مصر دائماً مستهدَفَة سواء من الداخل أو من الخارج ممن يكيدون لها بسبب تاريخها العظيم ومكانتها الرفيعة وحضارتها، وهي أكثر دولة ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع منها قول الله تعالى: “لَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ”، ولذلك لا نستغرب من وجود مثل هذه المخططات الفاشلة التي تستهدف أمنها واستقرارها.
وبالرغم من هذه المخططات إلا أن الدولة المصرية بقوَّتها وتماسكها ووحدة شعبها، دائماً تنجح في وأدها ولذلك أعلنت وزارة الداخلية نجاحها في القضاء على عنصرين إرهابيين ينتميان إلى حركة «حسم»، الجناح المسلح لجماعة «الإخوان» الإرهابية يوم الأحد الماضي.
وللأسف الشديد كانت تستهدف «حسم» من هذا المخطط زعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفوضى في مصر، من خلال إعادة إحياء نشاط الحركة، وتنفيذ عمليات عدائية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية.
هذا ما ورد في بيان وزارة الداخلية، ولكن الغريب عودة الظهور المفاجئ لحركة «حسم»، بعد غياب دام 6 سنوات، والذي بالتأكيد ليس من قبيل المصادفة، بل تعكس محاولات بائسة لإحياء شبكات العنف لجماعة الإخوان التي فقدت التأثير والوجود الميداني، فبدأت تنتهج سياسة الذئاب المنفردة من خلال القيام بعمليات إرهابية عن طريق أفراد تابعين للتنظيم الدولي مثلما يفعل تنظيم “داعش” الإرهابي في أفريقيا وأوروبا وكذلك في سوريا والعراق.
ولكن بفضل الله- عزَّ وجلَّ- حفظ مصر من أعدائها، ونجحت الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة في تفكيك البنية التحتية لجماعة «الإخوان»، سواء على مستوى التمويل أو الأذرع المسلحة، مع وجود رفض شعبي كبير لهذه الجماعة الإرهابية.
وكل يوم تثبت لنا الجماعة الإرهابية أنها لا تنتمي إلى ملة معينة أو دين، بل هي جماعات متطرفة ومتشددة مأجورة تعمل لمن يدفع لها للتخريب والتدمير والقتل بدون تمييز بين مكان عام أو دور عبادة، أو بين رجل أمن أو سيدة وطفل أو رجال عزل.
ونؤكد دائما أن العمليات الإرهابية التي تستهدف البلاد وقتل الأبرياء والتخريب والدمار، أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي، ومن يقوم بهذا العمل الشنيع أصبحوا في عقيدة الدين الإسلامي خصومًا لله تعالى وللنبي صلى الله عليه وسلم.
أدعو الله تعالى أن يحفظنا من الفتن والابتلاءات، وأن يحفظ مصر من أعدائها في الداخل والخارج، وأن يمن علينا بالأمن والأمان والسلامة من كل شر، وأن يرد كيد أعدائنا إلى نحورهم، “فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
أحمد شعبان