لم يصلنا اشتراط على ترخيص الجامعة.. وسبق ظهوري ولم يعترض أحد
السلفيون والباحثين عن الشُهرة والتريند.. يتربّصون بي ويحرّفون أقوالي
كتب – جمال سالم:
أكدت د. سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، جامعة الأزهر، أن وسائل التواصل الاجتماعي افتعلت معركة وهميّة من خلال الترويج لجزء من كلامها بأنه لم يرد نصّ صريح بتحريم الحشيش، ولكن العلماء حرّموه قياسا على الخمر، فتم الترويج لهذا الكلام وكأنه فتوى بأن الحشيش حلال لأنه لم يرد فيه نص، وكان هدفهم من ذلك تحقيق “التريند”.
أوضحت في تصريح خاص لـ”عقيدتي” أن هناك من يتربّصون بها من وسائل التواصل الاجتماعي والمحامين والسلفيين، وكلهم يريدون الشُهرة وتشويه صورتها أمام الرأي العام، وهذه ليست الفتوى الوحيدة التي يتربّصون بها من خلالها ولكن سبق أن روَّجوا بأنني أبحت للزوج الاستمتاع بزوجته الميّتة، وكذلك حقّ الخاطب في أن يرى مخطوبته عريانة بدون علمها! وغيرها الكثير من الفتاوى التي تم اجتزاؤها من سياقها، أو تقديمها بدون دليل شرعي.
وعن قرار جامعة الأزهر بتحويلها للتحقيق لأنها تحدّثت مع وسائل الإعلام بدون تصريح، مخالِفة قرار مجلس الجامعة، قالت:” الحقيقة، أتصل بي د. أحمد زارع- رئيس المركز الإعلامي بجامعة الأزهر- مؤكدا أن الفتوى صحيحة ولكن يجب أن أؤكد في نهايتها أن الحشيش حرام ولا أكتفي بالقول أن العلماء حرّموه قياسا على الخمر، ومع هذا فإنه لم يصلنا كأعضاء هيئة تدريس مثل هذا القرار، ويمكن أن يكون قد وصل إلى العمداء ولم يصلنا. الأمر الآخر سبق لي الظهور في أكثر من قناة خلال الفترة الماضية ولم يعترض أحد، وآخرها برنامج “الستات” على قناة “النهار” مع سهير جودة ومفيدة شيخة، لمدة خمسة أسابيع متواصلة، وكذلك ظهرت في قناة “الشمس” وغيرها من القنوات، ولم يعترض أحد، فلماذا يتم هذا القرار الآن، وهناك كثير من علماء الأزهر يظهرون بدون تصريح ولم تتم إحالتهم للتحقيق”؟!
موافقة الإمام الأكبر
وفجّرت د. سعاد صالح مفاجأة بأنها حصلت منذ عامين على تفويض وموافقة شفهية من فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عندما طلبت مقابلته بمكتبه، وصرح لها بالظهور في الإعلام، ولكنّه حذّرها من استدراج المذيعين لها لتحقيق الشُهرة والإثارة، وهذا ما أحرص عليه قدْر الإمكان لتنفيذ وصية الإمام الأكبر.
وعن بداية تواصلها مع المذيعة إيمان طنطاوي مقدّمة البرمامج الذي فجَّر المشكلة، قالت: أن المذيعة طلباتها مرات عديدة وكانت وقتها بالمستشفى، وبمجرد خروجها تم الاتفاق وتسجيل البرنامج في بيت د. سعاد في الأول من يونيه الماضي، ولم يذع إلا مؤخّرا، وتم الترويج له عبر وسائل التواصل بالجزء الأول من الكلام أنه لا يوجد نص شرعي يحرّم الحشيش، مما يوحي للحشّاشين وكأنّه حلال، وهذا أمر مرفوض شرعا وعقلا، وأشكر د. أسامة الأزهري- وزير الأوقاف- الذي أصدر بيانا تفصيليا عن تحريم الحشيش وأن هناك مؤلّفات عديدة سبق أن تناولت القضية وحرّمت الحشيش قياسا على الخمر وغيرها من المحرّمات الضارّة.
وأنهت د. سعاد صالح كلامها مؤكدة أن الحشيش والتدخين وكل ما يضرّ الجسد والعقل حرام، وقد ظهرت في أكثر من قناة وأعلنت براءتها من هذا التحريف المُتعمَّد لتشويه صورتها أمام الرأي العام من ذوي النفوس المريضة الذين يتربّصون بها لتحقيق الشُهرة وركوب التريند.
موقف الجامعة.. يثير “علامات الاستفهام”!
كتبت- مروة غانم:
أوضحت جامعة الأزهر- فى بيانها- أن قرار الإحالة جاء بالمخالَفة لقرار مجلس الجامعة رقم ١٢٢٤ لسنة ٢٠١٨ والذى ينصّ على انه (يحظر على جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعة العمل او الظهور او التصدّى للفتوى فى وسائل الإعلام المختلفة دون تصريح، حفظا للخطاب باسم الجامعة وحفاظا على مكانتها وصورتها أمام المجتمع محليا واقليميا).
واستنكر الكثير من أعضاء هيئة التدريس على السوشيال ميديا إحالة د. سعاد صالح للتحقيق فى حين ان الجامعة لم توجّه أى لوم لأحد أعضاء هيئة التدريس، والذى لا يكفّ عن إثارة الجدل وإحداث البلبلة داخل المجتمع بفتاويه الشاذّة والغريبة التى يخرج علينا بها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وليس هذا فحسب، فكثير من الآراء التى يطرحها تطعن فى ثوابت الدين وتشكِّك فى ثوابته، فضلا عن انتقاصه من السُنَّة النبوية، ورغم ذلك لم تتخذ الجامعة معه اى موقف قانونى ولم تحله للتحقيق، ولم توقفه عن العمل!