كتب- حسام وهب الله
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن وجود شِبْه يقين لدى الرأي العام الإسرائيلي أن الحرب في غزة، بتكاليفها الباهظة، تُشنّ عبثًا بدافعٍ من مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية. ولا شك أن إطلاق الحملة في سوريا نابعٌ من الدافع نفسه.. الرغبة في الحفاظ على جبهاتٍ داميةٍ باستمرار. وهذا يمنع العودة إلى الوضع الطبيعي، ويُلهب القاعدة الشعبية، ويُولّد شعورًا بالإلحاح، ويُؤجّل المحاكَمة المتوقعة لنتنياهو ويُحوّلها إلى مهزلةٍ مستمرة.
وقالت الصحيفة العبرية في افتتاحيتها أمس الإثنين: إن نتنياهو أوعز للجيش الإسرائيلي بتصعيد حدة إطلاق النار على الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على المعونات الغذائية وهو ما أوقع ضحايا كثيرين من الفلسطينين خلال أيام قليلة، والهدف هو دفع حماس للانسحاب من المفاوضات واستمرار اعمال القتال ونزيف الدماء سواء العربي أو الإسرائيلي بهدف إبقاء جبهة غزة مشتعلة.
نفس الهدف
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية ذائعة الصيت: من المستحيل أن يصدق الرأي العام الإسرائيلي أن نتنياهو وحكومته صعَّدوا من نشاطهم الحربي المفرط في سوريا بسبب الخوف على مصير المواطنين الدروز، من منطلق التزامهم تجاه الدروز في إسرائيل. لو كان هذا الأمر موجودًا، لما سُنّ قانون الدولة القومية العنصري الذي حوّلهم، مع جميع العرب في إسرائيل، إلى مواطنين من الدرجة الثانية.
مسلسل القتل والجوع
من جهة أخرى قُتل ما يقرب من 1000 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة بين أواخر مايو و20 يوليو، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وخلال تلك الفترة، سجّلت المفوضية مقتل 798 شخصًا، منهم 615 قُتلوا بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة.
وأضافت أن 183 آخرين قُتلوا “على طرق قوافل المساعدات” دون ذكر تفاصيل عن الجهة التي كانت تُدير تلك القوافل.
وصرحت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، في مؤتمر صحفي : “أمام [الفلسطينيين المصطفِّين للحصول على الإمدادات الأساسية] خياران: إما إطلاق النار عليهم أو إطعامهم، هذا أمر غير مقبول، وهو مستمر”.
كما انتقد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، الآلية الحالية لتوزيع المساعدات، واصفًا إياها بـ”عملية احتيال قاتلة”، مضيفًا أن الأمم المتحدة ساعدت في التخفيف من المجاعة في القطاع خلال وقف إطلاق النار السابق من خلال تقديم مساعدات كريمة على نطاق واسع.
وقال لازاريني في بيان، الجمعة: “لقد تم استبدال نظام فعال بعملية احتيال قاتلة لإجبار الناس على النزوح وتعميق العقوبة الجماعية للفلسطينيين في غزة”.