هي صناعة الاستقرار والأمن وهو ما قام به الرئيس على مدار سنوات ودورنا ترسيخ هذه الصناعات ونقلها بصورة إيجابية حقيقية دون مجاملة أو تجمل.
قرارات جريئة
** هذا التراث العظيم كيف ترى اهتمام القيادة الجديدة لللهيئة الوطنية للإعلام بقيادة الإعلامي أحمد المسلماني به؟.
** يسعدني جدا أنني ألمس اهتماما كبير من الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، بإحياء التراث، والعمل على عرض هذا التراث باستخدام الطرق التكنولوجية الحديثة، ولديه تطلعات وآمال كبيرة لماسبيرو، وهو رجل قرارات جريئة وفورية، وظهر ذلك منذ اليوم الأول، من خلال جولاته فى الإذاعة والتلفزيون وقطاع الأخبار والنايل سات، فهو يعمل منذ البداية بجهد منقطع النظير، وقراراته حاسمة وغير مسبوقة، وأهمها: منع الاعلانات بإذاعة القرىن الكريم، وكذلك قرار وضع قناة النيل للأخبار على تردد إذاعى، وهذا بالنسبة لنا كإذاعيين، هذا قرار مهم جدًا، لأنه يؤكد مدى أهمية الإذاعة ومدى انتشارها، هناك محطات إذاعية عالمية تعد نموذجًا للراديو لمحطات تليفزيونية، كما أن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يتبنى خطة واضحة لإحياء التراث الإذاعى من جديد، بما يشمل إعادة التعاون مع شركات عالمية لعرض التراث بصورة تليق به، وتم اتخاذ إجراءات دقيقة للحفاظ على هذا التراث وتأمينه، مع توفير الدعمين المادى والمعنوى لتنفيذ هذه الخطط، وكشف أن التسجيلات النادرة وكنوز ماسبيرو سيتم إذاعتها على كل الشبكات الإذاعية، بما يتيح للمستمعين التمتع بهذا التراث العريق.
إعلانات إذاعة القرآن
** ما هو انطباعك عن قرار إلغاء الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم؟.
** هذا القرار تاريخي ومهم وطال انتظاره من المستمعين لسنوات طويلة، وهذا القرار جاء بناءً على طلبات الجمهور، وتبناه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام شخصيًا، ودعمه مجلس إدارة الهيئة بعد دراسة متأنية، وهذه الخطوة تأتى ضمن جهود تطوير شبكة القرآن الكريم وتحديث الخطاب الدينى، كذلك التعاون والتنسيق بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام أثمر عن اتفاق مع وزارة المالية لتعويض قيمة الإعلانات التي كانت تتجاوز أربعين مليون جنيه، ما يسهم فى استمرار تطوير الإذاعة وتحقيق رضا المستمعين، وأكرر شكري للأستاذ المسلمانى على مجهوداته فى صدور قرار نقل الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة، ووقف بثها ابتداءً من الأول من يناير ٢٠٢٥.
منع العرافين
** ماذا عن قراره بمنع العرافين والمنجمين من الظهور فى التلفزيون والإذاعة؟.
** هذا قرار تاريخى يؤكد أن المرحلة القادمة فى الإعلام المصري تبشر بكل خير، وكما يقال «الكتاب يُقرأ من عنوانه»، وأن كل الاختيارات فى محلها، بدءًا من المهندس خالد عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والصورة فى الإعلام مضيئة ومشرقة.
تطوير شامل
** ما هي خطة تطوير إذاعة القرآن الكريم؟
**هناك خطة تطوير شاملة لإذاعة القرآن الكريم ضمن جهود تطوير الخطاب الدينى تم العمل عليها منذ سنوات وتم تشكيل لجنة لتطوير إذاعة القرآن الكريم كانت مكونة من الإعلامى الكبير محمد عبدالعزيز- رحمه الله- أحد مؤسسيها، ومحمد أبوالوفا، والدكتور عبدالصمد الدسوقى، وحسن مدنى، رئيس شبكة القرآن الكريم الأسبق، وإسماعيل دويدار الرئيس الحالى للشبكة، وأوصت اللجنة بتخفيض البرامج من ٦٠ إلى ٤٠ برنامجًا، وزيادة الساعات القرآنية من ٦٠ إلى ٨٠٪ من البث اليومى للشبكة، وتم تطوير البرامج والعلماء المتحدثين فى الإذاعة، كما تمت الاستعانة بعلماء شباب من الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف وجامعة الأزهر ودار الإفتاء.
