الدولة المستقلّة وعاصمتها القدس.. حق مشروع للفلسطينيين
العلاقات الثنائية تتميّز بـ”الرسوخ والثقة المتبادَلة”
رؤية مشتركة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار
كتب- مصطفى ياسين:
أكّد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وأكّدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها حقّه في إقامة دولته المستقلّة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصِلَة.
وأكّدا دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصفّ الفلسطيني، بما يضمن تفعيل مؤسّسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلّعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
وجدّد الزعيمان دعمهما الكامل لخطّة إعادة إعمار قطاع غزّة، وأعربا عن تطلّعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن تستضيفه القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع.
وأعرب الزعيمان، عن قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد في قطاع غزّة، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصّل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، والعمل على دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما أكّد الزعيمان على أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التي يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب في قطاع غزّة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتي لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة.
جاء ذلك خلال الجولة الخليجية التي قام بها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبدأها بزيارة رسمية إلى الدوحة ثم الكويت، في إطار العلاقات الأخويّة الراسخة، والروابط التاريخية المتينة، وحرْص البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق على مختلف الأصعدة.
وقد عكست المباحثات التي جرت بـ”الدوحة” في جو تسوده الأخوّة والتفاهم، عُمق العلاقات الثنائية، وما تتميّز به من رسوخ وثقة متبادَلة، حيث تناولت سُبُل تطوير التعاون في العديد من المجالات بما يعزِّز المصالح المشتركة ويفتح آفاقًا جديدة للتكامل والشراكة.
كما شدّد الزعيمان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويُسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم تطلّعات الشعبين الشقيقين.
وفي هذا السياق، أكّد الجانبان التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزْمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى ٧.٥ مليار دولار أمريكي، تُنفَّذ خلال المرحلة المُقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
كما عبَّر الزعيمان عن بالغ القلق إزاء استمرار النزاع المسلّح في السودان، وأكّدا على أهمية الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحْدة السودان وسيادته، ويضع حدًّا لمعاناة شعبه الشقيق. وأكّدا دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع.
ورحَّب الزعيمان باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكّدا دعمهما لأي مساعٍ سلمية تهدف إلى خفض التوتّر في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها. كما ثمَّنا الجهود الدبلوماسية التي تبذلها سَلْطَنة عُمان الشقيقة في هذا الإطار.
كما أعربت دولة قطر عن دعمها لترشيح د. خالد العناني، مرشح جمهورية مصر العربية، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والثقافية، وثقةً في قدرته على الإسهام الإيجابي في عمل المنظمة.
كما عبّر الجانبان عن ارتياحهما لما تحقق من تقدّم في العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وأكّدا على أهمية البناء على ما تم إنجازه، والدفْع بالعلاقات إلى مستويات أرْحب، في إطار من الاحترام المتبادَل والرؤية المشتركة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.