ملْحمة وطنية توحّدت فيها الإرادة لاستعادة الهُويَّة
السلام الحق يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم
كتب- مصطفى ياسين:
ابتهل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الله عزَّ وجلَّ، بالشُكر والتضرُّع له سبحانه، على ما تحقّق لمصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكّدا (إنّما هو فضل من الله، ثم ثمرة للصبر والإيمان الراسخ للشعب المصري العظيم، بأن هذا الوطن يستحق الأفضل دائمًا).
قال الرئيس- في الذكرى الثانية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو الخالدة: أُحيّيكم بكلّ فخْر وعِرفان، مُشيداً بجهود الشعب المصري الأصيل الذي تمسّك ببلده، وحافظ على هُويّتها، وتحدّى الصعاب من أجْلها.
اليوم، نمضي على دَرْب البناء بثبات، لنصنع المستقبل بسواعدكم وإخلاصكم، ونعمل على تجسيد الدولة الحديثة التي تليق بمصر ومكانتها. وما تحقّق إنما هو فضل من الله، ثم ثمرة لصبركم وإيمانكم الراسخ بأن هذا الوطن يستحق الأفضل دائمًا.
أضاف: نحتفلُ اليومَ بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، تلك الثورة الخالدة التي شكَّلت ملْحمة وطنية سطّرها أبناء مصر، توحّدت فيها الإرادة، وعَلَت منها كلمة الشعب، وقرّرت الجماهير استعادة مصر، وهويتها، وتاريخها، ومصيرها، لتقف في وجه الإرهاب والمؤامرات، وتكسر موجات الفوضى، وتحبط محاولات الابتزاز والاختطاف، وتُعيد الدولة إلى مسارها الصحيح.
تابع: لقد كانت ثورة الثلاثينَ من يونيو نقطة الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، ومنذ عام ٢٠١٣، تُسطِّر مصر تاريخًا جديدًا، لا بالأقوال، بل بالأفعال، ولا بالشعارات، بل بالمشروعات، ولم يكن الطريق سهلاً، بل واجهنا الإرهاب بدماء الشهداء وبسَالة الرجال، حتى تمّ دحْره بإذن الله، وتصدّينا للتحدّيات الداخلية والخارجية. ومضينا في طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة بسواعد أبنائها الشُرفاء، أسّسنا بنيَةً تحتيّةً مُعتَبَرة، وها نحن اليوم نُشيِّد، ونُعمِّر، ونُحدِّث، ونطوِّر، ونُقيْم على أرض هذا الوطن صروحًا من الإنجازات، تبعث على الأمل، وتتمسّك بالفرصة في حياة أفضل.
استطرد الرئيس قائلا: أُخاطبكم اليومَ والمنطقة بأسْرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التي تعلو من غزّةَ المنكوبةِ؛ إلى الصراعات في السودانِ وليبيا وسوريا واليمن والصومال.
ومن منبر المسؤولية التاريخية، أُناشدُ أطراف النزاع، والمجتمع الدولي بمواصلة اتّخاذ كل ما يلزم، والاحتكامِ لصوتِ الحكمةِ والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار.
وأكد، أن مصرَ، الداعمة دائماً للسلام، تؤمنُ بأنَّ السلامَ لا يولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم.
وحذَّر من أن استمرارَ الحربِ والاحتلال، لن يُنتج سلامًا، بل يغذّي دوّامةَ الكراهيةِ والعنف، ويفتحُ أبوابَ الانتقامِ والمقاومة التي لن تُغلق، فكفى عُنفاً وقتلاً وكراهية، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداً.
أشار إلى أن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء، ولنستلهم من تجربة السلام المصري الإسرائيلي في السبعينيات التي تمّت بوساطة أمريكية، بُرهانًا على أن السلام ممكن إن خلُصت النوايا، مؤكّدا أن السلام في الشرق الأوسط، لن يتحقّق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلّة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وخاطب الرئيس السيسي، أبناء الوطن الأوفياء، قائلا: أنتم السند الحقيقي، والدرع الحامي، والقلب النابض لهذا الوطن. قوة مصر ليست في سلاحها وحده، بل في وعيكم، وفي تماسك صفوفكم، وفي رفضكم لكل دعوات الإحباط والفُرقة والكراهية.
نعم، الأعباء ثقيلة، والتحدّيات جسيمة، ولكننا لا ننحني إلا لله “سبحانه وتعالى”، ولن نحيد عن طموحاتنا في وطنٍ كريم.
أشعر بكم وأؤكّد لكم، أن تخفيف الأعباء عن كاهلكم، هو أولوية قصوى للدولة، خاصةً في ظلّ هذه الأوضاع الملتهبة المحيطة بنا.
واختتم كلمته، بإرسال تحية إجلال ووفاء، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، الذين سَقَوا بدمائهم الزكيّة، تراب هذا الوطن، فأنبتت عِزًّا وكرامة.
وأُقَبِّل جَبين كلّ أمٍّ وأبٍ وزوجةٍ وطفلٍ، فقَدوا من أحبّوا، ليحيا هذا الوطن مرفوع الرأس.
كما أتوجّه بالتحية والتقدير، إلى قوّاتنا المسلّحة الباسلة، حُماة الأرض والعِرض، درع الوطن وسيفه، وإلى أعضاء هيئة الشرطة المدنية الأوفياء، الذين يواصلون دورهم في حفظ أمن الجبهة الداخلية، وإلى كل أجهزة الدولة التي تواصل الليل بالنهار في خدمة أبناء هذا الشعب العظيم.
هذه هي مصر الشامخة أمام التحديات، مصر التي تُبْنى بإرادة شعبها، وتحيا بإخلاص أبنائها.
وباسمكم جميعًا، أقول وأكرِّر، وبالله تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.