التصدي للسرقة
** عام 2023 تعرض محتوى إذاعة القرآن الكريم للسرقة، فما هي الحكاية؟.
** المسئولون عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمواقع الإلكترونية التابعين للإدارة العامة للمتابعة بالإذاعة، رصدوا تطبيقًا يتضمن محتوى إذاعة القرآن الكريم، وعليه كثافة متابعة من المواطنين، وقامت إدارة المتابعة قدَّمت مذكرة وحولتها إلى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أنذاك الأستاذ حسين زين، والذي بدوره وجَّه الشئون القانونية المركزية باتخاذ الإجراءات اللازمة وحرروا محضرًا في شرطة المصنفات، التي تفاعلت مع الأمر وخلال ساعات قليلة جدًا تم تحديد من أنشأ التطبيق وتم ضبطه في نيابة كفر الشيخ، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، وتم حذف المحتوى الذي سُرق من إذاعة القرآن الكريم من محتويات التطبيق، وأي محاولات للسرقة يتم توجيه الشئون القانونية للقيام بدروها في الحفاظ على حقوق الإذاعة في إطار قوانين الملكية الفكرية والتي تتم حمايته بموجب القانون والدستور، وهناك استجابة سريعة من وزارة الداخلية في الحفاظ على التراث وأموال الهيئة الوطنية للإعلام، لأن هذه كنوز من التراث وخسائر مالية فادحة للهيئة، ولهذا يوجد في الهيئة موقع موحد يعطي فرصة للمواطن الدخول على الموقع لسماع البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم، ومهما كانت وسائل الحماية فالمخترقون يكتشفون وسائل أحدث، والإذاعة تتخذ إجراءات الحماية والدور اللازم والملائم، ويتم تأمينه بقدر المستطاع، وهناك تعليمات مشددة بمتابعة كل من يتورط فى سرقة تراث الإذاعة واتخاذ إجراءات قانونية حاسمة ضده، الهدف من ذلك هو أن يكونوا عبرة لكل من يفكر فى تكرار هذه الجريمة، وهذه الكنوز ليست ملكًا لفرد، بل هى ملك لمصر وتاريخها.
الإذاعة خالدة
** عند ظهور التلفزيون ثم الفضائيات ثم التطور الهائل في وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي ظن الكثيرون أن عصر الإذاعة قد انتهى، فماذا تقول لهؤلاء الظانين أن افذاعة عاف عليها الزمن؟
** هذا الظن لا يؤمن به إلا من يجهل تاريخ وتأثير الإذاعة والتطور الكبير الذي شهدته عبر تاريخها لتاحافظ على تاريخها ومانتها وتأثيرها عبر الأجيال في الماضي والحاضر والمستقبل، فنحن في حالة حراك وتطوير شامل ومستمر، ولست مبالغا إذا قلت أن كل التطور في وسائل الاتصال المرئي والمقرؤ خدم الإذاعة حيث استثار قادة الإعلام الإذاعي لتطوير أنفسهم باستمرار وظهور كثير من أنواع البث الإذاعي الذي لم يكون موجودا في الماضي، ولست مبالغا إذا قلت أن الإذاعة تعد أسهل وأسرع وأرخص وسيلة إعلام في العالم، إذ تنتشر بقوة، والطلب يتزايد يوميا على محطات الإذاعة «إف إم» وعلى الترددات، وهذه حقائق مسجلة في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتدل على مدى أهمية الإذاعة والطلب المتزايد اليومي على المحطات.
المتأمل لتاريخ الإذاعة عالميا فقد بدأت فكرتها في مطلع القرن العشرين بمحاولات مختلفة، وكان لعام 1906 محاولات من مبتكرين عديدين لكن لم تصل إلى حد وجود إذاعة أو محطة إذاعية، وفي عام 1920 دُشنت إذاعة KDKA بشكل رسمي كأول إذاعة في العالم بالولايات المتحدة الأمريكية، وتزامن ذلك مع الانتخابات الأمريكية، ومن يومها حتى الآن ولا تزال الإذاعة وسيلة قوية تحتفي بها الإنسانية بكل تنوعها، فضلا عن كونها الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارا بسبب قدرة الإذاعة الفريدة على الوصول إلى الجمهور الأوسع مما جعل بمقدورها تشكيل تجربة المجتمع في التنوع وإتاحة ساحة عامة لكل الآراء، وساعد في ذلك قيام المحطات الإذاعية بتقديم مجموعة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتوى الغني وأن تكون مرآة صادقة لتنوع الجماهير في إطار مؤسساتها وعملياتها، فضلا عن أن الإذاعة تعد أسرع وأرخص وسيلة إعلام في العالم والطلب عليها يتزايد.
