وسط مشاعر فيّاضة من الفرحة والفخر، سجّل الطالب معاذ أحمد رمضان حسيني، ابن معهد التل الكبير الأزهري بالإسماعيلية، اسمه ضمن كوكبة المتفوّقين في الشهادة الثانوية بعد أن حصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية بالقسم العلمي، محقّقًا مجموع 648 درجة من أصل 650 بنسبة 99.69%.
بيت القرآن
في منزل يتنفّس القرآن وتعلو فيه قيم الالتزام، نشأ “معاذ” وترعرع، حيث حرص منذ نعومة أظافره على حفظ كتاب الله، وكان يؤُم المصلّين في مساجد المنطقة، ليكون التفوق العلمي والأخلاقي سَمْتًا ملازمًا له.
يقول “معاذ”: إن القرآن كان زاده اليومي، ومصدر اتزانه النفسي والدراسي، وإن فضل الله ثم دعاء والديه وتوجيهاتهما كان أساس كل خطوة نجاح خطاها.
دموع تبشِّر بالفرحة
لم تكن لحظة إعلان النتيجة عادية في بيت أسرة معاذ، فالأم، د. رانيا، لم تتمالك دموعها حين أخبرتها شقيقتها بتفوّق ابنها، وهي التي سهرت الليالي وتفرّغت لرعايته وإخوته بكل تفان تقول: “توقّعت له مركزًا متقدّمًا، فهو طالب ملتزم ومجتهد ولا يعرف طريق التهاون.”
أما الأب، المهندس أحمد رمضان، فكان دائم الدعم المادي والمعنوي، إذ وفّر لابنه كل سبل الراحة، ولم يبخل عليه بشيء. ويقول بفخر: “معاذ ليس مجرد طالب متفوق، بل شاب خلوق، بار، وهادئ، يمثّل نموذجًا نادرًا في هذا الجيل.”
فخر للعائلة
ولم يخفِ عم معاذ مشاعره حين قال: “معاذ ليس ابن أخي، بل ابني أنا. وكان دائمًا فخرًا للعائلة كلها.”
بلا دروس خصوصية
المثير في قصة “معاذ” أنه لم يعتمد على الدروس الخصوصية، بل على تنظيم الوقت والمذاكرة اليومية والفهم الحقيقي للمناهج، إلى جانب مجموعات دراسية تطوّعية مع أصدقائه.
يقول معاذ: “كنت أتمنى المركز الأول، لكني راضٍ بما قسمه الله. كنت أشعر أنني سأكون من الأوائل، وها أنا اليوم أحصد ثمرة سنوات من التعب.”
ورغم تفوّقه اللافت، فاجأ “معاذ” الجميع بعدم رغبته في الالتحاق بكليات القمّة كـالطب أو الصيدلة، حيث قال: إنه يميل إلى كلية شرعية، انطلاقًا من رسالته التي تربَّى عليها في الأزهر، سعيًا لخدمة دينه ووطنه.
وفي ختام حديثه، وجّه معاذ رسالة محبّة إلى فضيلة الإمام الأكبر د. الطيب، قائلاً: “افتقدنا كلماتك هذا العام، لكنها غابت من أجل غزّة. ونحن ندرك دورك في دعم قضايا الأمّة، وندعو الله أن يوفّقك دائمًا لتكون نصيرًا للحقِّ وللإسلام.”
وقد هنَّأ اللواء طيار أ.ح أكرم محمد جلال- محافظ الإسماعيلية- الطالب معاذ، مشيداً بمستوى أداء الطالب وحرصه على حصاد مركز متقدّم، مثمّنًا جهود أسرة الطالب وفضيلة الشيخ مجدي السعيد بدوي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسماعيلية الأزهرية وأعضاء هيئة التدريس خلال العام الدراسي الماضي.
متمنّيًا للطالب مزيدًا من التوفيق والسداد في حياته العلمية والعملية، ولأعضاء هيئة التدريس بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية بذل المزيد من الجهد والعمل على صقل مهارات الطلاب العلمية وتنميتهم؛ من أجل رِفعة وتقدّم مصرنا الحبيبة.
كما قدّم فضيلة د. مجدي السعيد، د. أحمد بيومي، الوكيل الشرعي، التهنئة للطالب ولأسرته ولإدارة معهد التل الكبير، معتبرين تفوّقه تتويجًا للجهد والإخلاص.