العلاقات بين مصر وقطر تشهد خلال هذه الفترة أوج ازدهارها، خاصة في ظل التعاون المشترك بينهما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة المستمرة في قطاع غزة وسعي كلا البلدين لوقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة مستدامة من خلال الزيارات المتبادلة واستضافة وفود من حماس والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الإطار الأخوي بين البلدين الشقيقين والعلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما، وفي ظل الوضع الحرج الذي تشهده المنطقة العربية؛ تأتي أهمية زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة قطر ولقاء أخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، الأحد الماضي، والتي تعبر عن مدى عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين مصر وقطر.
كما جاءت هذه الزيارة المهمة لتعزيز سبل التعاون المشترك فيما يخص المجالات الاقتصادية واستعراض المشروعات القطرية الاستثمارية في مصر وسبل التوسع فيها مستقبلاً، وهذا ما أكد عليه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري في العاصمة الدوحة لبحث فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
لقد قدر الله لي أن أقضي فترة من عمري في الدوحة، وأكمل دراستي في جامعة قطر عام 1986، عشت فيها فترة حكم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الأسبق، وكان محباً لمصر وشعبها بدرجة كبيرة، وكان يعمل بالجامعة الكثير من الأساتذة المصريين الذين تخرج على أيديهم الشباب القطري، وكذلك كان الحال في باقي المهن والوظائف المهمة مثل الصحة والتعليم.
ومن الأمور التي عايشتها هناك في الدوحة وما زالت عالقة في ذهني عشق الشعب القطري لمصر والمصريين بصورة كبيرة، فنحن كمصريين كنا نلقى كل الاحترام والمعاملة الحسنة، لا فرق بيننا وبين المواطنين القطريين في الحقوق والواجبات، وحتى الآن وبعد مرور أكثر من 35 عاما على رحيلي من هذه الدولة العزيزة على قلبي، لي أصدقاء ما زلت على صلة وعلاقة حسنة بهم نتبادل الزيارات والاتصالات واللقاءات الأخوية، ومنهم على سبيل المثال الكاتب والإعلامي الكبير والأكاديمي القدير الدكتور عبدالله فرج المرزوقي، الذي يعشق مصر عشقاً كبيراً، ويزور القاهرة كل عام مرات عديدة، ويجري لقاءات إعلامية في قناة النيل الثقافية وإذاعة صوت العرب، عن قطر ومصر والعلاقات الأخوية بين البلدين.
العلاقات بين مصر وقطر تسير في مسارها الإيجابي على المستوى الدبلوماسي، وهذا ما لاحظته من خلال متابعتي لما يقوم به سفير دولة قطر في مصر، سعادة طارق علي فرج الأنصاري، من نشاط وتعاون اجتماعي وثقافي ودبلوماسي مع جميع الوزارات والهيئات المصرية، ومنها على سبيل المثال احتفال السفارة القطرية بيوم اليتيم العربي وإقامة حفل إفطار في شهر رمضان الماضي ضم المئات من دور الأيتام في مصر حيث قام السفير بنفسه بتوزيع الهدايا عليهم ورسم البسمة على وجوههم تعبيراً عن روح الأبوة.
وأخيراً هذه العلاقة الممتدة بإذن الله تعالى بين البلدين الشقيقين، هو ما يتطلبه الوضع الحرج الآن في المنطقة العربية لتحقيق الاستقرار والأمن فيها، فالتعاون مع قطر يجلب الخير الكثير وخاصة في المجالات الاقتصادية.