تراث عظيم
** تراث الإذاعة المصرية لا يقدر بمال، فما تفاصيله بالأرقام؟.
** مكتبات الإذاعة تحتوى على أكثر من 425 ألف شريط و30 ألف أسطوانة، بالإضافة إلى عدد كبير من شرائط أخرى مثل «CD وDVD»، يصل عددها إلى عشرة آلاف، وهذه الشرائط تتضمن مواد تراثية وبرامجية منذ عام 1934 وحتى اليوم، إلى جانب أكثر من ألفى مسلسل درامى تم إنتاجها بواسطة الإذاعة المصرية لكل النجوم الذين كانوا يتسابقون للتسجيل فى ماسبيرو، ولا يوجد نجم فى السينما أو التليفزيون أو المسرح إلا وكان له عمل فنى فى الإذاعة، مثل الفنان الكبير فؤاد المهندس الذي قدم أشهر برنامج فى العالم العربى وهو «كلمتين وبس»، كما قدم مع الفنان عبد المنعم مدبولى برنامج “ساعة لقلبك” وغيرهم الكثير جدا، هذا التاريخ كله محفوظ ويخضع لإجراءات تأمينية عالية، حيث تتولى مسئولية هذه المكتبات قطاع الهندسة الإذاعية فى الهيئة الوطنية للإعلام، كما أن الإذاعة تمتلك مكتبة تاريخية تضم جميع المواد التاريخية، بما فى ذلك خطابات الزعماء مثل الملك فاروق، ومحمد نجيب، وجمال عبدالناصر، وزكريا محيى الدين، وعبدالحكيم عامر، بالإضافة إلى تسجيلات إذاعية نادرة تم تأمينها على أعلى مستويات الأمان.
ثمانية شبكات
** نود إلقاء الضوء على شبكات الإذاعة المصرية – وخاصة شبكة القرآن الكريم – مما يؤكد تنوعها وشمولها
** تتكون الإذاعة المصرية من 8 شبكات إذاعية، وكل شبكة لها دور مهم سابق ولاحق، ومن أهمها شبكات إذاعة القرآن الكريم، والتي تحظى بأعداد مستمعين أكثر من 60 مليونا وتزداد يوميا، مما يؤكد أنها شبكة رائدة تتواكب مع روح العصر، هناك تطوير يواكب العصر في إذاعة القرآن الكريم كما وجه الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي على أهمية إبراز تطوير الخطاب الديني عبر هذه الشبكة العبقية التي لها مكانة خاصة في قلوب وعقول المستعمين داخل الوطن وخارجه، ولست مبالغا إذا قلت أن هناك من شركاء الوطن من يستمع إليها لمضمونها القيمي والأخلاقي المفيد للمسلمينو غير المسلمين، ومسيرة التطوير والتحديث مستمرة بلا حدود، فمثلا تم زيادة التلاوات القرآنية والاستعانة بمتحدثين شباب وبرامج من نوعيات جديد.
لدينا كذلك شبكة الشباب والرياضة التي تحظى بمتابعة كبيرة لاهتمام المصريين العميق بكرة القدم في مصر والمنطقة، وكذلك شبكة الإذاعة الموجهة أو الإذاعات الدولية والتي بدأت مرحلة جديدة منذ أعوام قليلة وتتحدث ب23 لغة، إضافة إلى الشبكة الثقافية والبرنامج الموسيقي والنخبة والبرنامج الأوروبي المحلي، بالإجمال فإن قائمة الإذاعات المصرية الأخهرى أهمها: إذاعة البرنامج العام وصوت العربة ، الشرق الأوسط، والقاهرة الكبرى، راديو مصر، والبرنامج الثقافي، والبرنامج الموسيقي، وإذاعة الأغاني، إذاعة الأخبار والموسيقى، وإذاعة الكبار،إذاعة البرنامج الأوربي، وإذاعة الكوميديا، إذاعة الدراما، إذاعة نغم وغيرها، وهناك شراكة مع الشركة المتحدة فى إذاعات راديو النيل، وهى 7 محطات إذاعية: 9090 وإذاعات راديو النيل وon سبورت FM، وما زلت وسأظل أؤكد أن الإذاعة أسهل وأسرع وسيلة إعلام وتنتشر بقوة وكثافة والطلب يتزايد يوميا على الترددات الاذاعية.
الإذاعات الموجهة
** ماذا شبكة الإذاعات الموجهة باعتبارها صوت مصر العالمي في الخارج وبلغاته المختلفة؟
** لاشك أننا نهتم اهتماما كبيرا بشبكة الإذاعات الموجهة أو الإذاعات الدولية حيث بدأت مرحلة جديدة قبل أعوام قليلة، ووصل الأمر غلى أنها الآن تتحدث بـ23 لغة، بجانب الشبكة الثقافية والبرنامج الثقافي والبرنامج الموسيقي وبرنامج النخبة والبرنامج الأوروبي المحلي، الذي يتحدث بـ7 لغات.
