صدقة عظيمة وأولى من الأضحية فى حالات الكوارث والحروب
بعض العلماء رجّحوا التصدق وأوجبوه فى حالات الجوع الشديدة أو النزوح
سد الضرورات فى الشريعة الإسلامية مقدم على سنن العبادات
تحقيق: مروة غانم
اتفق أساتذة الفقه على أنه يجوز التبرع بأموال الأضاحى هذا العام لصالح إخواننا المنكوبين فى غزة والسودان، مبررين ذلك بأن الأضحية سنة مؤكدة أما إغاثة المنكوبين وتفريج كرب المكروبين فهى واجب.
وأشاروا في تصريحات لـ”عقيدتي” إلى أنه يجوز الجمع بين إقامة الشعائر والتبرع لغزة والسودان بإرسال الأضحية إن أمكن عن طريق المؤسسات ذات الثقة والتى تتولى هذا الأمر، وفى السطور القادمة الرأى الفقهى بالتفصيل حول هذا الأمر.
بداية أكدت الدكتورة نجلاء صهوان، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه يجوز عند تزاحم الواجبات ترتيب الأولويات، وإعطاء الحاجة الشديدة المرتبة الأولى، ومعروف للجميع أن الأضحية سنة نبوية مؤكدة وليست فرضا وإغاثة المنكوبين واجب ومساعدتهم ومد يد العون لهم أولى.
أضافت، ولكن يمكن الجمع بين الأمرين وذلك بإقامة الشعائر وذبح الأضاحي والتبرع بها لإخواننا المستضعفين فى غزة والسودان عن طريق إرسالها لهم من خلال المؤسسات الموثوق فيها والتى تتولى هذا الأمر وتقوم عليه، وهنا يكون المتبرع جمع بين الحسنيين، إقامة شعيرة الأضحية وفك كرب إخواننا المستضعفين.
النية والأفضلية
ووافقتها الرأى الدكتورة شيرين معوض، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر بالقليوبية، مؤكدة أنه يجوز شرعا التبرع بالمال الذى خصصته لشراء الأضحية لصالح إخواننا المنكوبين فى غزة والسودان، لكن هذا الأمر فيه بعض التفصيل من حيث النية والأفضلية.
وأوضحت، من الناحية الشرعية فالأضحية سنة مؤكدة عند جمهور العلماء وليست واجبة إلا عند الحنفية فقط، وبناءً على ذلك فالتبرع بأموالها للمكروبين والمستضعفين يعد صدقة عظيمة، وقد تكون أولى من الأضحية فى حالات الكوارث والحروب التى تمس حياة الناس وضروراتهم وهذا ما ينطبق على الوضع فى غزة والسودان حاليا.
وأشارت الى أن المضحى إذا لم ينذر أو يوجب الأضحية على نفسه، فله أن يتصرف فى ماله كما يشاء والتبرع به للفقراء والمنكوبين فيه أجر عظيم، أما إذا كان قد نذر الأضحية وقال مثلا: “لله علي أن أضحى هذا العام”، فهنا يجب الوفاء بالنذر ولا يجوز التبديل.
حالات التجويع
وأوضحت مدرس الفقه أن بعض العلماء رجّح التصدق وأوجبه فى حالات الجوع الشديدة أو النزوح على الأضحية، لأن سد الضرورات فى الشريعة الإسلامية مقدم على سنن العبادات، ولكن بعض الفقهاء المعاصرين ذهب إلى أنه يمكن للمسلم الجمع بين النيتين كأن يرسل مال الأضحية ليذبح هناك ويوزع على المحتاجين، وفى هذه الحالة ينال المتبرع أجر الأضحية والصدقة معا.