وسط أجواء من الفرح والاعتزاز، تحوّل منزل الطالب مالك شريف حسن محمود رضوان، بمدينة شبين الكوم بالمنوفية، إلى عُرس لإستقبال المهنئين، بعد أن أعلن الأزهر رسميًا حصوله على المركز الثامن على مستوى الجمهورية القسم الأدبي، بمجموع 576 درجة بنسبة 97.6%.
عمّت الفرحة داخل البيت المتواضع، وصدَحت الزغاريد فى أرجائه في لحظة انتظرها الجميع، خاصة مالك الذي لم يكن يتوقّع المفاجأة.
يقول مالك: “أصحابي همّ اللي صحّوني، كنت نايم وصحوني على صوت المكالمات.. قالولي مبروك يا أول الجمهورية، افتكرت بيهزّروا، ولما شفت اسمي في البيان الرسمي مكنتش مصدّق”.
طريق النجاح
مالك، اتخذ من الجد والاجتهاد منهجًا، ووضع هدفًا مبكّرًا أمام عينيه أن يكون من الأوائل على مستوى الجمهورية، “مكنش فيه رفاهية.. كنت بذاكر أكتر من 10 ساعات يوميًا، كنت بنظّم وقتي بدقّة، وكان القرآن الكريم هو سندي الحقيقي، كل ما أتعب أفتحه وأحس بالراحة”، هكذا يروي مالك تفاصيل أيامه التي لم تعرف الكسل.
ورغم الضغط النفسي الكبير، لم يتراجع عن حلمه، مؤكدًا “كان عندي حلم بدعيله في كل صلاة. ومكنتش بسيب يوم يعدي من غير وِرْد قرآن. كان ده سرّ قوّتي وصبري”.
الأسرة
من جانبها، أعربت والدة مالك عن فخرها الكبير بابنها، مشيرة إلى أنه كان دائمًا هادئًا ومجتهدًا، قائلة: “مكنش بيحب الضوضاء. وكان كل طلبه منا دعوة حلوة. ربنا كرَمه لأنه يستاهل”.
أما والده فأكد أن الأسرة كانت على يقين من أن الله لن يضيع تعبه، مضيفًا: “وفّرناله كل الدعم. ودايمًا كنا بنقوله إن ربنا هيكافأك. وفعلاً فرّحنا كلّنا وربّنا جَبَر بخاطره”.
قدوة ورسالة أمل
يُعد مالك نموذجًا يُحتذى به في الإصرار والتفاني، إذ جسّد برسالته أن النجاح لا يأتي صدفة، بل ثمرة كفاح وجهد وإيمان، وهو اليوم ليس فقط فخرًا لأسرته ومحافظته، بل لأبناء الأزهر الشريف جميعًا.