يحتاج الإنسان لتذكير نفسه من وقت لآخر بإنه ليس ريشة في مهب الريح، فقد خلق الله الإنسان مسيرا في بعض أشياء منها الرزق والوالدين والظروف ولكنه مخير فيما عدا ذلك “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ”. حملَ الإنسانُ أمانه الاختيار في كل تفاصيل حياته فهو ليس ريشة في مهب الريح بل صاحب إرادة لتغيير ما حوله ،وينجح بالفعل في ذلك ان أدرك إنه يستطيع ذلك وأن للتغيير أدوات وأسباب لابد من الأخذ بها، وأولى تلك الأدوات إزالة العوائق التي تحول بيننا وبين أهدافنا، قد تكون هذه العوائق عادات سيئة ينبغي الإقلاع عنها لأنها تستهلك الوقت أو الطاقة، وقد تتمثل العوائق في أشخاص سلبيين مثبطين للهمة، أو حتى أفكار أو حديث نفس أو جلد ذات يُعطل صاحبه ،التخلي عن مثل هذه العوائق يحرر صاحبه ويمنحه المساحة لدخول افكار جديدة لعقله وانتعاش لحركة حياته. كذلك إعادة النظر في أهمية الأشياء التي اعتدنا التمسك بها يعتبر أيضا من أدوات التغيير فنتمسك بما يستحق ونتخلى عن أشياء لا تفيد، فتصبح الفرصة سانحة أمام أهم خطوات التغيير وهي ترتيب الأولويات والموازنة بينها فيمنح كل أولوية ما تحتاجه من اهتمام وجهد ووقت وإعادة تقييم هذه الأولويات من وقت لآخر. وليكن على رأس أولوياتك التعلم المستمر لتجاري التطور العصري ولتملك أدوات المهمة التي تقوم بها، واخيراً وحتى تستطيع الاستمرار في رحلة التغيير استمتع بالأشياء البسيطة، اختلس لنفسك أوقاتا تجدد فيها نشاطك بفنجان قهوة او جلسة مع محب أو تأمل في جمال الكون ثم العودة إلى السير والتغيير.