حوار: محمد الساعاتى
تصوير: رفعت بشاى
يعد المنشد الشاب محمد نشأت (صوليست الأوبرا) من الأصوات الواعدة فى عالم الإنشاد ودنيا الابتهالات، حيث حصد العديد من الجوائز والتكريمات، بعدما شارك بنجاح فى مهرجان كرنفال رمضان التابع لوزارة الآثار ومهرجان الموسيقى العربية التابع لوزارة الثقافة وتم تكريمه من جامعة القاهرة وشارك في حفلات فی المعز وساقية الصاوي وبيت السحيمی والربع الثقافی.
ولد محمد نشأت 6 سبتمبر 1997م بمحافظة المنوفية.
“عقيدتى” التقته للتعرف على قصة نجاحه مع الإنشاد الدينى فقال: نشأت على حب الإنشاد الديني وحضور مجالس الذكر كونى من أبناء الطريقة الشبراوية الخلوتية إحدي أكبر طرق التصوف في مصر والعالم الإسلامي، وساعد والده الراحل الشيخ نشأت كمال على تنمية موهبته حيث كان إمامًا وخطيبا بالأوقاف.
سعادة غامرة
* حدثنا عن سر سعادتك هذه الأيام؟
* سر سعادتى يكمن فى أننى أعيش أجواء الحج وكأنى أتواجد هناك مع ضيوف الرحمن الذين يستعدون لقضاء مناسك الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتابني هذا الشعور منذ أن انطلقت بأنشودتى عن الحج منذ أيام، مما جعلها تؤثر فى كل من سمعها وجعلها تحقق نسبة مشاهدات عالية، وفيها أتضرع للخالق بقولى على طريقة الفلكلور الشعبى: يارب أوعدنى أنا مشتاق.. أحج البيت وأزور الحرمين.
ومما أسعدنى أيضا مشاركتى بمهرجان الموسيقى العربية الدورة الـ32، كمُنشد دينى، وبلغت سعادتى مداها بإشادات الحضور من المشاركين فى أهم المهرجانات الدولية، بوجود باقة من ألمع النجوم على مستوى الوطن العربي، أمثال أحمد سعد، محمد الحلو، حسين الجسمي، أصالة، وائل جسار، على الحجار، وغيرهم، وخاصة عندما وجدتهم يتفاعلون مع أدائى فى الإنشاد الدينى.
* وما الذى جعلك تتجه إلى الإنشاد الدينى ومتى كانت انطلاقتك الحقيقة؟
** ما جعلنى أتجه لهذا المجال هو أننى نشأت فى بيت قرآنى، يعشق أهله تلاوة القرآن والإنشاد الدينى والابتهالات، وأصبحت من الطبيعى أن أتأثر بكل ما يدور حولى وخاصة فى مناسبة المولد النبوى الشريف وحلول شهر رمضان المعظم، حيث كنت مرافقا لوالدى حين يذهب إلى المسجد لأداء الصلوات والتراويح والتهجد، وحضور درس العصر، إلى أن جاء اليوم الذى وجدت فيه تشجيعا من والدى ومن رواد المسجد لكى أصلّى بهم إماما فى صلاة التراويح.
انطلقت كمنشد دينى عام ٢٠١٢م، حيث كان والدى- رحمه الله- يصطحبنى، ومعه والدتى لحضور حضرة تتبع الطريقة الشبراوية الخلوتية التى أعتز بانتمائى إليها، حيث وجدتنى بعدها متأثرا بأناشيدهم التى كنت أرددها معهم، فتأثرت حينها بكل ما يدور حولى من جمال الروح، والإنشاد الجماعى، تماما مثلما تأثّرت بمدارس الإنشاد القديمة المحترمة، وأصبحت أحرص على الذهاب لحضور هذه الحضرات من أجل أن أحفظ قصائدهم وأشعارهم، إلى أن أكرمنى ربّى وأصبحت منشدا توجَّه إليه الدعوات للمشاركة فى الحفلات العامة والخاصة، فتلقيت دعوات كثيرة وخاصة فى ذكرى المولد النبوى وفى رمضان من القرى المجاورة ومدينة شبين الكوم للمشاركة فى ندوات وأمسيات وليال والتى منها ما تقام فى مساجد آل البيت رضى الله عنهم أجمعين.
