العلماء والفلاسفة اتفقوا على وجود خالق لهذا الكون
عميد إعلام الازهر : الإلحاد أخطر من التطرف والتشدد الدينى
كتبت : مروة غانم
أكد الدكتور عبد الخالق يونس أستاذ الجلدية والتناسلية بطب الأزهر أن أن لكل أية فى القرآن الكريم مدلول علمى وكل قول وفعل من أفعال النبى صلى الله عليه وسلم مدلوله العلمى أيضا لافتا الى أن الإلحاد بات القضية الأكبر التى تهدد شبابنا والتى صدرها الغرب لنا للنيل من هذا الدين وكسر شوكة أبناءه مشددا على أن من ينكر وجود الله ينكر وجود نفسه جاء ذلك فى الندوة التى نظمتها كلية الاعلام بجامعة الأزهر بالقاهرة ضمن موسمها الثقافى تحت عنوان ” حقائق الإلحاد فى مواجهة العلم “.
وأشار أستاذ طب الأزهر الى أن قضية الإلحاد ظهرت فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادى بعد التطور الصناعى الكبير الذى حدث فى أوروبا .
وأضاف : لا يوجد انسان عاقل على هذه الأرض ينكر وجود الله عزوجل فمن ينكر وجود الله ينكر وجود نفسه بالرغم من كون هذا الجاحد موجود لأن الله عزوجل أخبرنا أنه خلق أدم عليه السلام من تراب ثم نفخ فيه من روحه وقد اتفق كل العلماء فى كافة التخصصات واتفق معهم الفلاسفة على أن النفس البشرية ما هى إلا إلتقاء بين الجسد والروح , فالنفس تحافظ على الكيان الجسدى ولا ينفصلا إلا بالموت .
واستنكر أستاذ طب الأزهر ترديد الملحدين كذبا وزورا أن الكون خلق عن طريق الصدفة , فهذه أكذوبة كبرى مؤكدا أن الله تعالى هو خالق هذا الكون وقد قال ذلك فى كتابه الكريم وسوف تظل دعوة الله قائمة الى أن يأتى أحد وينكرها وحتى قيام الساعة لن يوجد من يدعى أنه خلق هذا الكون ولا حتى ذبابة فيه .
ولفت إلى أن ما يغيب عن الملحد سواء كان عالم أو جاهل هو قصر نظره فالانسان لا يستطيع أن يرى سوى الأشياء المحيطة به وكذلك السمع والحس وتسأل : كيف بعقلك المحدود وبصرك المحدود أن تدرك الغير محدود ؟؟
وأوضح أن الإلحاد عملية يتم التدريب عليها جيدا من قبل أعداء الاسلام ويتم تصديرها لشبابنا لكن الحقيقة العلمية تؤكد أنه لا مكان للإلحاد فى حياة البشر .
الدليل الحسى.
ودلل أستاذ الطب على وجود الله عزوجل بعدة أشياء منها : البديهيات والفطرة السوية والإستنباط , فالملحد يردد أنه لايؤمن إلا بما هو موجود ويطلب منا إثبات وجود الله عزوجل فهو بهذه الأكاذيب يريد تضليل الناس وتضييع وقتها , كما أن الفطرة السوية تقول أن الله هو الذى وهب الحياة لهذا الكون وهذا ما ينكره الملحدون لانهم يفتقدون تلك الفطرة السليمة ,فالدخان دليل على وجود النار وهذه أمور لا تحتاج الى منهج علمى , أما عن الاستنباط فلدينا الرجل الأعرابى البسيط الذى رأى بعرة وأثرا فى الصحراء وقال قولته الشهيرة بأنى البعرة تدل على وجود البعير والأثر يدل على وجود المسير.
وأوضح د/ عبد الخالق يونس أن أديسون حينما اخترع المصباح الكهربائى أحدث إنقلابا فى العالم كله رغم أنه لم يصنع هذا المصباح من أدوات قام باختراعها إنما هو استخدم الأدوات التى خلقها الله عزوجل كما استخدم عقله الذى وهبه الله له مؤكدا أننا نرى الكهرباء لكن لا نستطيع لمسها أو حسها واذا ما حاول انسان ذلك فقد حياته على الفور متسائلا : ألم ينظر الملحدون الى الشمس التى خلقها الله عزوجل وهى تهب الحياة لكل المخلوقات ؟؟.
وشدد أستاذ طب الأزهر على أن مشكلة الملحد أنه لا يفهم أنه لا يفهم ولا يعرف أنه لا يعرف فهو لا يرى عقله ولا يحس فكره وهذا دليل علىى انحراف الفطرة السوية لدى الملحدين فقد أغفلوا العلم القائم على التجرد والاستدلال على وجود الله عزوجل مؤكدا أن الملحد لا ينظر للأمور من كافة الجوانب إنما يأخذها من جانب واحد ويركز على الجزئيات كما أنه لا يفرق بين الحق والباطل وتختلط لديه المضامين ’ فهذا الكائن الجاحد الذى ينكر وجود الله هل رأى نفسه داخل رحم أمه وهل رأى كيف يتطور الجنين من مرحلة لأخرى وكيف يكتمل تكوينه وكيف يغادر هذا الرحم بعد تسعة أشهر .
وإستدل أستاذ طب الأزهر على وجود الله عزوجل بخلق الانسان مؤكدا لن لكل انسان بصمة لا يتم تكرارها أبدا حتى مع التؤأم المتماثل كما أن لكل عضو من أعضاء جسم الانسان خلية تقوم بمهام ووظيفة على أكمل وجه , من علمها هذا ؟؟
وأكد على أنه رغم التطور العلمى الرهيب الذى وصل له العلماء إلا أنه مازال المجهول من هذا الكون يقدر بنسبة 99.99% فمازالت أسرار الكون عند خالقها .
السوشيال ميديا
وطالب الدكتور غانم السعيد عميد كلية الاعلام والمشرف العام على المركز الاعلامى بجامعة الأزهر أبناء الأزهر بضرورة أن ينقلوا العلم الى غيرهم مؤكدا أنه يثق فيهم وفى تربيتهم على المنهج الأزهرى المعتدل لافتا الى أن الإلحاد صار من أخطر القضايا التى تواجه الشباب اليوم وهو يعرف ذلك من خلال تواصل بعض الأسر معه التى تذرف دمعا بعدما اكتشفت أن ابنها أصبح ملحدا بفضل صفحات السوشيال ميديا التى تدعو للإلحاد صراحة وتعمل على جذب شبابنا اليها بكل الوسائل.
وأوضح عميد إعلام الأزهر أن الإلحاد لا يقل خطورة عن التطرف والتشدد الدينى بل انه أشد منهم خطورة خاصة أن صاحب الفكر المتطرف يعلن عن نفسه سريعا لكن الملحد ينزوى ولا تعرف بإلحاده إلا بعد فترة طويلة
وشدد عميد إعلام الأزهر على أن المسلمين لديهم الأدلة والبراهين الموجودة فى الكتاب والسنة والتى يستطيعون من خلالها رد ومواجهة هذه الموجة باسلوب يسير ومبسط حيث يقول تعالى :” وفى أنفسكم أفلا تبصرون ” فهذه الأية الكريمة يخاطب بها الله عزوجل قوما أشركوا به وألحدوا لافتا الى أن العلم جاء ليكشف الكثير من الأسرار الكامنة فى النفس البشرية لمن يريد أن يهتدى لوجود الله عزوجل والدليل على ذلك اعلان الكثير من العلماء ايمانهم بالله بعد العديد من الاكتشافات العلمية خاصة المتعلقة بالنفس البشرية