بقلم أ.د عبد الفتاح محمد خضر
أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعة الأزهر
خادم العمادتين والمحكم الدولي
بعد إعلان المملكة العربية السعودية نجاح موسم حج 1446 هجرية، يجب أن نتقدم بالشكر لله سبحانه وتعالى ثم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على السهر على راحة السادة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله عز وجل، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ونعتبر مع المملكة العربية السعودية هذا الموسم من الحج الأكبر هو موسم ناجح باقتدار وذلك لعدد من الأمور، أولا: تقليل أو ندرة عدد المتوفين نتيجة لأخطاء الأعداد الزائدة من الحجاج، وهذه القلة وهذه الندرة دليل على أن الذين يقومون بالفريضة درسوا فقه الحج.
ثانياً: جهود المملكة العربية السعودية على كل الأصعدة في توفير الطبيعة الجيدة لحجاج بيت الله الحرام، وتوفير كل ما يلزمه الحجاج من مطالب مادية ومعنوية والكترونية وهذه مسايرة لروح العصر والزمان، ونحن في زمن الالكترونيات والمواقع الإرشادية غير العادية.
ثالثا: الالتزام الصارم بمسألة الاستطاعة فمن استطاع أن يكمل شروط الحج حسب ما ارسلته المملكة العربية السعودية قام بالحج، ومن أراد أن يخاطر بنفسه وبمستقبله وبمكانه فإنه لم يجد أصلا مكانا من أجل أن ينفذ من خلاله إلى المناسك، وهذا أسلوب راشد، فبدلا من أن أقبض عليه واسفره إلى بلاده أو أسجله، من بداية الأمر لا يدخل المكان إلا من كان مستوفيا للشروط والأوراق الثبوتية التي من خلالها يستطيع أن يحج ويكون ممن استطاع اليه سبيل، هذه أهم الأسباب من وجهه نظري التي أدت إلى نجاح هذا الموسم، وقبل هذا وأثناء ذلك وبعد هذا عناية الله عز وجل ومشيئته “وما تشاؤون إلا أن يشاء الله”.
أما عن جهود المملكة العربية السعودية فإننا نثمنها غاليا من حيث التخطيط والتنفيذ ومباشرة هذا العدد الكبير من قوات الأمن والحراسات السعودية التي تقوم على كل مكان من أرض المناسك، تقوم عليها رعاية وعناية وضبطا، وإعطاء كل ذي حق حقه، والمملكة قامت بما عليها تجاه حجاج بيت الله الحرام من طعام وشراب وسقاية ماء وفنادق وكل ما يتعلق بما يستهلكه الحج من أجل أن يقيم إقامة جيدة في منى وفي عرفات وفي مزدلفة وفي مكة المكرمة في البيت الحرام في المسعى وفي أماكن الرجم.
جزاهم الله خيرا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من حجاج بيت الله الحرام في العام القادم إن شاء الله تعالى، وأن نكون من المحافظين على النظام العام من أجل مزيد من إنجاح موسم الحج في كل عام أن شاء الله تعالى.
واشيد بكل الدول التي تصنع دورة تدريبية للحجاج بحيث أنهم يذهبون إلى المملكة العربية السعودية وهم بفضل الله عز وجل تدربوا على المناسك، وهذا لون من ألوان التقدم العلمي والحضاري الذي يذكر لهذه الدول.