ستظل أمتنا مخترَقة من داخلها من خونة الطابور الخامس الذين هم أخطر على أمتنا من أعدائها الظاهرين، فقد أثارت مؤخرا زيارة مجموعة من الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بـ”الأئمة الأوروبيين” إلى إسرائيل، ولقاؤهم بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، استياءً واسعًا، خاصة من الأزهر الشريف الذي وصف الزيارة بـ”الخيانة للقيم الدينية والإنسانية”.
قامت بتنظيم الزيارة منظمة “إلنت” أو “شبكة الريادة الأوروبية” التي تزعم أنها تعنى بتعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، وأعلن المجلس الأوروبي للأئمة براءته من زيارة الخونة للكيان الصهيوني واعتبر أن أعضاء الوفد غير معروفين في أوساط الأئمة والدعاة الأوروبيين، وأن الزيارة تهدف إلى أغراض مشبوهة لا تعبر عن موقف مسلمي أوروبا، ووصل الأمر إلى أن إمام مسجد بلال وهو من أصل مغربي، قام بغناء النشيد الوطني الإسرائيلي باللغة العربية خلال الزيارة!
الغريب أن المدلِّسين أعلنوا أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعايش والحوار بين الأديان، لكن الأزهر والمجلس الأوروبي للأئمة أكدا أنها تتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني وتخدم أغراضًا مشبوهة.
وأعلنت الجهات الفلسطينية رفضها للزيارة واعتبروها خيانة للقضية وتأييدًا للاحتلال الإسرائيلي، وأنهم خونة لا يمثلون مسلمي أوروبا وأن الأهداف الحقيقية للزيارة محاولة لتبييض صفحة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن الأزهر في بيان له:” أن هؤلاء الأفراد ادّعوا زورا أن زيارتهم تهدف إلى تعزيز التعايش والحوار بين الأديان، بينما تجاهلوا الإبادة الجماعية والعدوان والمجازر المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عشرين شهرا، وأن المشاركين في الزيارة، وفي مقدمتهم الإمام الفرنسي حسن شلغومي، أظهروا عمى في البصيرة وتبلدا في المشاعر، وكأن لا صلة إنسانية أو دينية أو أخلاقية تربطهم بهذا الشعب المنكوب، بل إن هؤلاء الزائرين بأنهم فئة ضالة لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، ولا الرسالة التي يحملها علماء الدين والأئمة في التضامن مع المظلومين، ونحذر من الانخداع بهؤلاء المنافقين الذين يتاجرون باسم الدين ويأكلون على موائد الخزي والعار والمهانة، والتاريخ لا يرحم أمثال هؤلاء، وغالبا ما يُسجل أفعالهم في صفحات سوداء، وندعو المسلمين في الشرق والغرب إلى الحذر من هذه الأصوات المأجورة والمتنازِلة عن القيم مقابل مكاسب سياسية أو شخصية”.
وتصاعد الغضب العربي والإسلامي من زيارة الوفد المأجور، الذي قال مكتب الرئيس الإسرائيلي إنه” ضم شخصيات إسلامية بارزة من فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة”، بقيادة الإمام شلغومي.
يا سادة، يجب أن نعلم أن حرب الخونة والمنافقين أحفاد ابن سلول رأس المنافقين منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم ما زالوا موجودين بيننا ويحملون أسماءنا ويزعمون أنهم مسلمون، والإسلام برئ منهم ومن أمثالهم الذين يعيثون في الأرض فسادا ويخدمون مصالح أعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”.