لا يختلف أحد على وجه الكرة الأرضية حول الدور المصري العظيم في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق والقضية الفلسطينية على مر السنوات والأزمنة، وهو دور نابع من أسباب عديدة أهمها، “العروبة والدم والدين والجوار”، فمصر طوال عمرها تفتح أبوابها وذراعيها للأشقاء الفلسطينيين للإقامة والعيش والتعليم والصحة، وهناك العديد من الأسر تصاهرت وأصبحت عائلات واحدة.
ولذلك كان من الغريب والعجيب الحملة المسعورة التي انتشرت الأسبوع الماضي ضد مصر، بوقوف بعض من ينتسبون إلى جماعة الإخوان الإرهابية وحركة حماس أمام بعض سفارات الدولة في الخارج.
والأعجب من ذلك وقوف بعض من ينتسبون إلى “الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني” وهي أحد أفرع جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب، الدولة المحتلة لأراضيهم، مطالبين بفتح معبر رفح ووقف العدوان على غزة، في محاولة خبيثة تفوح منها رائحة الخيانة، لتشويه الدور المصري الكبير في دعم إخواننا الفلسطينيين في غزة.
فمنذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة 7 أكتوبر 2023، وقد أعلن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن دور مصر الثابت والمستمر حتى الآن من هذه الحرب الظالمة، حيث أخذت مصر على عاتقها الدفاع عن شعب غزة بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية المُتاحة، وتقود مفاوضات الدوحة بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي لإنهاء الحرب وفرض الهدنة ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط.
ستظل مصر السند والداعم الكبير للأشقاء الفلسطينيين المُحاصرين في غزة من خلال معبر رفح المصري ومدينة العريش، حيث كانت تدخل وما زالت المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع وعلى رأسها القوافل المصرية التي تقدر بأكثر من 87% من المساعدات الدولية التي دخلت لغزة، كما تستقبل مصر الجرحى وعائلاتهم للعلاج في المستشفيات المصرية في سيناء.
وفي ظل هذه الأصوات التي تنتقد الموقف المصري، ومعلوم من وراءها وأهدافها الخبيثة التي تحاول أن تطال مصر بتاريخها العظيم، تقود الدولة بقيادة ورؤية الرئيس السيسي، جهوداً دولية وتحركاً دؤوباً لحشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، بالتوازي مع استمرار الدعم الإنساني لشعب غزة المحاصر، ومفاوضات معقدة لوقف إطلاق النار.
كذلك نجحت الدولة المصرية في فرض إرادتها التي تعبر عن الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية ورفض التهجير القسري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني من أرضه، وسعت مصر بكل قوة لدعم الأشقاء الفلسطينيين ومساندتهم في البقاء على أرضهم حتى لا يتركوها للمحتل الكيان الصهيوني، كما سعت لإيجاد حلول شاملة ومستدامة لإعادة إعمار قطاع غزة بدون إخراج السكان منه.
وستظل مصر بإذن الله أكبر داعم ومساند للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، حتى ينال كامل حقوقه الشرعية ويعترف العالم كله بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلينا ألا نلتفت لهذه الأصوات الخارجة عن إجماع الشعب الفلسطيني، والتي تريد التشكيك في دور مصر التاريخي والمحوري، والله تعالى خير شاهد على هذا الموقف العظيم: ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”.