تاريخ من النجاح
** النجاح لا يأتي من فراغ، بل إنه امتداد لجهود وأبداعات من الأجيال، ولهذا كنوع من الوفاء إلقاء الضوء على تاريخ رؤساء الإذاعة السابقين الذين بجهودهم أصبح لها هذا التاريخ العظيم؟
** اعتز وافتخر بأنني امتداد لجيل عظيم من رؤساء الإذاعة المصرية وهم بايجاز:
-سعيد باشا لطفي من 1934/5/31 إلى 1947/12/22
-محمد بك قاسم من 1947/12/22 إلى 1950/8/15
-محمد حسني بك نجيب من 1950/10إلى 30 إلى 1952/8/12
-محمد كامل الرحماني من 1952/12/4 إلى 1953/11/23
-محمد أمين حماد من 1953/12/26 إلى 1966/5/2 (تولى فترتين)
-عبد الحميد فهمي الحديدي من 1966/5/2 إلى 1969/12/30
-محمد أمين حماد من 1969/12/31 إلى 1971/9/2
-عبد الرحيم سرور «ندبا» من 1971/5/16إلى 1972/4/6
-محمد محمود شعبان من 1972/4/7 إلى 1975/9/25
-صفية زكي المهندس من 1975/9/27 إلى 1982/12/11
-فهمي عمر من 1982/12/12 إلى 1988/3/5
-أمين بسيوني من 1988/3/6 إلى 1991/11/7
-حلمي مصطفى البلك من 1991/11/8 إلى 1994/8/7
-فاروق شوشة من 1994/8/8 إلى 1997/1/9
-حمدي الكنيسي من 1997/1/10 إلى 2001/3/18 من أهم الإنجازات افتتاح شبكة الإذاعات المتخصصة عام 2000
-عمر بطيشة من 2001/3/19 إلى 2005/3/18 من أهم الإنجازات تطوير الإذاعة والاهتمام بإذاعة الأغاني والتواصل مع المستمعين.
-إيناس جوهر من 2005/3/19 إلى 2009/6/25 ثاني سيدة تتولي مهام رئيس الاذاعه بعد الإذاعية صفية المهندس، من أهم الإنجازات تطوير المحتوي البرامجي، مد إرسال إذاعة الأخبار الي 24 ساعة، وإعادة بثها علي الموجة المتوسطة، ضم اذاعيين جدد وتدريب كوادر شابه لتولي القيادة.
-انتصار شلبي من 2009/6/25 إلى 2011/4/2 من اهم الإنجازات تطوير إذاعة الموسيقي والأخبار وافتتاح إذاعة راديو مصر، تراجع طفيف في الأداء التقني والبرامجي.
-إسماعيل الششتاوي من 2011/4/2 إلى 2013/2/6
-عادل مصطفى من 2013/2/7 إلى 19 / 7 / 2013
-عبد الرحمن رشاد من 20 / 7 / 2013 إلى 21 / 6 / 2015نادية مبروك من 2015 الي فبراير 2019م ، ثم العبد الفقير لله محمد نوار من مارس 2019م حتى الآن، وأنا امتداد لجيل من رواد وقادة الإذاعة الخالدة بخلود مصر الأزهر
مستقبل مشرق
** في النهاية: كيف ترى مستقبل الإذاعة في العالم كله وليس في مصر فقط؟.
** أؤكد بكل ثقة أن المستقبل للإذاعة، سواء في مصر أو العالم، لأنها ضمن الوسائل التي لن تنتهي أبدًا وستسير جنبًا إلى جنب مع مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، على عكس الصحف الورقية التي يمكن أن تختفي مستقبلا، والتلفزيون الذي قد يتحول إلى منصات مدفوعة الأجر، ودليلي على ما أقول أن الطلب المتزايد اليوم على الاتحاد الدولي للاتصالات لطلب محطات وترددات الـfm التي تنتشر بكثافة في دول العالم مؤشر إيجابي على أهمية الإذاعة والمستقبل الواعد الذي ينتظرها، الإذاعة أسهل وسيلة لنقل المعلومة والترفيه، لأنها بسيطة وغير مكلفة، والإذاعة بالنسبة لي ذكريات وحاضر مشرق ومستقبل أكثر إشراقا، الإذاعة المصرية الوسيلة التى ستظل أبد الدهر، وستظل تتقدم للأمام بخطى ثابتة، الإذاعة المصرية بعيدة عن فكرة الجمود وكل يوم فى تقدم وبدأت فى أدوار تثقيفية وتنويرية وتوعوية وظهر الدور السياسى لها