إشادة المتخصصين
* وماذا عن رحلتك مع دار الأوبرا ونقابة الإنشاد؟
** أكرمنى ربى بأن اتجهت إلى نقابة الإنشاد الدينى وقابلنى الشيخ محمود التهامى الذى أثنى على أدائى حين سمعنى قائلا: ستصبح حاجة كبيرة فى عالم الإنشاد، بل ستصبح من أكبرالمنشدين فى المستقبل إن شاء الله، وبدأ يعتنى بى عناية فائقة لم لمسه من إجادة فى نبرات صوتى وحسى الفنى- على حد قوله- ثم توجهت بعد ذلك إلى دار الأوبرا ليتكرر نفس المشهد حيث أثنى على أدائى كل من المايسترو علاء عبدالسلام، والمايسترو عمر فرحات، وبحمد الله تم اعتمادى بالأوبرا عقب تكوين لجنة مكونة من المؤرخ الموسيقى الكبير محمد على سليمان- والد المطربة أنغام- والموسيقار رضا رجب والد الفنانة غادة رجب ود. جيهان مرسى رئيس الإدارة المركزية للفنون الشرقية، وظللت أتدرج فى الغناء شيئا فشيئا حتى أكرمنى ربى بأن صرت (مطرب منفرد)- سوليست- يتنقل فى الحفلات ما بين بيت السحيمى والرِبع الثقافى ودار المعز ومتحف النسيج المصرى وساقية الصاوى، كما شاركت فى حفلات جامعات مصر، ومهرجان الموسيقى العربية التابع لوزارة الثقافة ولدار الأوبرا.
علامات بارزة
* مَن مثلك الأعلى فى الإنشاد الدينى، وما هى أهم التكريمات التى حصلت عليها؟
** تأثرت تأثيرا بالغا بعلَمين كبيرين فى عالم الإنشاد الدينى والابتهالات الدينية وهما: الشيخ السيد النقشبندى والشيخ طه الفشنى، لدرجة تجعلنى أتفاعل مع أدائهما الأكثر من رائع فى كل مرة أستمع إليهما، فالشيخ النقشبندى يستحوذ على عقولنا وصوته الندى يذكرنا بشهر رمضان المعظم، والشيخ الفشنى مازال صوته يصدح برائعته التى يتفرد بها (يا أيها المختار).
أما أهم التكريمات التى حصلت عليها: إن حياتى شهدت بحمد الله العديد من التكريمات التى أعتز بها، أذكر منها على سبيل المثال: أننى شرفت بنيل التكريم من وزير الثقافة السابق حلمى النمنم، د. نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة السابقة، كما كُرِّمت من عالم المصريات الكبير د. وسيم السيسى، د. صديق عفيفى رئيس جامعة النهضة، كما كرّمتنى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
العملة النادرة
* نود التعرف على أمنية تتمنى تحقيقها؟
** أحلم بتأسيس مدرسة لتعليم فن الإنشاد الدينى.
* ولماذا؟
** لكى أعيد تراث مشايخنا القدامى، من أجل أن نتغلب بها على الغناء الساذج (الهابط) ولكى نعلو بالإنشاد الدينى حول العالم.
كما أتمنى تقديم المزيد من أعمالى عبر شاشات التليفزيون، تضاف إلى الكليب الذى وفّقنى ربّى فى أدائه وحاز على إعجاب الكثير من نجوم الإنشاد الدينى (نبينا الهادى).
تطور مستمر
* كيف ترى التطور بدار الأوبرا؟
** التطور بدار الأوبرا مستمر دون، مثل الحركة الدائمة للكون، والتى تمثل دليلا واضحا على أن الحياة في تطور مستمر، ومواكبة المستجدات والتكيُّف مع تطورات العصر أمر ضروري، فلولا ذلك لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن في مختلف المجالات.
الرسول أضاء حياتى
* حدثنا عن حياتك فى ظل مدحك لرسول الله؟
** لا أتخيّل حياتى بدون مدحى لرسول الله، حيث أضاء الله حياتى بمدحى للرسول الكريم، والذى يعد نعمة كبيرة فى كل البشر.
الهوية والروح الأصيلة
** هل لنا أن نتعرف على قيمة الإنشاد الدينى من وجهة نظرك؟
** الإنشاد الديني نفسه قائم منذ القدم على التطور، سواء من حيث المفردات أو الأدوات المستخدمة، والتي تعكس طبيعة كل عصر وتعبّر عنه، والتطوّر يحدث وفق ضوابط محدّدة تضمن الحفاظ على الهوية والروح الأصيلة للإنشاد الديني، وهو ما يظهر جليًا عبر الأجيال المتعاقبة، ومدرسة الإنشاد الديني المصري تتميز بتفردها وأصالتها.