د. القصبي: بـ”المدارس العلمية” نُفنِّد الخطاب المتشدّد
الجازولى: لا تطرّف مع تصوّف
د. الدسوقى: العمل والعبادة.. أساس استقرار المجتمع
أبو العزائم: “كتيبة الدعاة”.. خط دفاعنا الأول
تتنوَّع صور وأساليب مواجهة الطُرُق الصوفية، للفكر المتطرّف، بداية من الاهتمام بالنَشء، مرورا بالندوات واللقاءات العامة، حتى تخلِق نوعاً من التخْلِيَّة النفسية والذهنية والعقلية من البُغض والضغينة، وصولا للتحْلِيَّة والتزْكية والسُمو الروحي والأخلاقي، حيث الحياة الهادئة الهانئة بما قسَمه الله، المتصالِحة مع جميع المخلوقات وما في الكون، محقِّقة السلام الاجتماعي والصفاء والهدوء النفسي، بما يحقّق لها “الحياة الكريمة” المستقرّة.
انطلاقاً من أن الطُرق الصوفية هي مدارس دينية في التزكية والتربية متفرّعة من بعضها ومرتبطة بالسَنَد المتّصل، وجميعها تتبنّى عقيدة أهل السنّة والجماعة من الأشاعرة والماتُريدية، وبعض من أهل الحديث وتتبع أحد المذاهب الأربعة والاختلاف بينها إنما هو في طريقة التربية والسلوك إلى الله، والطريقة عند السالكين هي السيرة المختصة بهم إلى الله تعالى من قطْع المنازل والتَرَقِّي في المقامات.
وتتنوّع الطُرق التي يتبعها المشايخ في تربية طلابها ومُريديها باختلاف مشارِبهم، واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها، وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنّة رسوله، بل هي من باب الاجتهاد المفتوح للأمة.
المجالس العلمية
فها هي المشيخة العامة للطُرق الصوفية، بقيادة شيخها د. عبدالهادي القصبى- رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية- تعقد مجالسها العلمية بمقرّها بالدراسة، بمشاركة علماء الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء، بالتعاون مع نقابة السادة الأشراف، بقيادة السيد محمود الشريف، بمشاركة كبار العلماء على رأسهم د. أحمد عمر هاشم، د. على جمعة، الشيخ عبدالعزيز الشهاوى شيخ المدرسة الشافعية وأحد علماء الأزهر الكبار، د. هشام الكامل من علماء الأزهر، د. عمرو الوردانى أمين الفتوى بدار الإفتاء.
وتُقام المجالس العلمية بالمشيخة العامة للطُرق الصوفية يومين فى الأسبوع، بحضور عدد كبير من طلاب الأزهر ومُريدى الطُرق الصوفية، حيث يتم شرح دروس علمية خاصة بالتصوّف الإسلامى وتفنيد الخطاب المتطرّف ودروس فى الشريعة الإسلامية.
تصوّف لا تطرّف
يؤكد د. القصبي، أن المشيخة العامة للطرق الصوفية تولِى اهتماما كبيرا بالمجالس والندوات والدورات العلمية التى تنظّمها داخل مقرّها الرئيسى بالدراسة، وكذلك المجالس التى تُعقد فى مقرّات وساحات وأفرع الطُرق الصوفية فى أنحاء الجمهورية، حيث تهدف هذه الدورات الى نشر التصوّف ومحاربة التطرّف من خلال العمل على الجانب العلمي والاستعانة بعدد كبير من العلماء والدعاة أصحاب الفكر المعتدل لتحصين الشباب من الافكار المتطرفة.
التحصين من الصغر
يتفق معه السيد سالم الجازولى- شيخ الطريقة الجازولية، وعضو المجلس الأعلى للصوفية- مشيرا إلى أن “الجازولية” تنظّم دورات بصفة مستمرة لأشبالها لتحصينهم من الفكر المتطرّف الذى تسعى الجماعات المتشدّدة لنَشْره، ونستثمر فترة الأجازة الصيفية فى عقد مثل هذه الدورات فى الساحات.
وقال: تتميز “الجاولية” بتنظيم حلقات تحفيظ القرآن لجميع المراحل العُمرية، وتُختتم بتوزيع الجوائز المالية والعينية، للتحفيز والتشجيع، ويتم ذلك بتكريم أولياء الأمور أيضا فى احتفال كبير بالمقر الرئيسي للطريقة بالدرَّاسة. وكلنا يقين بأنه “لا تطرّف مع تصوّف”.
عبادة وعمل
وأكد د. جمال مختار الدسوقي- شيخ الطريقة الدسوقية- عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية- أن “الدسوقية” تُحصِّن مُريديها منذ الصغر بعقْد الدورات العلمية التى تهدف إلى تحصين النشء من الفكر المتطرّف، وحلقات قراءة وتحفيظ القرآن على يد القراء الثقاة.
أضاف: ولا نكتفى بهذا، بل نفتح مجالات لعمل أبناء الطريقة، بحيث نقضى على البطالة نهائيا، فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وأيضا إذا كانت هناك “بطالة” سيدخل من بابها الإرهاب والتطرف.
كتيبة العلماء
من جانبه، أكد السيد علاء أبو العزائم- شيخ الطريقة العزمية، عضو المجلس الصوفى الأعلى- أن الطريقة لديها كتيبة من الدعاة والعلماء الذين تربّوا تربية وسطية إسلامية وهم من خريجي الأزهر وجامعات أخري يقومون بدور هام ومحوري في تحصين الشباب والنشء من أفكار التيارات المتشدّدة.
هؤلاء يحملون علي عاتقهم مهمّة حماية الأجيال الناشئة من خطر التطرّف وهذا ما يجب أن يعلمه القاصي والداني، خاصة أننا قمنا بمجهود كبير في هذا الشأن خلال الفترة الماضية، وتوجد مئات الساحات والمقرّات التابعة لـ”العزمية” تنظّم العديد من المجالس العلمية والدورات بمشاركة دعاة الطريقة وعلماء الأزهر لتعريف الشباب والنشء بالإسلام الوسطى البعيد عن التطرّف والعنْف.