بقلم: الشيخ اللبود طه حسين رشوان
إمام وخطيب مسجد د. حسن عباس زكى بأوقاف القاهرة
موعد سماوى
يوم عرفة ليس يوما عابرا في ذاكرة الزمان، بل هو موعد سماوي تتنزل فيه الرحمات، وتُغسل فيه الذنوب بماء الدعاء والتوبة. إنه اليوم الذي يقترب فيه العبد من ربه قربا لا يُقاس بالمسافات، بل بالدموع والخضوع والانكسار بين يديه.
عيون تفيض بالدعاء
في التاسع من ذي الحجة، يقف الحجيج على صعيد عرفات، قلوبهم مرفوعة، وعيونهم تفيض بالدعاء، وكأن الأرض كلها تتنفس إيمانا. هناك، حيث تتعانق الأرواح في حضرة المغفرة، يُباهي الله بعباده ملائكته، ويقول: “انظروا إلى عبادي، أتوني شعثًا غبرًا ضاحين، أشهدكم أني قد غفرت لهم.”
أما من لم يكن بين الجمع..
صيامه يكفر الذنوب
وصيامه في هذا اليوم يكفّر ذنوب عامين، عام مضى وعام مقبل، وكأن الله يمنح الغائبين عن عرفات فرصة للحضور بأرواحهم وقلوبهم.
تتسابق القلوب
وفي هذا اليوم الجليل، تتسابق القلوب إلى الذكر، وترتفع الأصوات بنداء التوحيد: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.” دعاءٌ هو تاج هذا اليوم، يفتح للعبد أبواب السماء، ويربطه بحبلٍ لا ينقطع بين الأرض والعرش.
يوم العتق
ويوم عرفة هو يوم العتق، يوم تُفتح فيه أبواب السماء، وتُقبل فيه التوبة، وتُجبر فيه الكسور. يوم عرفة ليس مجرد مناسبة، بل هو نافذة تطل منها الروح على رحمة لا تنفد..
فرصة ذهبية
ويوم عرفة فرصة ذهبية للرجوع إلى الله بقلب نقي، ولسان ذاكر، ونفسٍ متطهرة.
كل عام وسيادتكم بخير