تتوجَّه مصرُ نحو الجنوب، بل نحو العُمْقِ والتاريخ والامتداد الأفريقى، الذى يُعَدُّ هو الحُضْن والملاذ والأمن الحقيقي لمصر.
وفي الخامس والعشرين من مايو سنويًّا، نحتفل بـ”يوم أفريقيا”؛ يوم الوِحْدة والتضامُن، هذا اليوم الذي يرْمُز إلى طموحات الشعوب الإفريقية في مستقبل مُشْرِقٍ وتنمية مُستدَامة.
فمصر، التي تمتد جُذورُها في عُمْق التاريخ الإفريقي، تؤكّد التزامها الراسِخ بدعم التعاون البنَّاء، وتعزيز جهود التنميّة والسلام في رُبوع القارَّة السمراء لنصنع لأبناء إفريقيا غدًا أكثر إشراقًا وازدهارًا؛ وهذا ما جعل مصر تُركِّز كثيرا على إقامة العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، خاصّة المتعلِّقة بالمشاريع العملاقة، التى تُثمر تنمية حقيقية ومستدامة تُغيِّر من وجْه الحياة لأشقائنا الأفارِقة فى ربوع القارَّة.
وتسعى “الجمهوريّة الجديدة” لاستعادة تاريخ “مصر القديمة” حين كانت مصر مسئولة عن تحقيق النهضة والنماء والتقدُّم لكلّ شقيقاتها من الدول الأفريقية، بعد أن “وَعَت” الدَرْس جيّدا وكان قاسيًا بابتعادها عن “الحُضن الأفريقي”.
وقد وَضَع الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ تولّيه زِمام الأمور، على رأس أولويّاته، استعادَة بِنَاء الجُسور والعلاقات الأخويّة، على أساس من تبادل المنافِع والمصالِح، وبما يعود بالمصْلحة على الجميع، خاصّة وأن “كُنوز” القارَّة السمْرَاء لمَّا تُكتَشَف بَعْد.
لقد عانت أفريقيا فى مختلف العصور والأزمنة، من جحافل الاستعمار والاستنزاف، ورغم ذلك مازالت صامدة، والأدْهَى والأمَرَّ، تلك المُخطّطات والمؤامرات الدوليّة التى يُدبِّرها “المستعمِرون الجُدُدُ والمُسْتَنْزِفون لثروات الشعوب”، لسَرِقَة هذه الثروات والكنوز الأفريقيّة.
مطلوب من هيئات ومؤسسات الدول الأفريقية جميعا، العمل بـ”روح الفريق”، والتكامل والتعاون فيما بينها، خاصّة “الإعلام والفن” لبناء جسور التفاهم الثقافى والاجتماعى، وإزالة “الحواجز النفسيّة” التى صَنَعتها “الدِرَاما” فترات طويلة سابقة، عمَّقَت “الفوارِق” وأقامت جُدُرًا من “المواقف الحسَّاسَة”.
إن التوجَّه الحالى والرؤية الأفريقية من جميع أبناء القارَّة، نحو التوافُق والتعاون، يُبَشِّر بالنجاح فى بناء المستقبل المشْرِق. طالما كان الهدف هو تحقيق الخير والنماء للجميع، فلا كاسب وخاسر، إنما الكل “كسبان”، وهذا هو المعيار الذى تقوم عليه العلاقات الأفريقية، لأن غير ذلك سيكون الكل “خسران”.
إن التحالُفات والتكتّلات الدولية التى تقوم على أُسس سياسيّة أو جغرافيّة أو غيرها، تفْرِض على أبناء “القارَّة السَمراء” إدراك الواقِع، والإسراع نحو تقويَة وتدعيم “الوِحْدَة الأفريقيّة”، وإلا فالمُستقبل سيكون “غيرُ مُطَمْئِن”!
أُكرِّر التهنئة لكل أفريقيا: كلّ عام وجميع القارَّة السمراء، قويّة ومتَّحدَة وماضية نحو التقدُّم المنْشود.