كتبت- مروة غانم:
طالب المشاركون فى المؤتمر الدولى الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، بوجوب الاصطفاف الواعى خلف قيادتنا السياسية واجتناب أسباب التشرذم والشتات، وتكثيف الجهود نحو استثمار العقول والأفكار استثمارا جادا وفعالا يهدف الى صناعة العمران وحماية الأوطان، وخلق بيئة آمنة تتمدد فيها التنمية من أجل بناء إنسان ملتزم ومستقيم نفسيا وفكريا وصحيا.
أشادوا بمرونة الشريعة الاسلامية واستيعابها لجميع المستجدات والنوازل ومعالجتها بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد مع العناية بالجانب الانسانى فى صياغة الأحكام الفقهية وإبراز دور المنظومة التشريعية فى تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية.
وطالبوا بضرورة تحرك المجتمع الدولى لوقف الاعتداءات التى تمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولى وللمبادىء العالمية لحقوق الانسان مع تفعيل دور المؤسسات الدولية فى حماية حقوق الأبرياء، ورفع معاناتهم.
وشدّدوا على أهمية الاستفادة من دور الأزهر ومنهجه الوسطى المعتدل فى نشر الوعى بين أبناء الأمة والدعوة الى صحيح الدين مع الاستفادة من المكتسبات التقنية الحديثة فى دعم وتعزيز جهود التنمية المستدامة
كانت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة قد عقدت مؤتمرها الدولى الخامس مطلع هذا الاسبوع تحت عنوان “بناء الانسان فى ضوء التحديات المعاصرة” بمشاركة عدد كبير من الاساتذة والعلماء بكليات جامعة الأزهر والكليات المناظرة لها بالجامعات المصرية، فضلا عن مشاركة عدد كبير من رجال القضاء المصرى.
أكد د. عطا السنباطى- عميد الكلية ورئيس المؤتمر- أن المؤتمر يناقش عددا كبيرا من القضايا والمشكلات التى تعوق بناء الانسان، كما يتناول عددا من المحاور الهامة منها: بناء الانسان فى ضوء الشريعة الاسلامية ويدور هذا المحور حول عدة نقاط تشمل: دور الأحكام الفقهية فى تعزيز القيم الانسانية وتحقيق التنمية المستدامة والاجتهاد الفقهى. كما يتناول دور العقيدة والفقه الاسلامى فى بناء الشخصية الانسانية فكريا وأخلاقيا ومجتمعيا. أما المحور الثانى فيتناول بناء الانسان فى ضوء المبادئ التى أقرّها الفقه الاسلامى والمواثيق الدولية.
ويتطرق المحور الثالث للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والاستغلال الأمثل للموارد والامكانيات والاستثمار فى رأس المال البشرى ودعم الشباب، فضلا عن مناقشة قضية تحقيق مقتضيات الأمن الفكرى وتفكيك الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الدعوى. أما المحور الثالث فيناقش تطوير المناهج الدراسية فى اطار تعزيز منظومة القيم الأخلاقية والتكامل بين دور الاسرة ودور المؤسسات التعليمية. ويركز المحور الخامس على قضية الحريات والحقوق وأثرهما فى بناء الانسان والحق فى الخصوصية وتعزيز مبدأ المساءلة وسيادة القانون والعدالة الناجزة وتدعيم الثقة.
ويسلّط المحور السادس الضوء على كيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومكتسبات الذكاء الاصطناعى والتجارة الالكترونية وحماية النشء من إساءة استخدام التكنولوجيا ومخاطر استعمال الانترنت .
أما د. محمود صديق- نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمى- فأكد أن الاسلام قدّم نموذجا حضاريا متكاملا لبناء الانسان منذ بعثة النبى.
ولفت إلى أن القرآن الكريم تناول بناء الانسان بشمولية مستشهدا بقوله تعالى: “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين”، مشيرا إلى أن النبى جاء لتربية ىالأنفس وتزكيتها متغلّبا على عادات الجاهلية من قطع الأرحام وتقديم الشهوات وحب المال على القيم الانسانية .
وشدّد على أن الحضارة الاسلامية لم تقتصر على جانب واحد من حياة الانسان بل شملت بناء النفس والعقل والجسد والروح موجهة بالناس نحو كل خير وناهية عن كل فساد، موضحا أن النبى كان أنموذجا فى هذا البناء المتكامل، حيث أمر بكل ما يصلح الحياة ونهى عما يفسدها داعيا الى تضافر الجهود لتحقيق هذا البناء، مشيدا بدور المساجد فى بناء الأمة مستلهما توجيهات الرئيس حول إحياء دور المساجد، لافتا الى أن المسجد كان دائما محورا للتربية والثقافة وليس فقط للعبادة .
أصول دين المنصورة
كما ناقش العلماء والمتخصصون المشاركون فى مؤتمر كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بالمنصورة، جهود الأزهر فى تحقيق النهضة العلمية الحديثة فى العلوم الشرعية والانسانية والعربية.
أوضح د. نبيل محمد زاهر- عميد الكلية ورئيس المؤتمر- أن المؤتمر يهدف الى ابراز دور الأزهر جامعا وجامعة، فى نهضة الأمم العلمية بكل ما تحمله هذه النهضة من معنى ومغزى وما تشمل عليه من فروع ومجالات .
أشاد بما قدّمه علماء الأزهر للأمة فى كافة المجالات العلمية والانسانية والعربية، مطالبا باستثمار هذه الجهود فى معالجة القضايا المجتمعية المعاصرة وبيان مواكبة العلوم الشرعية والعربية للنهضة العلمية الحديثة مع تجلية أثر علماء الأزهر فى الدراسات الحديثة ودرء الشبهات المثارة حول العلوم الشرعية والعربية، مع ابراز جهود علماء الأزهر فى التصدى لحملات الجمود الفكرى والأفكار المنحرفة قديما وحديثا مع إبراز الصورة الصحيحة لجوهر الدين.
أوضح أن المؤتمر ناقش الكثير من المحاور منها جهود علماء الأزهر فى علوم التفسير وعلم القراءات والعلوم المكمّلة له، وكذلك أثر علماء الأزهر فى النهضة بعلوم الدعوة والثقافة الاسلامية، فضلا عن مناقشة جهودهم فى النهضة بعلم الفقه وقواعده وإحياء التراث.